«الحصبة» تحذير جديد من المرض القاتل .. ورفض التطعيم يعرض أطفالكم لكارثة مروعة

الحصبة أخطر بكثير مما يدركه معظم الناس، هكذا أظهرت دراستان جديدتان كشفت عنهما صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية فى تقرير نشرته الخميس، حيث كشفت الدراستان أن مرض الحصبة الخطير والمميت في بعض الأحيان ، يمكن أن يتسبب فيروسه فى إلحاق ضرر دائم بجهاز المناعة للمرضى المتعافين منه.

وأوضحت الدراستان التى نشرت احدهما فى مجلة «ساينس» العلمية، والأخرى فى مجلة Science Immunology وتم إعدادها بواسطة فريق طبى ،أن ضعف المناعة يجعل الطفل المصاب بالحصبة عرضة لعدة سنوات للعدوى الخطيرة الأخرى مثل الأنفلونزا والالتهاب الرئوى، ويأتى الضرر بسبب قتل الفيروس للخلايا التى تصنع الأجسام المضادة ، والتي تعتبر ضرورية لمكافحة الالتهابات.

وأطلق العلماء على تأثير فيروس الحصبة «فقدان الذاكرة المناعي» أثناء الطفولة ، عندما تأتي البرد والانفلونزا وغيرها من الأمراض ، يقوم الجهاز المناعي بتكوين شيئًا يشبه الذاكرة التي يستخدمها لمهاجمة تلك الجراثيم إذا حاولوا الغزو مرة أخرى، إلا أن فيروس الحصبة يمحو تلك الذاكرة ، مما يترك المريض عرضة للإصابة بالأمراض مرة أخرى.

وقال الباحثون إن النتائج تجعل الحاجة إلى تلقيح الحصبة أكثر إلحاحًا ، لأنها تحمي الأطفال من امراض أخرى خلاف الحصبة، وعندما يرفض الآباء تطعيم اطفالهم باللقاحات المضادة للحصبة فهم لايخاطرون فقط بإصابة أبنائهم بالمرض القاتل ، بل يجعلهم يفقدون مورد شديد الأهمية من الدفاعات التي تراكمت لديهم على مر السنين قبل إصابتهم بفيروس الحصبة.

الدكتور مايكل مينا الاستاذ بكلية طب بجامعة هارفارد ومستشفى بريجهام أند وييمز ، المؤلف الرئيسي للدراسة الأولى التي نُشرت في مجلة «ساينس» ،أكد أن رفض تطعيم الأطفال ضد الحصبة يعرضهم لخطر الإصابة بعدوى أخرى، مشيرا إلى ان اصابةالشخص الذي تلقى التطعيمات للأمراض الأخرى بالحصبة،قد يمحو الحماية التي قدمتها اللقاحات. إلا إن إعادة التطعيم يمكن أن تساعد في استعادة مناعة الطفل.

واشار الدكتور مايكل مينا إلى ان فيروس الحصبة يقتل «خلايا ذاكرة طويلة العمر» ، والتي تعيش في نخاع العظام ويمكن أن تعيش لعقود، وتوصف الخلايا بأنها «مصانع ثمينة» تفرز الأجسام المضادة.

وقالت صحيفة «النيويورك تايمز» أن الدراستان الجديدتان ظهرتا في وقت يشهد العالم قلقًا شديدًا بشأن الحصبة ، حيث تفشي المرض في الولايات المتحدة وغيرها من البلدان المتقدمة حيث تمكنت اللقاحات من استئصال المرض إلى حد كبير ، إلا أن عدد متزايد من الآباء بدأو فى رفض التطعيم بسبب مزاعم دينية أو عن طريق معلومات خاطئة روجتها دراسات مزيفة بلامصداقية ربطت بين التطعيم والإصابة بمرض التوحد.

وأشارت الصحيفة الأمريكية فى تقريرها أنه على الصعيد العالمي ، أنقذ لقاح الحصبة 21 مليون شخص بين عامي 2000 و 2017، لكن لا يزال هناك أكثر من 7 ملايين حالة و 100000 حالة وفاة سنويًا ، أغلبيتهم فى الدول النامية حيث لا يستطيع المرضى الحصول على التطعيمات، خاصة وأن معظم من يفقدون حياتهم أطفال تقل أعمارهم عن خمس سنوات.

وتسبب وباء الحصبة في الكونغو الديمقراطية في مقتل عدد أكبر ممن لقوا حتفهم بسبب تفشى الإيبولا، وفقا لتقديرات منظمة الأمم المتحدة للطفولة «يونسيف» كان هناك أكثر من 203،000 حالة إصابة بالحصبة وحوالي 4100 حالة وفاة ، معظمها في الأطفال الصغار منذ يناير الماضى.

ويستند التقريران الجديدان إلى دراسات أجريت على 77 طفلاً من المدارس البروتستانتية الأرثوذكسية في هولندا والذين لم يتم تطعيمهم لأسباب دينية، وحصل الباحثون علىعينات دم لاختبار أجهزة المناعة لديهم قبل ذلك وبعد حوالي شهرين من إصابتهم بالحصبة خلال تفشي المرض عام 2013، وبمقارنة العينات قبل وبعد الاختبار ، وجد أن الحصبة قد قضت على 11 % إلى 73 % من الأجسام المضادة للطفل ضد مجموعة من الفيروسات والبكتيريا.