التنبؤ بالزلازل وعلاقتها بالكواكب والقمر.. البحوث الفلكية يحسم الجدل

ردّ المعهد القومي للبحوث الفلكية والچيوفيزيقية، علي الادعاءات الخاصة بعلاقة الكواكب والقمر والتنبؤ بحدوث زلازل علي كوكب الأرض والتي أثارها الكثيرين سواء من يدعي بالخبير الهولندي.

ونشر القومي للبحوث الفلكية في مقال علمي، بعنوان: التنبؤ بالزلازل وعلاقتها بالكواكب والقمر .. حقيقة علمية أم محض خيال، من إعداد الدكتور عبد العزيز خيري عبد العال استاذ الزلازل وديناميكا الأرض بالمعهد.

وأوضح انه تم حساب كل الزلازل في الفترة منذ عام 1965 إلى 2016 والتي كانت قوتها أكبر من 5.5 علي مقياس ريختر وحركه القمر وقت كل زلزال منهم ليتبين لنا بالدليل انه لا يوجد علاقة علي الإطلاق ولا يوجد ما يسمي بالتنبؤ بالزلازل.

وجاء نص المقال العالمي كالآتي:

تقوم فرضية المهتمين برصد الكواكب ومواقعها في النظام الشمسي وعلاقتها بحدوث الزلازل علي تاثير كواكب المجموعة الشمسية عندما تكون في وضع معين (وضع الاصطفاف او المحازاة الكوكبية) مع كوكب الارض و هل تسبب كوارث و علي الاخص زلازل، الا ان علماء الزلازل دحضوا بالدليل العلمي فكرة تاثر الكواكب و تسببها في حدوث الزلازل علي الارض و لذلك خلت اسباب حدوث الزلازل من سبب تاثير الكواكب في المجموعة الشمسية solar system علي كوكب الارض سوف نستعرض بالدليل العلمي هذا الموضوع.

تقوم فرضية المهتمين بعلم (Cosmology) و علم المسح الهندسي للكواكب في النظام الشمسي و منهم فرانك هوجربتس الذي تنبأ بزلزال تركيا و صالح محمد عوض من جامعة بغداد و منصور باشا من البوسنة وغيرهم على أن جاذبية كواكب المجموعة الشمسية في حالة وضع معين (وضع الاصطفاف او المحازاة الكوكبية) بإمكانها تغيير سرعة دوران الأرض، الأمر الذي يؤدي إلى تغييرات في سرعة الصفائح التكتونية في القشرة الخارجية للأرض الحاملة للقارات و بالتالي اصدامها او ابتعادها اواندساسها، وبالتالي حدوث الزلازل. و دائما ما تلاقي هذه الفرضيات كثيراً من الاعتراضات، و خاصا علماء الفلك و الزلازل إذ يقول علماء الزلازل إنه لا أساس علمي اً لتنبؤات الزلازل، فدائم اً توجد فرصة لحدوث زلازل في الأماكن ذات الصدوع النشطة، وأن فرضية 'المحاذاة الكوكبية' وعلاقتها بالزلازل قد دحضها المجتمع العلمي.

ويستند اصحاب فرضية المحازاة الكوكبية (فرانك هوجربتس و غيرة...) علي ورقة علمية نشرت في المجلة العلمية 'نيتشر' عام 1959 تحت عنوان 'علاقة ملحوظة بين مواقع أورانوس ولحظة الزلازل الكبري.'

ويعتمدون أيضا على نشر بعض الابحاث في مجلات غير متخصصة، و علي سبيل المثال في سنة 2022 تم نشر بحث بواسطة :باحث روسي في مجلة International Journal of Geosciences, volume 13 no 9 by author Alexander N. Safronov، و كان البحث تحت عنوان:“Astronomical Triggers as a Causeof Strong Earthquakes 'و ايضا يعتمدون على بحث تم نشره في سنة 2021 بواسطة الباحث صالح محمد عوض باحث عراقي في المجلة :Journal of coastal. تحت عنوان 30 conservation 2021 v.25 no.2 p.

ويعتمدون علي مقالات وأبحاث تم نشرها من هنا و هناك نشرت في مجلات و صحف غير مفهرسة عالميا و ليست لها مكانة علمية يعتد بها.

