اكتشاف أول إصابة في مصر .. القصة الكاملة لـ جدري القرود | ظهر في أفريقيا القرن الماضي وأعيد اكتشافه فى أوروبا .. 7 أعراض للمرض وطفح جلدي فى 9 مناطق

في السابع من مايو الماضي، أعلنت بريطانيا عن أول إصابة بمرض جدري القرود، لتكون بذلك أول إصابة بالمرض خارج حدود قارة أفريقيا معقل المرض، وبعد ذلك انتقل المرض إلى العديد من دول القارة الأوروبية وأوروبا قبل أن يصل إلى قارتي آسيا وأفريقيا.

وكان المرض قد ظهر في سبعينيات القرن الماضي، في القارة الأفريقية، ثم اختفى لعشرات السنين قبل أن يعود للظهور وينشط الفيروس من جديد في عدد من دول العالم وآخرها مصر.

ويقدم موقع قناة صدى البلد، كل التفاصيل عن المرض بعد إعلان وزارة الصحة عن عزل أول حالة مصابة بجدري القرود لمصري من الحاصلين على الاقامة بإحدى الدول الأوربية.

تعريف جدري القرود

جدري القردة مرض يسببه فيروس جدري القردة. وهو عدوى فيروسية حيوانية المصدر، مما يعني أنها يمكن أن تنتقل من الحيوانات إلى البشر. ويمكن أن تنتقل أيضاً من شخص إلى آخر.

أعراض جدري القرود

يؤدي المرض إلى العديد من العلامات والأعراض. وفي حين يُصاب بعض الأشخاص بأعراض خفيفة، قد يصاب آخرون بأعراض أكثر حدة ويحتاجون إلى تلقي الرعاية في مرفق صحي. ومن بين الأشخاص الأكثر عرضة للإصابة بأمراض أو مضاعفات وخيمة الحوامل والأطفال والأشخاص الذين يعانون من نقص المناعة.

وتشمل الأعراض الأكثر شيوعاً لجدري القردة الحمى والصداع وآلام العضلات وآلام الظهر والشعور بالوهن وتورم الغدد الليمفاوية. ويتبع ذلك أو يصاحبه ظهور طفح جلدي.

الطفح الجلدي

يمكن أن يستمر لمدة أسبوعين إلى ثلاثة أسابيع. ويمكن أن يظهر الطفح الجلدي على الوجه وراحتي اليدين وباطن القدمين والعينين والفم والحلق والفخذ والمناطق التناسلية و/أو الشرجية من الجسم. ويمكن أن يتراوح عدد الآفات من واحدة إلى عدة آلاف. وتبدأ الآفات وهي بشكل مسطح، ثم تمتلئ بالسائل قبل أن تتقشر وتجف وتسقط، وتظهر طبقة جديدة من الجلد تتشكل تحتها.

جدري القرود

وتستمر الأعراض عادة من أسبوعين إلى ثلاثة أسابيع وتختفي في الغالب من تلقاء نفسها أو مع الحصول على الرعاية الداعمة، مثل أدوية الألم أو الحمى. ويبقى الأشخاص ناقلين للعدوى إلى أن تتقشر جميع الآفات وتسقط الجلبة وتتشكل طبقة جديدة من الجلد تحتها.

وينبغي لأي شخص لديه أعراض يمكن أن تكون من أعراض جدري القردة، أو خالط شخصاً مصاب بجدري القردة، الاتصال بمقدم الرعاية الصحية أو زيارته والتماس مشورته.

هل يعتبر مرض قاتل

تختفي أعراض جدري القردة في معظم الحالات، من تلقاء نفسها في غضون بضعة أسابيع. ولكن يمكن أن تؤدي العدوى لدى بعض الأشخاص إلى مضاعفات طبية، بل إلى الموت. وقد يتعرض الأطفال حديثو الولادة والأطفال والأشخاص الذين يعانون من نقص المناعة الكامنة لخطر الإصابة بأعراض أكثر خطورة والوفاة بسبب جدري القردة.

المضاعفات الناتجة عن المرض

وتشمل المضاعفات الناتجة عن جدري القردة الالتهابات الجلدية الثانوية والالتهاب الرئوي والتشوش ومشاكل العين. وفي الماضي، تُوفي ما بين 1 إلى 10 في المائة من الأشخاص المصابين بجدري القردة. ومن المهم ملاحظة أن معدلات الوفيات قد تختلف باختلاف الأماكن نتيجة لعدد من العوامل، مثل إمكانية الحصول على الرعاية الصحية. وقد تكون هذه الأرقام تقديراً مبالغاً فيه لأن ترصّد جدري القردة كان محدوداً بشكل عام في الماضي. وفي البلدان المتضررة حديثاً التي تحدث فيها الفاشية الحالية، لم تحدث أي حالات وفاة حتى الآن.

انتقال جدري القرود

وحول طريقة انتقال جدري القرود، فإن العدوى بالمرض تنتقل من شخص إلى آخر من خلال الاتصال الوثيق بشخص مصاب لديه طفح جلدي بسبب جدري القردة، بما في ذلك من خلال ملامسة الوجه للوجه أو الجلد للجلد أو الفم للفم أو الفم للجلد، بما فيه الاتصال الجنسي. وما زلنا نستطلع المدة التي يبقى فيها الأشخاص المصابون بجدري القردة ناقلين للعدوى، لكنهم يُعتبرون عموماً ناقلين للعدوى إلى أن تتقشر جميع آفاتهم وتسقط الجلبة وتتشكل طبقة جديدة من الجلد تحتها.

