الرئيس السيسي يشهد افتتاح عدد من المشروعات التنموية بجنوب الوادي
شهد الرئيس عبد الفتاح السيسي، اليوم السبت، افتتاح عدد من المشروعات التنموية بجنوب الوادي، عبر تقنية الفيديو كونفرانس، وذلك بمركز المنارة للمؤتمرات الدولية.
حضر الافتتاح رئيس مجلس الوزراء الدكتور مصطفى مدبولي، ووزير الدفاع والإنتاج الحربي الفريق أول محمد زكي، وعدد من الوزراء وكبار رجال الدولة، وبدأ الافتتاح بتلاوة آيات من الذكر الحكيم بصوت القارئ الشيخ حجاج الهنداوي.
وقال رئيس الهيئة الهندسية للقوات المسلحة اللواء أحمد العزازي "إنه في ظل الأزمات المتلاحقة التي يشهدها العالم أجمع وتأثيرها البالغ على الأمن الغذائي العالمي، خاصة في الدول النامية؛ أصبح لزامًا على الدولة وضع الأمن الغذائي على رأس أولوياتها، حيث أنه من المكونات الرئيسية للأمن القومي".
وأضاف: أنه "اعتبارًا من عام 2014 تضافرت جهود الدولة لتحقيق استراتيجية التنمية الزراعية المستدامة ضمن رؤية مصر 2030، حيث أولت اهتمامًا كبيرًا خلال السنوات الأخيرة بالعديد من المشروعات للنهوض بقطاع الزراعة والأنشطة المرتبطة به من خلال صيانة الرقعة الزراعية المتاحة، ومنع التعدي عليها، بل والإصرار على التوسع الأفقي بها".
وافتتح الرئيس السيسي -عبر تقنية الفيديو كونفرانس- مشروع محطات رفع المياه الرئيسية العملاقة في توشكى.
واستمع الرئيس السيسي إلى شرح مُفصل حول هذه المحطات من اللواء أركان حرب طارق الوشاحي المشرف على تنفيذ هذا المشروع، حيث قال إنه "تم تنفيذ محطتي رفع مياه رئيسية عملاقة للتغلب على فرق المنسوب البالغ 40 مترًا بعدد 22 مجموعة رفع مياه بإجمالي طاقة 11 مليونا و300 ألف متر مكعب".وأضاف "أنه يتم تشغيل المحطات بنظام المراقبة والتحكم عن بعد، حيث تتكون المحطة الأولى من 12 مجموعة رفع مياه بطاقة 6 ملايين و300 ألف متر مكعب يوميا، فيما تتكون المحطة الثانية من 10 مجموعات رفع مياه بطاقة 5 ملايين متر مكعب يوميًا".
وأوضح أن المحطات تقوم بتوفير المياه اللازمة لزراعة 100 ألف فدان في المرحلة الثانية وتكفي لزراعة من 40 إلى 60 ألف فدان في المرحلة المستقبلية.
وعقب ذلك تم عرض فيلم تسجيلي بعنوان "الأمل والمستقبل "، وأشار الفيلم إلى أنه مع بداية عهد جديد للنهضة والتنمية المستدامة وجهت القيادة السياسية لضرورة تحقيق الاستفادة القصوى من كافة الموارد المائية المتاحة وإعادة تأهيل البنية الأساسية لمنظومة الري للحفاظ على الموارد المائية لتحقيق الحلم، مبينًا أن الدولة سابقت الزمن وبأقصى معدلات الإنجاز لاستصلاح وزراعة 430 ألف فدان في جنوب الوادي منها 140 ألف فدان في توشكى، حيث عملت الهيئة الهندسية على تأهيلها واستصلاحها.
واستعرض الفيلم تحديات شق الترع والقنوات الخاصة بالمشروع وكذا الطرق الرئيسية والفرعية التي تم إنشاؤها، فضلًا عن الأعمال الصناعية الخاصة بهذا المشروع العملاق، علاوة على موزعات شبكات الكهرباء بإمكانيات تفوق الخيال، كما استعرض الفيلم إنجاز أكثر من 3 آلاف كيلومتر من الطرق والمحاور في صعيد مصر.
ونوه الفيلم إلى أن القوات المسلحة تواصل عطاءها ودعمها لقطاع الطرق في جميع ربوع البلاد وتنفيذًا لرؤية القيادة السياسية التي أولت اهتمامًا كبيرًا بتنمية الصعيد ورفع المعاناة عن أهله في نواحي الحياة كافة.