لكن معظم علماء الزلازل يعارضون هذه الفرضية بشدة من منطلق أن قوة جاذبية الكواكب اضعف بكثير من القوى التكتونية التي تسبب الزلازل ، وتنتج هذه القوى من حركة الصفائح التكتونية في القشرة الأرضية وتصادمها أو انزلاقها على خطوط الصدع المتشكلة على حافات الصفائح من الحركة الذاتية داخل الكورة الارضية نفسها. علاوة علي أنه حدث كثير من ظواهر اصطفاف الكواكب و الارض و لم تحدث اي زلازل كبيرة او مدمرة في ذات وقت الاصطفاف. رد علماء من وكالة ناسا الامريكية للفضاء و علماء من هيئة المسح الجيولوجي الامريكي علي سؤال مهم هو 'هل يمكن أن يوثر موقع القمر أو الكواكب على الزلازل؟ هل يوجد المزيد من الزلازل في الصباح في المساء أو في وقت معين من الشهر؟'

وكانت الإجابة أن الدراسات الموثقة نفت وجود مثل هذه العلاقة. الا انة هناك دراسات حديثة و قليلية جدا تم نشرها توضح ثمة وجود علاقة في بعض الحالات تم استعراضها في اخر هذا المقال. **اخفاقات اصحاب فرضية المحازاة الكوكبية:

١- عام 1974 توقع جون جريبين وستيفن بلاجمان في كتابهما 'تأثير المشتري أن محاذاة كواكب النظام الشمسي ستخلق عدد اً من الكوارث، بما في ذلك زلزال كبير فيو صدع سان أندرياس بولاية كاليفورنيا، الأمريكية، في العاشر من مارس 1982 وأصبح الكتاب من أكثر الكتب مبيع اً، لكن لم يحدث الزلزال المتوقع.

وكان علماء الفلك على علم منذ زمن طويل بأن محاذاة للكواكب ستحدث في تاريخ، العاشر من مارس 1982 عندما يكون كل من كوكب عطارد والزهرة والأرض والمريخ والمشتري وزحل وأورانوس ونبتون وبلوتو على نفس الجانب من الشمس، لكنهم نفوا أن يكون أي تأثير لهذا الاصطفاف علي كوكب الارض، لأن قوى المد للكواكب الأخرى التي تؤثر في قشرة الأرض لا تذكر حتى في أقرب حالة اقتراب للكواكب

٢- وفي سنة 2011 توقع اصحاب النظرية نهاية الكون بسبب علاقة النجوم و الكواكب علي الارض

٣- في سنة 2012 توقع اصحاب فرضية اصطفاف الكواكب' نهاية العالم و حدوث تسونامي عملاق و انخلاع القشرة الارضية باكملها و لكن لم يحدث شئ.

٤- وفي سنة 2015 اصحاب نظرية السوبر مون و القمر الدامي توقعوا نهاية العالم و لم يحدث شي.

ويرفض علماء الزلازل و الجيولوجيا و ايضا علماء الفلك، النظرية العلمية التي قام عليها كتاب ' تأثير المشتري'، وهو أنه في عام 1982 ستصطف جميع الكواكب اصطفافا متنهي الدقة وهذا ليس حقيقي اً، إذ إن أصغر مسافة زاوية للكواكب الأربعة الرئيسية (المشتري وزحل وأورانوس ونبتون( ستكون أكبر من 60 درجة كما رأى العلماء كثيراً من نقاط الضعف الأخرى في 'الفرضية '، هناك عاملين مهمين في تحديدين المد والجزر، هما المسافة بين الكتل ومقدار الكتلة ، رغم ان كتلة الشمس 27 مليون مرة أكبر من كتلة القمر، إلا أن تأثير القمر على المد البحر ضعف تأثير الشمس من ذلك الناتج على الأرض بواسطة القمر، كما لا توجد روابط مثبتة بين النشاط الشمسي ومعدل دوران الأرض، ولم تخرج هذه الفرضية في نظر معظم العلماء عن التنجيم المبطن بالعلم، واعتبرت محض خيال.

يتفق علماء الفلك وأيضا علماء الزلازل على أن تأثير جاذبية الكواكب على الأرض وعلاقتها بالزلازل غير ممكنة، وينص قانون نيوتن للجاذبية الكونية على أن الجاذبية بين جسمين تتناسب طردياً مع كتلتيهما وتتناسب عكسياً مع مربع المسافة بين الجسمين، لذلك، كلما زادت كتلة الجسمين وتقاربا، زادت قوة الجاذبية بينهما، وهذا ما يجعل القمر بسبب قربه من الأرض، والشمس بسبب كتلتها الكبيرة، أكثر الأجرام السماوية تأثيرا بقوة جاذبية على كوكب الأرض.

