الراوية المتأخرة.. 9 أسباب دفعت حماس لتنفيذ طوفان الأقصى

أصدرت حركة حماس وثيقة علنية تشرح فيها الهجوم الذي لحق بطوفان الأقصى منذ 7 أكتوبر الماضي، والذي اخترقت فيه حدود غزة لتنفيذ عمليات عسكرية ممنهجة، ما أثار تساؤلات كبيرة بشأن توقيت إصدار هذه الوثيقة بعد 110 يوم على اندلاع الصراع في غزة وأحدث خطرا في منطقة الشرق الأوسط.

ونقلا عن سكاي نيوز عربية، أشار محللون سياسيون إلى أن وثيقة حماس جاءت متأخرة بعد أن استجمعت الحركة بقوتها العسكرية والسياسية، وسعت لبلورة موقفها لتقديمه إلى المجتمع الدولي، حيث تنظر إلى نفسها كجزء من مستقبل القضية الفلسطينية، وهو ما يتعارض مع الرؤى الأمريكية والغربية.

عمليات طوفان الأقصى

8 مطالب في وثيقة حماس

حيث أشارت الوثيقة إلى أن معركة الشعب الفلسطيني مع إسرائيل لم تبدأ في 7 أكتوبر، وإنَّما قبل ذلك منذ 105 أعوام، حيث عانى الشعب من كافة أشكال القهر والظلم ومصادرة الحقوق الأساسية، ومن سياسات الفصل العنصري، وعانى قطاع غزة حصاراً خانقاً مستمراً منذ أكثر من 17 عاماً ليتحوَّل إلى أكبر سجن مفتوح في العالم.

وأكدت الوثيقة أن عملية طوفان الأقصى استهدفت المواقع العسكرية الإسرائيلية، وسعت إلى أسر جنود العدو ومقاتليه، من أجل إطلاق سراح الآلاف من الأسرى الفلسطينيين في السجون، من خلال عملية تبادل؛ ولذلك تركّز الهجوم على فرقة غزة العسكرية الإسرائيلية، وعلى المواقع العسكرية الإسرائيلية في مستوطنات غلاف غزة.

وحددت حماس في ختام الوثيقة؛ 8 مطالب رئيسية بشأن الحرب الراهنة، على رأسها الوقف الفوري للعمليات العسكرية الإسرائيلية وفتح المعابر، وإدخال المساعدات، بجانب الوقوف في وجه محاولات تهجير الفلسطينيين ومنع إيقاع نكبة جديدة بهم، مع مواصلة الضغوط الشعبية والدولية لـ'إنهاء الاحتلال'، ورفض أيّ مشاريع دولية وإسرائيلية تسعى لتحديد مستقبل قطاع غزة.

الاستفادة من زخم عملية طوفان الأقصى

وردا على هذه الوثيقة، قال أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس أيمن الرقب، في حديثه لموقع 'سكاي نيوز عربية، أن المطالب التي ذكرتها حماس جزء منها هي مطالبة تذكرها دول أجنبية، لكن فكرة أن تبقى حماس جزءًا من الحل أصبح أمر صعب أن يقبل به الإسرائيليين أو الأوروبيين، في الوقت الذي أشارت الوثيقة إلى أن من يحكم غزة هو الشعب الفلسطيني عبر صناديق الاقتراع وهذا أمر طبيعي، وبعد ما حدث وهذا التدمير الكبير سيكون للشعب الفلسطينية رؤية أخرى لمن يحكم القطاع، لأن غزة كمكان تأثر بالحرب وستكون رؤيته مختلفة'.

وأوضح الخبير المتخصص في العلاقات الدولية، أن حماس تريد الاستفادة من زخم عملية طوفان الأقصى منذ 7 أكتوبر وحتى الآن، ومناقشة مستقبل غزة مع وجودها ضمن خطط الإدارة والحكم للقطاع، لأنها تستشعر قلقا من مستقبل الفترة المقبلة، إذ ربما تخسر دورها في المستقبل نتيجة للتعقيدات الداخلية في المشهد الفلسطيني على وقع الضغوط الخارجية خاصة لمطالب الولايات المتحدة وإسرائيل بإزاحتها عن الحكم.