الذكرى الأولى لرحيل أحمد رفعت.. موهبة خالدة في ذاكرة الكرة المصرية

في مثل هذا اليوم، السادس من يوليو، تحل الذكرى الأولى لرحيل أحمد السيد رفعت، أحد أبرز نجوم الكرة المصرية في العقد الأخير، الذي خطف الموت روحه في عام 2024 عن عمر ناهز 31 عامًا، بعد معاناة مؤلمة مع أزمة صحية مفاجئة خلال إحدى مباريات الدوري الممتاز.

ولد رفعت في 20 يونيو 1993 بالقاهرة، وبدأ مشواره الكروي في صفوف ناشئي نادي إنبي، حيث سرعان ما برزت موهبته الاستثنائية في المراوغة وصناعة اللعب، وتم تصعيده للفريق الأول في سن مبكرة، قبل أن ينتقل عام 2016 إلى نادي الزمالك في محطة بارزة من مسيرته، تُوج خلالها بلقب كأس السوبر المصري عام 2017، رغم عدم مشاركته بانتظام.

وتنقل رفعت بين عدد من الأندية، أبرزها الاتحاد السكندري، والمصري البورسعيدي، والوحدة الإماراتي، قبل أن يحط رحاله في نادي مودرن سبورت، حيث استعاد بريقه وتألقه اللافت، ليصبح أحد أبرز نجوم الفريق.

اشتهر أحمد رفعت بقدراته الكبيرة في مركز الجناح الأيسر، وتميز بتسديداته القوية، ومهاراته الفردية العالية، إلى جانب تمريراته الدقيقة، كما كان يتمتع بشعبية كبيرة بفضل أخلاقه الرفيعة وروحه القتالية.

على الصعيد الدولي، شارك رفعت في مختلف منتخبات مصر السنية، وظهر مع المنتخب الأول عام 2021، حيث سجل هدفين في 7 مباريات، وكان ضمن كتيبة الفراعنة في كأس العرب 2021، وقدم خلالها أداءً مميزًا أسهم في وصول المنتخب للأدوار المتقدمة، ونال إشادة الجماهير والنقاد.

إلا أن القدر كان له رأي آخر، ففي 11 مارس 2024، وخلال مباراة فريقه فيوتشر أمام الاتحاد السكندري، تعرض رفعت لتوقف مفاجئ في عضلة القلب وسقط دون أي التحام، ليُنقل على وجه السرعة إلى المستشفى، حيث تم إنعاشه ودخل في غيبوبة مؤقتة.

أحمد رفعت أحمد رفعت

ورغم تحسن حالته لاحقًا، إلا أن حالته الصحية تدهورت مجددًا، ليرحل عن عالمنا صباح السبت 6 يوليو، بعد أربعة أشهر من المعاناة.

شكل خبر وفاته صدمة للوسط الرياضي المصري، حيث نعاه الاتحاد المصري لكرة القدم، وناديه مودرن سبورت، إضافة إلى أندية الأهلي والزمالك وإنبي والمصري، وشارك المئات في جنازته التي اتشحت بالحزن، وانهار خلالها زملاؤه وأفراد عائلته من شدة التأثر.

وفي الذكرى الأولى لرحيله، امتلأت منصات التواصل الاجتماعي برسائل الحب والوفاء، حيث كتب وكيله نادر شوقي: 'الله يرحمك يا أحمد ويصبر أهلك وناسك.. وحشتنا يا دون'، فيما نشر عدد من اللاعبين صورًا وذكريات مؤثرة، مستحضرين أخلاقه الرفيعة وروحه الطيبة.

وكشفت التقارير الطبية عقب وفاته عن معاناته من مشكلات وراثية في عضلة القلب لم تُكتشف في الوقت المناسب، وأوصت بضرورة إجراء فحوصات دورية شاملة لجميع اللاعبين المحترفين، كما أعادت الحادثة فتح نقاشات حول آليات التدخل الطبي السريع، وأهمية تسهيل إجراءات العلاج في الخارج.

رغم رحيله المبكر، يظل أحمد رفعت رمزًا للموهبة والإصرار، ونموذجًا للاعب الذي لم يتوقف عن التطور والعمل الجاد، سيبقى اسمه حاضرًا في ذاكرة محبي كرة القدم، ليس فقط بفضل مهاراته داخل المستطيل الأخضر، بل لما تركه من أثر إنساني وأخلاقي خالد.