علاقة المد والجزر البحري والمدي والجزر الارضي بحدوث الزلازل:

اشارت بعض الابحاث الحديثة كما تم ذكرها بواسطة هيئة المسح الجيولوجية الامريكية (هي ابحاث و تقارير غير موثقة من المجتمع العلمي و لا ترقي لمستوي الدليل العلمي كما اشارت الهيئة) الي ثمة وجود علاقة بين المد والجزر وبعض أنواع الزلازل، و اشارت إلى أنه خلال أوقات ارتفاع المد والجزر في الأرض والمحيطات، مثل أوقات اكتمال القمر أو القمر الجديد، تكون الزلازل أكثر احتمالا على صدوع الدفع الضحلة بالقرب من حافات القارات وفي مناطق الاندساس (تحت الماء).

ويعتقد الباحثين علي هذه الابحاث على الملاحظة لا السببية، بين حدوث الزلازل و تَشكل القمر الجديد أو البدر عند اصطفاف الشمس والقمر والأرض، إذ ترى هذه الأبحاث أن وضع القمر الذي يتسبب في

حدوث المد والجزر على سطح البحر، وتغير توزيع كتلة الماء في المحيطات، يمكن أن يشكل ضغطاً على الصدوع الزلزالية المتشكلة على حافات الصفائح التكتونية القارية واطلاق طاقة قد تتسبب في حدوث الزلازل، لكن تبقى هذه النظرية في حدود الملاحظة العلمية إذ لا تفسر لماذا تحدث الزلازل في حالات أخرى للقمر مثل المحاق والهلال.

النتيجة النهائية للتنبؤ بالزلازل و علاقتها بالكواكب في المجموعة الشمسية:

كل الأبحاث العلمية أكدت عدم وجود أي تأثير وأن كل المحاولات لاثبات ذلك هي محاولات غير علمية وغير مبنية علي ابسط قواعد الفيزياء فالعلاقة بين الأرض والأجرام السماوية يحكمها قانون نيوتن للجاذبية.

وصف نيوتن ما يعرف الآن بقانون الجاذبية الكونية، بأنه ينص على أن قو تَ يْ التجاذب بين جسمين ماديين تتناسب طرديا مع حاصل ضرب كتلتيهما، وعكسيا مع مربع المسافة بين مركزيهما.

ونظرا للعلاقة العكسية للجائبية مع مربع المسافة فتاثير الأجسام الصغيرة نسبيا القريبة مثل القمر أكبر بكثير على الأرض من الأجرام الأخرى الكبيرة البعيدة مثل المشتري والزهرة والمريخ.

أن القمر نظرا لقربه يؤثر على الأرض بشكل كبير عن طريق قوة الجاذبية، وهذا يتضمن زيادة جاذبية الأرض وتأثيره على الحركة الدورانية للأرض وارتفاع المد والجزر. لذلك، يعد القمر عنصرًا هامً ا لفهم حركة الأرض وظواهر الفلك لكن ليس له تأثير علي النشاط الزلزالي في هذا الشكل نري عدد الزلازل التي تحدث في كل يوم من الشهر القمري ونري ان التوزيع هو توزيع عشوائي. فقد تم حساب عدد الزلزال الأكبر من 5.5 في الفترة من مميز، ما يشير لعدم وجود علاقة ما بين pattern 1965 إلى 2016 مع الاخذ في الاعتبار تحويل التقويم الميلادي إلى هجري لم يظهر أي توزيع ذو أطوار القمر وحدوث الزلازل.

بشكل عام، يتم التأثير على وقوع الزلازل بواسطة العوامل الجيولوجية مثل النشاط الزلزالي في المنطقة وحركة الصفائح التكتونية وخصائص الصخور في القشرة الأرضية. ولا يعد الاصطفاف الكوكبي عاملا مؤثر في تحديد وقوع الزلازل.

الرد بالخريطة.. خبير أردني: عالم الزلازل الهولندي يستغفل العالم

حقيقة دخول مصر حزام الزلازل.. فيديو

عالم الزلازل الهولندي يحذر مجددا: الأسبوع الأول من مارس سيكون حرجا

حقيقة غرق الإسكندرية بسبب الزلازل التي تضرب المنطقة