الأزهر الشريف يوجه رسالة لأبناء السودان: حُرمة المسلم عند الله أشدّ من حُرمة الكعبة المُشرَّفة

وجه مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية رسالة عاجلة لأبناء السودان، دعاهم فيها إلى التحلي بالحكمة، وتغليب روح الأخوة الدينية والإنسانية، والابتعاد عن كل ما من شأنه تأجيج النزاع، وإذكاء الصراع، الذي لا يخلف وراءه إلا الدمار.

وشدد مركز الأزهر العالمي للفتوى، على ضرورة بذل المزيد من جهود علماء السودان وشيوخه وحكمائه -بما آتاهم الله من العلم والحِكمة والتأثير- للإسهام في حقن الدّماء، وتوحيد الصّف، ولمّ الشمل، وجمع الكلمة، وإخماد نار الفتنة، والحفاظ على السّودان، قائلا: :«نسألُ اللهَ سُبحانه أن يعصم دماء الأبرياء، وأن يحفظ السُّودان، ويجعلَه وبلادنا أمنًا وسلامًا، وسائر بلاد المسلمين.

ونعى الأزهر شهيد الواجب محمد الغراوي مساعد الملحق الإداري بسفارة مصر في الخرطوم، الذي استشهد أمس الاثنين خلال توجهه من منزله إلى مقر السِّفارة المصرية لمتابعة إجراءات إجلاء المواطنين المصريين من السُّودان، ويدعو الله له بالرَّحمة، ولأسرته بالصّبر والسّلوان، ولزملائه بالثَّبات والتوفيق في أداء واجبهم الوطني، ورعاية مصالح مصر العُليا.

الإسلام حرم الدماء

وأوضح إن الإسلام حرم الدماء، ودعا للوفاق ونبذ الشقاق والاستماع لصوت الحكمة وإخمادِ نيران الفتنة.

وتابع المركز عبر صفحته الشخصية على موقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك»: «دعا الإسلام إلى السَّلام والاتحاد والوفاق، ونبذت تشريعاته الراقيةُ النزاعَ والفرقةَ والشِّقاق؛ بين أبناء الأمة الواحدة؛ قال سبحانه في مُحكَم التَّنزيل: {إِنَّ هَذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاعْبُدُونِ} [الأنبياء: 92]، وقال أيضًا: {وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا}. [آل عمران: 103].

وأشار إلى أن الإسلام حرَّم الإسلام جميع الدِّماء المعصومة، دون تفرقة بينها على أساس دين أو لون أو انتماء، وجعل الاعتداء عليها جريمةً عظيمة وإثمًا كبيرًا؛ قال سبحانه: {مِنْ أَجْلِ ذَلِكَ كَتَبْنَا عَلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ أَنَّهُ مَنْ قَتَلَ نَفْسًا بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الْأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعًا وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعًا}. [المائدة: 32].

وتابع: «سيدنا رسول الله ﷺ قال في حجة وداعه: «فإنَّ اللَّهَ تَبَارَكَ وتَعَالَى قدْ حَرَّمَ علَيْكُم دِمَاءَكُمْ وأَمْوَالَكُمْ وأَعْرَاضَكُمْ إلَّا بحَقِّهَا، كَحُرْمَةِ يَومِكُمْ هذا، في بَلَدِكُمْ هذا، في شَهْرِكُمْ هذا». [مُتفق عليه.. بل كانت حُرمة المسلم عند الله أشدّ من حُرمة الكعبة المُشرَّفة؛ ولقد طاف سيدنا رسول الله ﷺ بالكعبة يومًا، وقال: «مَا أَطْيَبَكِ وَأَطْيَبَ رِيحَكِ، مَا أَعْظَمَكِ وَأَعْظَمَ حُرْمَتَكِ، وَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ، لَحُرْمَةُ الْمُؤْمِنِ أَعْظَمُ عِنْدَ اللَّهِ حُرْمَةً مِنْكِ مَالِهِ وَدَمِهِ، وَأَنْ نَظُنَّ بِهِ إِلَّا خَيْرًا». [أخرجه أبو داود].

ولفت إلى أن الأزهر الشريف إذ يُذكِّر المسلمين على اختلاف مشاربهم وانتماءاتهم بهذه المعاني من دين الإسلام الحنيف؛ خاصّة أبناء جمهورية السُّودان الشقيق؛ لينعى الأبرياء -من أبناء السُّودان وغيرهم- الذين سقطوا خلال هذه الأحداث، ويدعو الله لهم بالرَّحمة والمغفرة ولأهليهم بالصَّبر والسّلوان.

الأزهر للفتوى: الصوم لا ينتهي بانقضاء رمضان

الأزهر يعلن موعد امتحانات نهاية العام الدراسي لـ أبنائنا في الخارج