الأطفال محتاجيني.. طبيب مولدوفي يودع عائلته عند معبر رفح ويعود لغزة لعلاج المصابين
ملائكة الرحمة ليس قلبا يتم تداوله بين الاطباء والممرضين، ويعود إطلاق اللقب بسبب تخفيفهم المعاناة والآلام عن المرضى، ولكن أحيانا يعيش الأطباء وضعا كارثيا أثناء الحروب والجوائح الفيروسية المختلفة، ولعل الأسابيع الأخيرة خلدت في ذاكرتنا العديد من المشاهد الإنسانية التي ستظل خالدة في عقولنا لعقود طويلة.
يعيش قطاع غزة منذ قرابة 4 أسابيع كاملة، في حالة من الرعب والدمار، الذي تشنه قوات الاحتلال الإسرائيلية، على المدنيين في شمال القطاع، فلا يوجد مسجد أو كنيسة أو مستشفى أو مدرسة آمنة، الكل تحت نيران العدو سواء، أطفال تقتل، ونساء تدفن أحلامها في الركام، ورجال لا تقدر على التصدي للعدو سواء إلا بالحجارة.
وفرص النجاة قليلة، والكل يتشبث بفرصة للخروج من الإبادة التي ترتكب بحق الأشقاء في قطاع غزة، المتواجدين من جنسيات أخرى هرولوا إلى معبر رفح للعودة إلى بلدانهم، خوفا على حياتهم من الهلاك وإلقاء مصير آلاف الفلسطينيين.
على معبر رفح طبيب مولدوفي يقارب من العمر نحو 50 عاما، أتت له الفرصة لكي يعود مرة أخرى إلى بلدته التي ترعرع فيها، وينجو بحياته من القصف الإسرائيلي على قطاع غزة، ولكنه ترك حياته خلفه، وتمسك بالإنسانية ، قرر أن يعود أدراجه مرة أخرى لعلاج وإسعاف الفلسطينيين المصابين، الأمر الذي قد كلفه حياته، ولكنه قد ينقذ حياة عشرات المصابين.
وبرر الطبيبي المولدوفي، سبب رفضه لمغادرة فلسطين، أن أهالي غزة في حاجة إليه في ظل الوقت الحالي، قائلا: «شعور صعب جدا أنا ترك عائلتي، ولكن بضل أفضل من أنه يضلوا تحت القصف، واقعد ارحل فيهم من مكان إلى آخر، ولكن رحيلهم على الأقل يعطيني، إني أركز مع الناس ومع الأطفال المصابين، خاصة أنه تم قتل الأطفال بصورة رهيبة، كذلك النساء تقتل بصورة رهيبة».