وعقب ذلك، افتتح الرئيس السيسي -عبر الفيديو كونفرانس- محور( شرق العوينات ـ الداخلة ـ الفرافرة)، حيث قال النقيب أحمد أيمن السيد، المشرف على تنفيذ المشروع إن "المحور بطول 655 كيلومترًا وبعرض 3 حارات مرورية بدلًا من حارة واحدة مرورية لكل اتجاه يربط على طريق توشكى بشرق العوينات ليصبح إجمالي طول المحور 1015 كيلومترًا كشريان يربط بين شمال وجنوب الوادي.
كما افتتح الرئيس السيسي عددًا من المحاور هي: "محور الدكتور هشام عرفات، ومحور اللواء سمير فرج ، ومحور الدكتور محمد سيد طنطاوي، ومحور الدكتور جمال حمدان، ومحور الشيخ محمد صديق المنشاوي".
وافتتح الرئيس السيسي أيضًا، موسم حصاد القمح في "توشكي 4"، حيث قال المهندس الزراعي مختار جمال أبو عقيل إن "الشركة الوطنية لاستصلاح وزراعة الأراضي الصحراوية هذا العام تمكنت من زراعة 500 ألف فدان من محصول القمح في مزارع الشركة بمنطقة توشكى، مشيرا إلى أن مساحة مزرعة "توشكى 4" 140 ألف فدان.
وعقب ذلك، شهد الرئيس عبد الفتاح السيسي عرض فيلم تسجيلي عن مشروعات التنمية في جنوب الوادي ومشروع توشكى.. واستعرض الفيلم التسجيلي كيفية القضاء على التحديات التي واجهت المشروع من أجل توصيل المياه إلى هذه المنطقة في التسعينات التي منها نقص التمويل ووجود موانع و تضاريس طبيعية صعبة تزيد من تكلفة استصلاح هذا المشروع.
وأشار إلى النجاحات الهائلة التي حققتها الشركة الوطنية لاستصلاح وزراعة الأراضي الصحراوية بتوشكى إحدى شركات جهاز الخدمة الوطنية وبالمشاركة مع الشركة الوطنية للمقاولات العامة والتوريدات والهيئة الهندسية للقوات المسلحة وبالتعاون مع عشرات الشركات الوطنية الأخرى، حيث تم التغلب على كافة المعوقات وتسوية الأرض وتجهيزها للزراعة وتوفير البنية التحتية اللازمة للمشروع من "شق الترع، وشبكات الري، وأجهزة الري المحوري، وإنشاء محطتين لضخ المياه بقدرة رفع 11.3 مليون متر مكعب مياه في اليوم ليصل إجمالي محطات الرفع الرئيسية إلى 11 محطة رفع، ومحطات شبكات الكهرباء، والطرق.
وأوضح الفيلم أنه تم استصلاح وزراعة 400 ألف فدان في منطقة توشكى ومستهدف زراعة 600 ألف فدان بنهاية عام 2025 في طفرة زراعية غير مسبوقة، كما تم استصلاح وزراعة 240 ألف فدان في شرق العوينات ومستهدف 400 ألف فدان بنهاية عام 2025، مشيرا إلى أن هذا المشروع يهدف إلى استصلاح وزراعة مئات الآلاف من الأراضي الصحراوية بأجود المحاصيل الزراعية الاستراتيجية مثل القمح التي بلغت مساحته 500 ألف فدان، وذلك لتقليل الفجوة الغذائية وخلق فرص عمل للشباب، وإقامة مجتمعات عمرانية جديدة.
وأشار الفيلم التسجيلي إلى أنه تم مواكبة التقدم التكنولوجي في هذا المشروع من خلال استخدام أحدث أنظمة الري والتسميد للأرض الزراعية وأحدث الآلات والمعدات الزراعية بالتعاون مع الشركات الوطنية المصرية، متطرقا إلى مزرعة التمور التي دخلت موسوعة جينيس العالمية كأكبر مزرعة للتمور في العالم بمساحة إجمالية تقدر 37500 فدان والمخصصة بزراعة أجود أنواع التمور.
وأكد الفيلم التسجيلي أن الدولة المصرية تولي اهتمامًا كبيرًا بالمشروعات القومية لاستصلاح الأراضي والإنتاج الزراعي، وتوفير المخصصات المائية لها، خاصة في منطقة توشكى بجنوب الوادي في إطار سد الفجوة الغذائية والحد من الاستيراد بالاضافة إلى توفير مئات الآلاف من فرص العمل المباشرة وغير المباشرة.
