الرئيس السيسي: لا سبيل للوصول إلى السلام إلا بإقامة الدولة الفلسطينية
ألقى الرئيس عبد الفتاح السيسي، كلمة اليوم، خلال أعمال الجلسة الافتتاحية للاجتماع الوزاري العاشر لمنتدى التعاون العربي الصيني -حضور الرئيس الصيني- وعدد من القادة العرب، مركزا في كلمته على أطر تعزيز التعاون العربي - الصيني في ظل المتغيرات الدولية.
واستعرض الرئيس السيسي الأوضاع الإقليمية الجارية وخاصة الحرب في غزة، والتي تتطلب الوقف الفوري لإطلاق النار وبإنفاذ المساعدات الإنسانية.
واستعرض المتحدث باسم رئاسة الجمهورية، نص كلمة الرئيس السيسي والتي نستعرضها على النحو التالي..
نص كلمة الرئيس السيسي بالصين
بسم الله الرحمن الرحيم
عزيزى الرئيس/ شى جين بينج..
رئيس جمهورية الصين الشعبية
أصحاب الجلالة والفخامة والسمو والمعالى،
معالي السيد / أحمد أبو الغيط..
الأمين العام لجامعة الدول العربية،
الحضور الكرام،
بداية، أتوجه بخالص التقدير للرئيس 'شى جين بينج'.. رئيس جمهورية الصين الشعبية.. على الدعوة الكريمة.. كما أتوجه إلى الجانب الصيني والأمانة العامة لجامعة الدول العربية.. بالتقدير على ما تم بذله من جهد.. في الإعداد لهذا المنتدى القيم.
واسمحوا لي فى هذا الصدد.. أن أشيد على نحو خاص.. بالعلاقات 'المصرية – الصينية' .. وأود أن أنوه في هذا الإطار.. إلى مرور عشرة أعوام.. على تدشين علاقات الشراكة الاستراتيجية الشاملة.. بين مصر والصين.. وما شهدته تلك السنوات من تطور ملحوظ.. في علاقات البلدين لنؤكد من خلال ذلك.. استمرار حرصنا المتبادل.. على الارتقاء بالعلاقات الثنائية.. على تحقيق التكامل بين 'رؤية مصر 2030 للتنمية المستدامة'.. مع أولويات مبادرة 'الحزام والطريق'.
العلاقات العربية - الصينية
وأضاف الرئيس السيسي قائلا: تقوم العلاقات السياسية العربية الصينية.. على عدد من الأسس الراسخة.. على رأسها الحرص المتبادل.. على أمن واستقرار ومصالح الشعوب.. ورفض الاعتداء على السيادة .. ولقد مثلت تلك العلاقات.. والتعاون العربي الصيني الوثيق.. لإقرار تلك المبادئ.. ركيزة من ركائز الاستقرار الدولي.. والعمل على إقرار العدالة فى المنظومة الدولية.
وتابع الرئيس السيسي: أود أن أنوه في هذا الإطار.. إلى التقدير العربي الكبير.. للسياسات الصينية تجاه القضية الفلسطينية .. ودعم 'بكين' المستمر.. للوقف الفوري لإطلاق النار في غزة.. ولحق الفلسطينيين المشروع.. في إقامة دولتهم المستقلة.
وقف الحرب الإسرائيلية
واستكمل الرئيس السيسي: إننى أدعو كافة أطراف المجتمع الدولي الفاعلة.. للاضطلاع بمسئولياتها الأخلاقية والقانونية.. لوقف الحرب الإسرائيلية الغاشمة .. كما أطالب المجتمع الدولي.. بالعمل دون إبطاء.. على الإنفاذ الفوري والمستدام.. للمساعدات الإنسانية لقطاع غزة .. لوضع حد لحالة الحصار الإسرائيلية.. والتصدي لكل محاولات التهجير القســــــــري للفلســـطـيـنـيـيـن مــــــــن أراضــــــــيهم، مؤكدا على أنه لا يوجد سبيل للوصول إلى السلام والاستقرار الإقليمي والدولي المنشودين.. إلا من خلال المعالجة الشاملة.. لجذور القضية الفلسطينية وذلك بالالتزام الجاد والفوري بحل الدولتين.. الإقرار للفلسطينيين بحقهم المشروع.. في الحصول على دولتهم المستقلة'.
وواصل الرئيس السيسي قائلا: إن الانعقاد الدوري المنتظم للمنتدى العربي الصيني.. يحمل دلالة واضحة على الحرص المتبادل.. على تعزيز العلاقات المؤسسية 'العربية - الصينية'.. حيث يهدف المنتدى.. إلى تحقيق عدد من الأهداف السياسية والاقتصادية الرئيسية.. منها تعزيز التعاون 'جنوب / جنوب'.. وتشكيل نظام عالمي أكثر عدالة .. مع العمل على تعزيز أوجه التعاون الفني المشترك.. في مواجهة التحديات المرتبطة.. بحوكمة الاقتصاد العالمي.. ونقل وتوطين التكنولوجيا.. إلى جانب مكافحة التغير المناخى.. وضمان الأمن المائي.. وذلك ضمن قائمة مطولة من التحديات والأخطار.. التي تفرض ضرورة حشد قدرات التعاون.. بين مختلف الأصدقاء بالمجتمع الدولى.
ونوه قائلا: اسمحوا لى هنا بمعاودة التنويه.. لأهمية وضع قضية الأمن المائي العربي.. على رأس أولويات التعاون المستقبلي.. في إطار 'المنتدى العربى -الصيني'..نظرا لما تحمله هذه المسألة.. من مخاطر ترقى إلـى حـد التهديـد الوجــودي.. وأود الإشارة في هذا السياق.. إلى أننا طالبنا الحكومة الإثيوبية - على مدار أكثر من عشر سنوات - بالانخراط بحسن النية الواجب.. مع مصر والسودان..للتوصل إلى اتفاق قانونى ملزم..يؤمن لأجيال الحاضر والمستقبل بالدول الثلاث.. حقها في الحياة والتنمية .. أخذا بعين الاعتبار.. أننا لن نسمح.. بكل ما من شأنه العبث.. بأمن واستقرار دولنا وشعوبنا.
واختتم الرئيس السيسي: إن العلاقات 'العربية – الصينية' المتميزة.. والآفاق الواسعة لتطويرها.. اتصالا بالمقدرات والإمكانات المتاحة.. وما ألمسه من توافر الرغبة الصادقة.. في تعزيز هذه العلاقات وتطويرها .. يجعلني واثقا تمام الثقة.. في أن أعمال المنتدى.. وما سيخلص إليه من نتائج.. سيحمل دفعة إيجابية ملموسة للعلاقات بمختلف أوجهها.