«التفاصيل الكاملة».. دواء ترامب لكورونا «فنكوش».. خبير بمركز البحوث : العلاج الأمريكى دعاية انتخابية.. ويمكن تصنيعه في مصر

قال الدكتور محمود بهجت رئيس شبكة المعامل المركزية ومراكز التميز بالمركز القومي للبحوث، إنه لا يوجد في الوقت الحالي علاج فعال لفيروس كورونا المستجد الذي انتشر في مختلف دول العالم.

وتابع بهجت في تصريح خاص لموقع «قناة صدى البلد» أن ما يقال عن التوصل لعقار جديد من قبل الولايات المتحدة الأمريكية على لسان رئيسها دونالد ترامب لا يخرج عن كونه فقاعات و«كلام انتخابات».

وأكد الدكتور محمود بهجت أن حديث الرئيس الأمريكي ترامب عن استخدام علاج الملاريا للعلاج من كورونا لم يتأكد بعد ولم تجرى الاختبارات الكافية على الحالات المصابة بالشكل الذي يجعل هناك طمأنينة لاستخدام هذا العلاج.

وأشار إلى أن قصة استخدام علاج الملاريا تعود إلى فرنسا عندما كان بعض الأشخاص المصابين بكورونا يتواجدون مع بعضهم في مكان واحد وتلاحظ تحسن الحالة الصحية لبعضهم وعند فحص حالتهم اتضح تعاطيهم لعلادج الملاريا.

وأضاف أن إحدى الشركات الفرنسية اعتمدت على هذه القصة وتبنت هذا الدواء لتوسيع التجربة على عدد أكبر من المصابين ولكن الرئيس ترامب سارع بالإعلان عن الدواء وكأنه مكتشف أمريكي للقضاء على كورونا.

ولفت رئيس شبكة المعامل المركزية ومراكز التميز بالمركز القومي للبحوث، إلى أن مضادات الفيروسات الموجودة في الأسواق حاليا غير فعالة بالنسبة لفيروس كورونا، حيث إن المضادات تقل فاعليتها كلما مر عليها الزمن ولذلك نحتاج إلى صناعة مضادات جديدة كل فترة ويستغرق ذلك بين 10 إلى 15 عاما.

وأوضح أن تكلفة إنتاج مضادات الفيروسات لا تقل عن مليار دولار، وهذا يجعل القائمين على صناعة الأدوية يفكرون في استخدام أدوية مصنعة من قبل في علاج الفيروسات الجديدة من خلال تجربة العديد منها، ومعرفة أيهما يعطي نتيجة أكثر إيجابية في مقاومة الفيروس بما يسمى بالـ «التأثير الإضافي للدواء».

وأردف حديثه قائلا أن إثبات فاعلية الدواء في امريكا أو أي دولة أخرى لا يعني بالضرورة صلاحية استخدامه في مصر أو تحقيق نفس النتائج، حيث إن العازلات الفيروسية تختلف من مكان لأخر حسب العوامل الجغرافية والبيئية.

وأوضح رئيس شبكة المعامل المركزية ومراكز التميز بالمركز القومي للبحوث، أن تجريب الدواء في مصر يحتاج إلى عوازل فيروسية من فيروس كورونا ولكن من دول مختلفة حول العالم، ينتشر فيها المرض.

وأستطرد حديثه قائلا أنه لا يوجد عوازل فيروسية في المركز القومي للبحوث، مؤكدا أن تداول العوازل يشكل خطرا على من يقومون بهذا من العلماء، لأنهم سيكونون عرضة للإصابة بالفيروس لعدم وجود نظام أمان حيوي.

وأكد الدكتور محمود بهجت أنه يجب أن يكون هناك معمل مرجعي في مصر تحت إشراف وزارة الصحة ووزارة التعليم العالي والبحث والعلمي، يتاح فيه تداول العازلات الفيروسية بشكل أمن على صحة العلماء والباحثين.

ولفت إلى أنه رغم وجود حالات مصابة بالفيروس لأجانب في مصر أو ممن جاءوا من الخارج ولكنه لم يتم الحصول على عازلات فيروسية منهم لعدم وجود معايير أمان حيوي.

وأشار إلى أنه رغم امتلاك مصر للتكنولوجيا والخبرات والكفاءات في مجال المناعة والفيروسات، إلا أنه لم تجرى حتى الآن أي دراسات على العازلات الفيروسية بالشكل الذي يتيح تجريب الأدوية التي يتم الإعلان عنها في الدول الخارجية لاستخدامها في مصر.

وقال رئيس شبكة المعامل المركزية ومراكز التميز بالمركز القومي للبحوث، إن تصنيع الدواء الذي أعلن عنه الرئيس الأمريكي والذي يستخدم منذ أمد بعيد في علاج الملاريا والمناعة الذاتية، يمكن صناعته في مصر بكل سهولة حيث إن نفس المادة الفعالة التي تستخدم فيه كانت تصنع في مصر سابقا.

وأوضح رئيس شبكة المعامل المركزية ومراكز التميز بالمركز القومي للبحوث، أن هناك العديد من الشركات المصرية قادرة على إنتاج الدواء بكميات كبيرة ولكن بعدما يتم التأكد من فعاليته في علاج الكورونا داخل مصر، خاصة أن المادة الفعالة سهل الحصول عليها لأنها ملك للجميع وليست براءة اختراع مملوكة لأي دولة.

ونوه إلى ان الدول التي لها باع طويل مع صناعة الأدوية تتعامل مع الفيروسات والأمراض المستجدة على أنها سلعة تتربح من ورائها، وذلك من خلال عمل حملات تهويل من الفيروسات لخلق حالة من الهلع والخوف لدى المواطنين.

وتابع أنه بعد هذه انتشار القلق تبدأ شركات الأدوية في عرض منتجاتها التي ينتجونها حتى يتكالب المرضى عليها لا سيما في شعوب العالم الثالث على شرائها ما يحقق الهدف الربحي الذي تسعى له تلك الشركات، في حين أن 4 % فقط من المصابين بكورونا يحتاجون لدواء.

وشدد الدكتور محمود بهجت على أنه لم تتوصل أي دولة في العالم حتى الآن إلى إنتاج لقاح للوقاية من الإصابة بفيروس كورونا المستجد، رغم وجود العديد من المحاولات من بعض الدول.

واستطرد رئيس شبكة المعامل المركزية ومراكز التميز بالمركز القومي للبحوث، أنه لا توجد أي محاولة مصرية لإنتاج لقاح لأن البحث لا يكون عن لقاح للوقاية ولكن عن علاج للشفاء بعد الإصابة.

وذكر أن الأولوية الآن في ملف علاج فيروس كورونا ، تكمن في التشخيص، وإنتاج الأدوات التشخيصية داخل مصر ليقل سعرها، وإنتاج معمل مرجعي يمكن من خلاله التأكد من فاعلية الأدوية المتداولة.