يمكن أن تصبح البيئات ملوثة بفيروس جدري القردة عندما يلمس شخص ناقل للعدوى الملابس والفراش والمناشف والأشياء والإلكترونيات والأسطح. وإذا لمس شخص آخر هذه العناصر، فيمكن أن يصاب بالعدوى. ومن الممكن أيضاً أن تحصل الإصابة بالعدوى من خلال استنشاق رقائق الجلد أو الفيروس من الملابس أو الفراش أو المناشف. ويعرف هذا باسم 'الانتقال عن طريق أدوات العدوى'.

وأكدت منظمة الصحة العالمية، أنه يمكن أن تكون القرحة أو الآفات أو القروح الموجودة في الفم معدية، مما يعني أن الفيروس يمكن أن ينتشر من خلال الاتصال المباشر بالفم وقطرات الجهاز التنفسي، وربما من خلال الهباء الجوي قصير المدى. ولا تزال الآليات المحتملة لانتقال جدري القردة عبر الهواء غير مفهومة جيداً بعد، والدراسات جارية لمعرفة المزيد.

الحامل إلى الجنين

وينتشر الفيروس أيضاً من الحامل إلى الجنين، وبعد الولادة من خلال ملامسة الجلد للجلد، أو من أحد الوالدين المصابين بجدري القردة إلى رضيع أو طفل خلال الاتصال الوثيق.

حالات عدوى عديمة الأعراض

وعلى الرغم من الإبلاغ عن حالات عدوى عديمة الأعراض، لكنه ليس من الواضح ما إذا كان الأشخاص الذين ليس لديهم أي أعراض قادرين على نقل المرض أو ما إذا كان المرض قابلاً للانتشار عن طريق سوائل الجسم الأخرى. وقد تبين وجود أجزاء من الحمض النووي لفيروس جدري القردة في السائل المنوي، ولكنه من غير المعروف بعد ما إذا كانت العدوى يمكن أن تنتقل من خلال السائل المنوي أو السوائل المهبلية أو السوائل الأمنيوسية أو حليب الثدي أو الدم. ويجري الاضطلاع بالأبحاث من أجل معرفة المزيد عما إذا كان بإمكان الناس نقل جدري القردة من خلال تبادل هذه السوائل أثناء الإصابة بالأعراض وبعدها.

ومن ناحية أخرى، أوضح الدكتور حامد عبد الله حامد، أستاذ الأمراض الجلدية والتناسلية بقصر العيني، تفاصيل الإصابات الجديدة بفيروس جُدّري القرود؛ بعدما طبقت دول مثل بلجيكا الحجر الصحي الإجباري لمدة 21 يومًا لمرضى جدري القرود.

جدري القرود

وأكد حامد  خلال مداخلة هاتفية مع الإعلامية عزة مصطفى ببرنامج «صالة التحرير» المذاع عبر قناة «صدى البلد»، أن مرض الجدري مختفي من عام 1980، لافتًا إلى أن جدري القرود يختلف عن الجدري العادي في أن القرود وبعض القوارض يمكنها نقله إلى الإنسان.

وأشار إلى أن جدري القرود يمكن أن ينتقل من الإنسان إلى الإنسان أيضًا، والعلاقات غير المشروعة «شبه الإيدز؛ وداخلة فيه نقطة اتصال علاقات غير مشروعة»، مشيرًا إلى أن هذا المرض ينتقل من العلاقات الجنسية بين الرجل والرجل (المثلية الجنسية).

موطن جدري القرود

وأوضح أن هذا المرض متوطن في غرب ووسط إفريقيا، لافتًا إلى أن هذا المرض ظهر في أماكن لم يكن متوطنًا فيها، مشيرًا إلى أنه كان هناك مؤتمرًا لمثليي الجنسي في أوروبا ظهرت فيه هذا المرض «ممكن يكون نوع من الهجمات البيولوجية الإرهابية؛ وعلشان كدة ظهر في دول غير اللي اتوطن فيها».

ولفت إلى أن انتشار جدري القرود أكثر بين الفئات المثلية (غير المشروعة مع الرجال مثليي الجنس)، مؤكدًا أنه يمكن أن ينتقل بسبب التنفس أيضًا، مشيرًا إلى وجود أمور مطمئنة في هذا المرض «مش مرض مميت، ونسبة الوفاة فيه لدى الأطفال من 3 إلى 5 %».

تطعيمات جدري القرود

وعن التطعيمات ضد هذا المرض، أكد أن التطعيمات القديمة تحمي من تقليل فرص الإصابة بهذا المرض؛ لكنها لا تمنعها، مؤكدًا أنه يمكن إصابة الأطفال بهذا المرض عن طريق التنفس.

وأشار إلى أن أعراض تتمثل في ارتفاع درجات الحرارة، وظهور الإصابات الجلدية على اليدين والوجه وباقي أعضاء الجسم «بتعمل جروح وتقيحات، وبيكون فيه تورم في الغدد الليمفاوية تحت الإبط أو في الرقبة»، مؤكدًا أن هذه الأعراض هي الأساسية في هذا المرض.