إلهام أبو الفتح تكتب: متى تنتهي فوضى السوشيال ميديا ؟

كل شيء أصبح مباحا على  السوشيال ميديا من يريد أن ينشر إشاعة أو ينتهك حرمة أو يتنمر على شخصية أو يزور صورة زواج أو خناقة أو مقابلة ،ينشر خبر كاذب، فوضى مطلقة تحكم هذا العالم الذي لم يعد افتراضي بل اصبح يؤثر في حياتنا بشكل غير طبيعي ومنه تأتي كل   المصائب  رغم وجود قانون يحكم السوشيال ميديا صدر منذ عام 2018.

لكن ينقصه التفعيل فالقانون ينص على أن يتم حجب كل موقع  شخصي أو مدونة أو حساب يبلغ عدد متابعيه خمسة آلاف أو أكثر، في حال نشر أو بث أخبار كاذبة أو تدعو لمخالفة القانون أو العنف أو الكراهية.

ورغم أن القانون صدر منذ 4 سنوات إلا أن فوضى السوشيال ميديا مازالت مستمرة وكل من يرغب بنشر   أي أخبار يقوم بنشرها سواء كاذبة او صادقة، البعض يعتقد أنها حقيقة وينسخها ويعيد نشرها وتثير بلبلة في المجتمع.

ماهي الثغرات التي في القانون وهل يحتاج تعديل أو تفعيل لماذا لانعيد قراءة هذا القانون مرة أخري ونسد مابه من ثغرات بعد أن أصبح الترافيك وعدد المشاهدات والقراءات هو هدف في حد ذاته ومن أجله يتم استباحة كل شئ  وبعد أن زادت قنوات التيك توك و اليوتيوب بشكل عشوائي بجانب تويتر، والفيس بوك، والانستجرام، وغيرها     وصار هناك اعتقاد خادع بأنها أفضل مصدر للأخبار والحقائق رغم كذب معظمها

ويأتي هذا الاعتقاد لأننا بحركة بسيطة من أصابعنا على الماوس  نعرف أخبار المشاهير وأحدث التطورات  لدرجة أنه في  أمريكا مثلا أكدت دراسة علمية أن %67

من المواطنين  يحصلون على الأخبار من السوشيال ميديا و 45% يحصلون عليها من الفيسبوك فقط!

لا أنكر أن الكثيرون يستطيعون بواسطة السوشيال ميديا معرفة آخر الأخبار لكنها في الوقت نفسه، أصبحت مصدرا للمعلومات المضللة. والأسوأ من ذلك، أننا نتبادلها وننشرها دون أن نتأكد من مصداقيتها، ولطالما ضخمت أحداثا لا لزوم لها مثل لون فستان أو زواج أو طلاق أو قرار سرى لمجلس إدارة ناد أو جمعية، ثم يتبين بعد وقت قصير عدم صحتها، مما جعل وسائل التواصل الاجتماعي موضع شك ومصدر إزعاج  يطاردنا  في كل مكان وفي كل وقت

رغم عشرات البحوث والرسائل العلمية بالجامعات التي تثبت مسؤولية السوشيال ميديا عن العديد من المصائب الاجتماعية منها العزلة والهروب الاجتماعي،  والتفكك والتحرش والتنمر والابتزاز المادي والعاطفي، !

مطلوب كود للسوشيال ميديا يطبق بكل حزم رأفة بعقولنا و بيوتنا ومجتمعنا .. !