إنفلونزا «K» تثير القلق عالميًا مع زيادة الإصابات وشدة الأعراض.. معلومات جديدة

تشهد المنظومة الصحية العالمية حالة من القلق المتزايد مع ارتفاع نشاط الإنفلونزا الموسمية وعدد من الفيروسات التنفسية بالتزامن مع موسم الشتاء، وسط تحذيرات من انتشار سلالة فرعية جديدة من فيروس الإنفلونزا A (H3N2)، تُعرف باسم السلالة الفرعية K.

تحذيرات منظمة الصحة العالمية

أعلنت منظمة الصحة العالمية رصد هذه السلالة للمرة الأولى في أكثر من 30 دولة حول العالم، مشيرة إلى أن بعض البلدان سجلت بداية مبكرة وغير معتادة لموسم الإنفلونزا منذ شهر أكتوبر الماضي، وصلت في بعض المناطق إلى مستويات وبائية خلال فترة قصيرة.

وأكدت المنظمة أن فيروسات الإنفلونزا سريعة التحور، ما يتطلب تحديثًا دوريًا لتركيبة اللقاحات، مشددة في الوقت نفسه على أن اللقاحات الحالية لا تزال فعالة في تقليل خطر الأعراض الشديدة والحالات الحرجة، رغم عدم التطابق الكامل مع السلالة الجديدة.

ودعت المنظمة الدول إلى تكثيف جهود الرصد الوبائي، والتوسع في حملات التطعيم، والاستعداد لأي تطورات محتملة في الوضع الصحي العالمي.

سلالة «شرسة» وأعراض أشد حدة

من جانبهم، حذر عدد من الأطباء وخبراء الصحة العامة من أن السلالة الفرعية K تُعد أكثر شراسة مقارنة بسلالات الإنفلونزا السابقة، حيث ترتبط بارتفاع ملحوظ في شدة الأعراض وزيادة الحالات التي تتطلب رعاية طبية.

وقال الدكتور نيل مانيار، أستاذ ممارسة الصحة العامة بجامعة نورث إيسترن في الولايات المتحدة، إن المؤشرات الأولية تظهر أن هذه السلالة تسببت بالفعل في مواسم إنفلونزا حادة في بعض مناطق العالم، موضحًا أن خطورتها تعود إلى انخفاض المناعة المجتمعية تجاهها بسبب اختلافها الجيني عن السلالات المنتشرة سابقًا.

وأضاف أن لقاحات الإنفلونزا المتوافرة حاليًا لا تستهدف هذه السلالة بشكل مباشر، وهو ما قد يفسر جزئيًا ارتفاع شدة الإصابات، رغم استمرار أهمية التطعيم في تقليل المضاعفات الخطيرة.

تفشٍ مبكر في الولايات المتحدة

تشير بيانات صحية حديثة إلى أن الولايات المتحدة تشهد تفشيًا مبكرًا للإنفلونزا هذا الموسم، مع ارتفاع سريع في أعداد الإصابات وزيارات المستشفيات، خاصة بين الفئات الأكثر عرضة للخطر.

وأظهرت إحصاءات مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها (CDC) أن نسبة زيارات الأطباء بسبب أعراض تشبه الإنفلونزا بلغت 3.2% خلال الأسبوع المنتهي في 6 ديسمبر، وهو معدل يعكس شدة الموسم الحالي مقارنة بالأعوام السابقة.

وسجلت ما لا يقل عن 14 منطقة صحية عامة نشاطًا متوسطًا إلى مرتفع للإنفلونزا، مع تركّز واضح في شمال شرق الولايات المتحدة، خاصة مدينة نيويورك وولايتي نيويورك ونيوجيرسي، إلى جانب ولايات أخرى مثل جورجيا، تكساس، لويزيانا، وكولورادو.

ما هي إنفلونزا K؟

إنفلونزا K هي سلالة متحورة من فيروس الإنفلونزا A (H3N2)، ويُطلق عليها بعض الخبراء وصف «الإنفلونزا الخارقة» نظرًا لقدرتها العالية على الانتشار والتهرب من المناعة المكتسبة.

ويشير المتخصصون إلى أن رمزي H وN يعبران عن نوعين من البروتينات السطحية للفيروس، هما الهيماغلوتينين والنيورامينيداز، بينما تُستخدم الأرقام لتحديد شكل كل بروتين، وتُعد سلالة H3N2 من أكثر سلالات الإنفلونزا قابلية للتحور.

لماذا تثير هذه السلالة القلق؟

أوضح خبراء أن السلالة الفرعية K اكتسبت عدة طفرات جينية جديدة، تم رصدها لأول مرة في أوروبا بعد اعتماد سلالات لقاح الإنفلونزا لهذا الموسم، ما يرجح ضعف التوافق بين اللقاح الحالي وهذه السلالة.

ويكمن الخطر الأساسي في الارتفاع الكبير لعدد الإصابات، وليس في زيادة معدل الوفاة بشكل مباشر، إذ يؤدي ذلك إلى ضغط متزايد على المستشفيات وارتفاع حالات المضاعفات، خاصة بين الفئات الضعيفة.

الأعراض والفئات الأكثر عرضة

تشبه أعراض الإصابة بإنفلونزا K أعراض الإنفلونزا التقليدية، لكنها قد تكون أكثر حدة، وتشمل ارتفاع الحرارة، السعال الشديد، التهاب الحلق، آلام الجسم، الإرهاق، واضطرابات الجهاز التنفسي، وقد تصل في بعض الحالات إلى ضيق التنفس أو آلام الصدر.

وتشمل الفئات الأكثر عرضة للمضاعفات: كبار السن، الأطفال الصغار، النساء الحوامل، مرضى الأمراض المزمنة، والأشخاص الذين يعانون من ضعف في المناعة.

توصيات وقائية

يوصي الأطباء باتباع مجموعة من الإجراءات الوقائية للحد من انتشار العدوى، من بينها الحصول على لقاح الإنفلونزا المتاح، والالتزام بغسل اليدين بانتظام، وارتداء الكمامات في الأماكن المزدحمة، وتجنب الاختلاط عند ظهور الأعراض، إلى جانب تعزيز المناعة بنمط حياة صحي.