السترات الصفراء تصدر بيانا عنيفا ضد ماكرون بعد السبت الأسود .. «الثورة ستتحول إلى تسونامي»
قالت المؤسسة والمتحدثة باسم حركة (السترات الصفراء) الفرنسية جاكلين مورو اليوم السبت إن "الثورة أصبحت فريسة بشكل خطير لهجمية المتطرفين والفوضويين"، داعية ما أسمتهم "المحتجين المعتدلين" لفتح حوار مع الحكومة الفرنسية.
ونسب إلى الملحنة والمنومة الإيحائية جاكلين مورو (51 عاما) فضل إشعار حركة (السترات الصفراء) في باريس بعد أن شاهد 6 ملايين شخص فيديو نشرته الشهر الماضي على موقع التواصل الاجتماعي (فيس بوك) انتقدت فيه بشكل لاذع المسؤوليات البيئية للبترول والوقود.
وتساءلت مورو - في خطبتها اللاذعة موجهة حديثها للرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون - "ماذا تفعلون بالمال غير شراء أطباق جديدة في قصر الإليزيه وبناء حمامات سباحة لأنفسكم؟".
لكن مورو حذرت - في تصريحات لصحيفة (تليجراف) البريطانية، نشرتها على موقعها الإلكتروني اليوم - من أن حركة (السترات الصفراء) يتم الاستيلاء عليها بشكل متزايد من قبل مجموعة عنيفة مهمشة من "المتطرفين والفوضويين".
وأضافت مورو أن "الحركة تحررت من الجميع حتى عزف الناس عن الاستماع لصوت العقل.. بعض (المشاركين) لا يتذكروا حتى المطالب التي قطعناها على أنفسنا في البداية"، موضحة أن ما يحدث "كأننا أبقينا الكلب مربوطا واليوم انقطعت السلسلة".
وتابعت مورو قائلة إنه قبل اندلاع العنف خلال الأسبوعين الماضيين، كانت الثورة "حركة شعبية" عفوية لا يمكن التلاعب بها، لكن الآن لم تعد الثورة بعيدة فقط عن أيدي الحكومة والأحزاب السياسية والنقابات الاتحادية، لكن المشاركين في الحركة أنفسهم لم يعدوا قادرين على الوصول إليها.
وقالت مورو "نشهد تسونامي.. الموجة مازالت (مرفوعة) في الهواء ويتعين علينا فقط انتظار تحطمها علينا مجددا".
وأشارت الملحنة الفرنسية إلى أن موقع (فيس بوك) ساعد في البداية لجمع الناس وتنظيمهم، لكن كان له كذلك جانب سلبي للغاية، وهو ما أكده الخبراء بأن الطبيعة غير المركزية للموقع الإلكتروني مثالية للسترات الصفراء.وأوضحت الصحيفة أن الخبراء قالوا إن تغيير (فيس بوك) للوغاريتمات الموقع في وقت سابق من العام الجاري، أعطت أولوية للمحتوى الذي تنشره المجموعات والحسابات الفردية، وهو ما عزز اندلاع الحركة، لكنه كذلك أعطى فرصة لمئات من الحسابات الروسية على الموقع لدفع الاحتجاجات إلى الشارع الفرنسي.
وقالت مورو - التي كانت بين وفد (السترات الصفراء)، الذي التقى رئيس الوزراء الفرنسي إدوارد فيليب - إنها بجانب متحدثين آخرين باسم الحركة تلقوا تهديدات بالقتل، محذرة أن من وراء تلك التهديدات لا يريد حل النزاع.
وعرض المتحدثون باسم الحركة مطالبهم بداية من العدالة الضريبية وحتى التمثيل النسبي في الانتخابات التشريعية ورفع المعاشات المنخفضة على فيليب، ليل أمس، والذي دعاهم لمحادثات لمدة 3 شهور بين السترات الصفراء والمسؤولين المحليين والقوميين.
لكن مورو أعربت عن شكوكها حول مسار الأمور في الوقت الحالي، قائلة "اليوم ليس لدي أدنى فكرة عن كيفية سير الأمور.. لكن الأكيد هو أننا إذا لم ننتظم لن يكون للحركة مستقبل، وسنكون بذلنا كل ذلك دون جدوى".