الإفطار الأخير .. الابن حاول إنقاذ والده فرحلا معا داخل فنطاس مازوت بمنشأة القناطر

 

واقعة مأساوية، شهدتها منطقة منشأة القناطر، بمحافظة الجيزة، راح ضحيتها سائق سيارة نقل ونجله البالغ من العمر خمسة عشرة عاما، داخل فنطاس مازوت.

بدايتها عندما قرر "رامي عادل، أربعون عاما، والذي يعمل سائق سيارة نقل"، عقب تناول وجبة الإفطار في اليوم الرابع عشر لشهر رمضان، تنظيف "فنطاس المازوت"، بعد رحلة عمل شاقة، حتى يستطيع السعي مرة أخري على لقمة عيشة، ولكنه لم يدري بأنها سوف تكون اللحظات الاخيرة لحياته، وفور ان صعد أعلي الفنطاس حتى انزلقت قدماه داخله، وحاول الاستغاثة بصوت عالي "ألحقوني ..ألحقوني .. بموت ".

وما هي إلا لحظات وسمع صراخة نجله " عادل" 15 عاما، والذي كان متواجد أمام المنزل، وبسرعة البرق صعد على الفنطاس محاولا إنقاذ والدة، إلا ان القدر قد سبقهما ووقع هو الاخر وحاولا الأثنين الخروج وأمسك كل منهما يد الأخر ونطقا الشهادتين وماتا سويا "مختنقين"، لتنتهي رحلة الأب والأبن الأخيرة.

وتلقت الأجهزة الامنية، بمديرية أمن الجيزة، اخطارا يفيد بوجود متوفيان داخل فنطاس مازوت بإحدى قرى منطقة منشأة القناطر، وعلى الفور انتقلت الأجهزة الأمنية ، وسيارات الإسعاف، لمكان الواقعة.

وبالفحص والمعاينة، عثر على جثتي "رامي عادل، 40 سنة، سائق سيارة نقل، ونجله عادل، 15 سنة، طالب"، داخل فنطاس مازوت، وتم انتشالهما، تبين من التحريات الاولية، أنه أثناء تنظيف المتوفيان لفنطاس مازوت أعلى سيارة نقل، انزلقت قدم الأب وسقط بداخله، وحاول ابنه إنقاذه، قبل أن يسقط هو الآخر وتوفيا مختنقين، وجرى نقل الجثمانيين للمشرحة، تحت تصرف النيابة.

حرر محضر بالواقعة، وتولت النيابة التحقيقات والتي طلبت انتداب الطب الشرعي، والتصريح بالدفن عقب ورود التقرير، وسرعة إجراء التحريات حول ظروف وملابسات الواقعة، وسؤال الشهود .