البابا تواضروس: القيادة المصرية تعتبر مشكلة دير السلطان قضية وطنية

أكد قداسة البابا تواضروس الثاني بابا الإسكندرية بطريرك الكرازة المرقسية، أن القيادة المصرية مهتمة بمشكلة دير السلطان بالقدس باعتبارها قضية وطنية مصرية وليست مشكلة كنسية فقط.

وأشار تواضروس الثاني إلى أن وزارة الخارجية المصرية والسفير المصري في تل أبيب عقدوا العديد من الاجتماعات لبحث سبل إعادة ملكية الدير للكنيسة المصرية الأرثوذكسية.

وقدم البابا تواضروس الثاني خلال عظته الأسبوعية مساء اليوم الأربعاء من كاتدرائية الملاك ميخائيل بالمهندسين بحضور أساقفة من المجمع المقدس والأباء الكهنة وجمع كبير من شعب الكنيسة الشكر لوزير الخارجية سامح شكري والسفارة المصرية بتل أبيب على جهودهم في متابعة المشكلة، موضحا أنه يتواصل بشكل فوري مع مطران القدس والكرسي الأورشليمي، مؤكدا أن الكنيسة الأثيوبية كنيسة شقيقة ، ولا نود أن يكون هناك ما يعكر صفو العلاقات، وأن كل المستندات في صالح الكنيسة المصرية فضلا عن وجود حكما قضائيا لصالحنا صادر من المحكمة الدستورية الإسرائيلية ولكن عندما تدخل المشكلة في إطار السياسة تتغير الكثير من الأمور.

وناشد البابا تواضروس جميع الأطراف المعنية بالموضوع بحل الأمر بصورة عقلانية بدون متاعب لأي طرف.

وأوضح أن مشكلة دير السلطان قائمة منذ عام 1820 وأنه كانت هناك محاولات للاستيلاء على الدير، وتوجهت الكنيسة إلى القضاء الذي حكم بأحقية الدير للكنيسة القبطية الأرثوذكسية، لافتا إلى أن الكنيسة الأرثوذكسية لها تواجد هناك منذ عقود عديدة، وأنه تم احتلال الدير منذ عام 1970 حيث أن السلطات هناك استغلت الوضع السياسي وقتها وقام مجموعة من الرهبان بإثيوبيا بالتواجد في الدير، مشيرا إلى الدير مكانه متواجدا في مدخل كنيسة القيامة بالقدس.

وأشار إلى أنه تم تشكيل لجنة لمقابلة بطريرك إثيوبيا في عام 2016، موضحا أنه تم مناقشة الأمر للتفاوض وتقديم المستندات ، ولكن لم يكن هناك أي إجابة على هذا الأمر وانتهى الاجتماع إلى لا شئ.

وأضاف أنه عبر الخمسين عاما الماضية كانت هناك قضايا ومحاضر لإثبات ملكية الدير للكنيسة الأرثوذكسية وأن كافة القضايا حكمت بملكية الدير للكنيسة الأرثوذكسية، وأن العام الماضي طالب بطريرك الروم الأرثوذكس في القدس بحل مشكلة دير السلطان وتم تشكيل لجنة للتفاوض في الأمر بحضور أحد المحامين التابعين للكنيسة القبطية.

وذكر البابا تواضروس الثاني أنه تم عقد لقاء ضم أعضاء من السفارة المصرية بتل أبيب والسفارة الأثيوبية ووزير شئون الأديان في إسرائيل، ولكن الحوار الذي تم لم يكن محايدا وكان دائما في اتجاه ولصالح الجانب الآخر، منوها أن الكنيسة طالبت بأحقيتها في ترميم الدير وقمنا بتقديم طلب أن يكون الترميم تحت إشراف اليونيسكو ولكن الطلب لم ينظر فيه، وأنه تم إرسال وفد هندسي من مصر بالتنسيق مع وزارة الخارجية المصرية ولكن لم تسفر النتائج عن أي شئ.

وتابع البابا تواضروس أنه في يوم 10 أكتوبر الماضي وصلت رسالة شفهية إلى مطران الكنيسة الأرثوذكسية في القدس من وزير شئون الأديان الإسرائيلي نقلا عن رئيس الوزراء الإسرائيلي بقرار ترميم دير السلطان وقالوا له "نحن نخبرك ولكن لا نستأذن منك"، وبدأت الحكومة الإسرائيلية تعلن بصورة غير محايدة عن هذا الأمر، فيما أرسلت الكنيسة عبر محاميها الخاص اعتراضها على الرسالة الشفهية.

ونوه قداسة البابا تواضروس بأن السفارة المصرية أبلغت أول أمس الكنيسة المصرية برغبة الحكومة الإسرائيلية في البدء بترميم دير السلطان، وقام أمس الأنبا انطونيوس ورهبان الدير بتنظيم وقفة احتجاجية اعتراضا على قيام الحكومة الإسرائيلية بترميم الدير، وتم صباح اليوم أيضا تنظيم وقفة احتجاجية سلمية تم خلالها الاعتداء على الرهبان بصورة غير مقبولة تابعها العالم كله.