من جانبه، قال اللواء توفيق سامي توفيق رئيس مجلس إدارة الشركة الوطنية لاستصلاح وزراعة الأراضي الصحراوية، إنه "منذ عام 1997 وحلم توشكى يراود الجميع ومع تشريف الرئيس السيسي توشكى في مارس 2019، بدأت ملحمة الاستصلاح والزراعة لتصل بنا إلى ما تم إنجازه اليوم وتفتح اليوم توشكى موسم حصاد القمح بـ"مزرعة توشكى 4" بمساحة 140 ألف فدان تضاف إلى إجمالي المساحة المنزرعة، فضلا عن المساحات الجاري زراعتها هذا العام".
وأضاف إنه في يناير 2017 تم تكليف الشركة بالاستصلاح والزراعة بمنطقة توشكى وكان إجمالي المساحة المنزرعة 400 فدان فقط وفي يناير 2024 تم الوصول بالمساحة إلى ما يزيد عن 420 ألف فدان، وفي نهاية عام 2022 تمكنت الشركة من الوصول بالمساحة المزروعة إلى 250 ألف فدان وأيضا وفي نهاية عام 2023 تم الوصول بالمساحة إلى 420 ألف فدان أي بزيادة خلال العام الماضي تعادل 170 ألف فدان.
وشدد المهندس محمد جمال غريب رئيس مجلس إدارة شركة "مودرن فارمنج" للاستثمار الزراعي على أن مشروع جنوب الوادي هو أعظم مشروع زراعي أولته الدولة عناية خاصة بإنتاجية متوقعة لأكثر من مليون طن قمح تساهم في سد جزء كبير من احتياجات الدولة.
وقال: "إن مصر تواجه الكثير من المصاعب والتحديات خاصة في قضية الحفاظ على الأمن الغذائي، فهي قضية عالمية ومصر ليست بمعزل عن العالم الذي نعيش فيه لذلك فإنني كمستثمر من القطاع الخاص المصري أخذنا قرار تنفيذ مشروع زراعي متكامل يحقق طفرة وخطوة للأمام ليكون مركزًا لنقل أحدث النظم الزراعية العالمية والتدريب عليها ليسهم في سد الفجوة الغذائية".
من جانبه، أكد السيد القصير وزير الزراعة واستصلاح الأراضي أن الدولة المصرية توجه كل الاهتمام لدعم ملف الأمن الغذائي من خلال وضع أهداف استراتيجية تحقيقا للتنمية المستدامة.
وقال: "إن قطاع الزراعة واجه تحديات محلية متعددة زادت من تأثير حدة هذه التحديات الكثافة والنمو السكاني المتزايد بالإضافة إلى التأثر بالأزمات والتحديات العالمية وكل هذه التحديات والأزمات خلقت أوضاعًا صعبة وأثرت في الأنظمة الغذائية والزراعية للدول".
وأضاف أنه من هنا ظهرت الرؤية الاستباقية للقيادة السياسية للدولة المصرية بتوجيه كل الاهتمام لدعم ملف الأمن الغذائي من خلال وضع أهداف استراتيجية تحقيقا للتنمية المستدامة، حيث ركزت أهم المحاور الرئيسية لتحقيق هذه الاستراتيجية في التوسع الأفقي واستصلاح الصحراء لزيادة الرقعة الزراعية وخلق مجتمعات تنموية متكاملة مع التوسع الرأسي لزيادة الإنتاجية لوحدة المساحة والوصول إلى حلول للقضايا المستحدثة وتطوير البنية التحتية الداعمة لذلك.
وأكد الرئيس عبد الفتاح السيسي، ضرورة استخدام الميكنة والوسائل العلمية الحديثة لزيادة إنتاجية الفدان من المحاصيل الزراعية المختلفة بالتوازي مع الاستفادة من نظم الري الحديثة لتقليل استهلاك المياه في المشروعات.
وقال الرئيس السيسي - في تعقيبه على كلمة رئيس شركة "مودرن فارمنج" للاستثمار الزراعي محمد جمال غريب - إن الدولة تعمل على زيادة حجم الإنتاج في المشروعات الزراعية، مشيدًا بنجاح الشركة في زيادة إنتاجية الفدان من محصول القمح إلى 25 أردبا للفدان الواحد بزيادة 5 أرادب عن معدلات الإنتاج العادية للفدان الواحد، موضحا أن حجم تلك الزيادة في مساحة تبلغ نصف مليون فدان تصل إلى 2.5 مليون أردب أي حوالي مليون طن قمح.