الأهلي يتجاهل «المايسترو» و«بيبو» في الذكرى الـ 112 على تأسيس النادى

كتب: كريم فؤاد

في واقعة غريبة شهدت قائمة رؤساء النادي الأهلي المنشورة عبر الموقع الرسمي للقلعة الحمراء على شبكة الانترنت اختفاء الصور الشخصية الحقيقية لرئيس النادي الحالي محمود الخطيب وصالح سليم المايسترو الذي يعد بمثابة الأب الروحي للنادي الذي تأسس مثل اليوم من عام 1907 أي منذ 112 عاما.

وفي القائمة الخاصة برؤساء النادي على موقع النادي الأهلي على الانترنت تواجدت الصور الشخصية الحقيقية الخاصة بالرئيس السابق محمود طاهر، وحسن حمدي فيما تم الاستعانة بصورة غير حقيقية لمحمود الخطيب «بيبو»، وصالح سليم «المايسترو» في تجاهل غريب لاثنين من رموز القلعة الحمراء.

صالح سليم

تولى صالح سليم فترة رئاسة النادي الأهلي الأولى من 12 ديسمبر 1980 إلى 16 ديسمبر 1988، والثانية من 6 فبراير 1992 إلى 6 مايو 2002.

ويعد صالح سليم أحد أهم الرموز التي أثرت بشكل مباشر في تكوين كيان الأهلي ومكانته عبر العصور، فهو الرجل الذي أفنى حياته في خدمة النادي داخل وخارج الملعب حتى آخر يوم في عمره.

وبدأت حكاية صالح مع الأهلي عندما انضم لصفوف فرق الناشئين عام 1944 قبل أن يصبح أحد أعمدة الفريق الأول في أواخر الأربعينات، ليقود جيلاً ذهبياً ساهم بقوة في بناء قاعدة بطولات النادي الأهلي بالفوز بدرع الدوري العام 9 أعوام متتالية كرقم قياسي لم يتكرر.

وسجل صالح سليم ما يقرب من 100 هدف بالفانلة الحمراء ساهمت في حصوله على حوالي 20 بطولة كلاعب حتى اعتزاله عام 1967.

وكان اعتزاله بمثابة بداية جديدة من العطاء خارج الملعب، حيث عمل صالح مديراً للكرة عامي 1971 و1972 ثم فاز بانتخابات رئاسة النادي الأهلي عام 1980.

وقاد المايسترو من كرسي الرئاسة النادي الأهلي لتحقيق العديد من الإنجازات والبطولات في فترة الثمانينات، أهمها الفوز بدوري أبطال أفريقيا للمرة الأولي عام 1982.

وانتهت فترة رئاسته الأولي بنهاية عام 1988 ولكنه سرعان ما عاد لبيته في 1992 لولاية ثانية استمرت عشر سنوات بني فيها صالح قاعدة الاستقرار التي ساهمت في زيادة حصيلة الأهلي من البطولات وارتفاع أسهمه حتى نال بجدارة لقب “نادي القرن”.

وفي السادس من مايو عام 2002، رحل صالح سليم بعد صراع مع سرطان الكبد ولكن بقيت ذكراه خالدة لما قدمه من أسس ومبادئ ألقت بظلالها علي كل من له صلة بالنادي الأهلي.

محمود الخطيب

ويحظى محمود الخطيب أو «بيبو» هوو أسطورة الكرة المصرية، بشعبية غير عادية من جماهير الكرة المصرية والعربية والأفريقية بشكل عام، والجماهير الأهلاوية بشكل خاص، ودخل قلوب الجماهير الحمراء من الباب الكبير، وكانت نتيجة هذا الحب الجارف هي ثورة التأيد التي أطلقها أعضاء الجمعية العمومية بالقلعة الحمراء في الانتخابات التي جرت يوم 30 نوفمبر 2017 لاختيار مجلس إدارة جديد، وذلك للتعبير عن حبهم للأسطورة الحية «بيبو»، ومنحه ثقتهم ليقود السفينة الحمراء في السنوات الأربع المقبلة.

محمود الخطيب، لاعب الكرة الأسطوري، الذي أعلن اعتزاله الكرة نهائيًا، بعد مسيرة ذهبية مع الأهلي دامت لأكثر من 15 عامًا؛ كلاعب قاد فيها فريق الكرة، لإحراز عشرات البطولات المحلية والأفريقية، وإحراز مئات الأهداف مع الأهلي و المنتخب الوطني.. إضافة إلى شرف الحصول على الكرة الذهبية، ولقب أفضل لاعب في أفريقيا لعام 1983، وهو ما لم يحققه أي لاعب في التاريخ المصري على الإطلاق.

نجح «بيبو» في أن يكون علامة مضيئة في تاريخ الكرة المصرية بفضل مهاراته العالية، وقدرته على التهديف والمراوغة بكلتا قدميه، وبات مرعب مدافعين وحراس مرمى الفرق المنافسة، واختير الخطيب، من جانب محبيه وعشاقه، لاعب القرن العشرين في تاريخ النادي الأهلي.

وتدرج الكابتن محمود الخطيب في كل المناصب الإدارية داخل القلعة الحمراء، وعمل مع العظماء في تاريخ الأهلي أمثال: عبده صالح الوحش، وصالح سليم، وحسن حمدي.

بعد اعتزاله الكرة، تدرّج «بيبو» في كل المناصب الإدارية، واكتسح كل الانتخابات التي خاضها، اعتبارًا من عام 1988 عندما انتخب عضوًا لمجلس الإدارة، وفجّر الخطيب مفاجأة كبيرة بالحصول علي أعلى الأصوات في العضوية.

وفي عام 2000، عاد الخطيب مرة أخرى إلى عالم الانتخابات، ونجح في الحصول علي المركز الأول في العضوية، وتفوق في عدد الأصوات عن الكابتن صالح سليم على موقع الرئاسة، والكابتن حسن حمدي على موقع نائب الرئيس؛ رغم ابتعاده عن النادي ما يقرب من 9 سنوات.

وفي عام 2002، كانت الانتخابات الثالثة لـ«بيبو»، وجاءت تكميلية هذه المرة، وخاضها علي مقعد أمين الصندوق، ونال أيضًا أعلى الأصوات.

وفي انتخابات 2004، نجح الخطيب في منصب آخر، وهو نائب الرئيس، وحاز أيضًا على أعلى الأصوات، بل حقق رقمًا قياسيًا تفوق به علي كل المرشحين.

وفي انتخابات 2009، والتي جاءت بنظام جديد يتمثل في إجراء الانتخابات في الرئاسة والعضوية، نجح الخطيب في حسم سباق العضوية، ونال كالعادة أعلى الأصوات، وحصد رقمًا تاريخيًا.

و في 30 نوفمبر 2017، خاض «بيبو» الانتخابات على منصب الرئيس، وضرب رقمًا قياسيًا؛ إذ حصد عشرين ألف صوت، وأصبح رئيسًا للنادي بعد تفوقه على المهندس محمود طاهر، الرئيس السابق للنادي الأهلي، فهكذا؛ تدرج الأسطورة المصرية بالعمل الإداري داخل ناديه، حتى وصل لرئاسة نادي القرن الأفريقي.