السجن 1075 عاما للداعية التركي.. تفاصيل فضائح عدنان أوكتار قبل حبسه

عدنان أوكتار ، اسم لطالما أثار الجدل في تركيا، تصدر عناوين وسائل الإعلام التركية والعالمية بعد الحكم عليه بالسجن 1075 عاما لإدانته بجرائم تشمل الاعتداء الجنسي، واستغلال قاصرات، والاحتيال، ومحاولة التجسس السياسي والعسكري.

الداعية المزيف أو الراقص كما تطلق عليه وسائل الإعلام التركية، عدنان أوكتار البالغ 64 عاما اشتهر باسم 'هارون يحي'، ككاتب تركي ألّف أكثر من 300 كتاب في العلوم السياسية والمسائل الدينية والعامة، ترجمت إلى 76 لغة.

اعتقل أوكتار في يونيو 2018، كجزء من حملة استهدفت مجموعته من قبل وحدة الجرائم المالية في شرطة إسطنبول.

أوكتار و1000 صديقة

ووفقا لموقع سكاي نيوز، فإن أوكتار أبلغ رئيس المحكمة خلال جلسات الاستماع التي تضمنت تفاصيل فاضحة عن جرائمه الجنسية ، أن لديه ما يقرب من 1000 صديقة، كما أن لديه فيض من الحب في قلبه للمرأة.

وكان قبض على أوكتار في عام 1986 بتهمة 'محاولة استغلال الدين أو المشاعر الدينية، وأيضا الأضرحة الدينية، بهدف إحداث تغيير جزئي للنظام الاجتماعي أو الاقتصادي أو السياسي للدولة العلمانية'.

وقضت المحكمة في ذلك الوقت بعدم وجود دليل على العمل الجنائي، وبعد ذلك تمت تبرئة أوكتار وإطلاق سراحه من الحجز.

كيف بدأت قصته

ولد أوكتار  عام 1956، ودخل جامعة معمار سنان بإسطنبول بعد أن أنهى تعليمه في أنقرة، ووفق موقعه الرسمي، فإن أوكتار نشر كتاب 'أطلس الخلق'، المكوّن من 770 صفحة، وقد رفض فيه النظريات التطورية والرؤى العلمية حول نشأة الكون والإنسان.

في منتصف عام 1991، قامت الشرطة بتفتيش المنزل الذي يتشاركه أوكتار مع والدته في إسطنبول، حيث تم العثور على كمية من الكوكايين في إحدى كتبه، لكنه أنكر الأمر مؤكدا وجود مؤامرة ضده.

وبدأت قناة أوكتار التلفزيونية 'ايه 9' على الإنترنت البث في عام 2011، لتثير تنديدات من القادة الدينيين في تركيا، حيث كان الرجل يظهر في البرنامج الخاص به ليتحدث عن أمور تتعلق بالعقيدة وقيم التسامح مع راقصات اعتاد أن يطلق عليهن اسم 'القطط'، لتوقف الهيئة العليا للإعلام في تركيا بث برامجه لاحقا.

محاكمة "الداعية الراقص"

بدأت السطات القضائية في سبتمبر 2019، محاكمة أوكتار، في تهم تزيد على العشرة، وشكل مظهر قطط أوكتار محور جدل كبير، إذ تتشابه جميع الفتيات بالشكل لخضوعهن لعمليات تجميل متطابقة على يد أطباء محددين يعملون لدى أوكتار.

ونفى أوكتار كافة التهم الموجهة إليه، مشددا أنه ضحية مؤامرة، حيث أكد في إفادة سابقة أمام المحكمة أن دخله الشهري لا يتجاوز 730 دولارا أميركيا.

وأضاف بحسب وكالات أنباء: 'أعيش مثل عامة الشعب، والناس يشاهدونني عبر شاشة التلفاز، والأماكن التي أرتادها معروفة للجميع. لست زعيما لتنظيم مشبوه، وأحب أن أتعامل مع الناس الصادقين، وأعرف المجموعة التي تعاديني وهي عبارة عن 25 إلى 30 شخصا'.

تفاصيل فاضحة

وفي يوليو 2018، كشفت عضوة سابقة في شبكة 'الداعية الراقص' أسرارا خطيرة، حيث قالت سيلان أوزغول إن أطفالا تتراوح أعمارهم بين سبعة و17 عاما، تعرضوا للاعتداء الجنسي في شبكة أوكتار، كما أن عددا من الفتيات تعرضن لانتهاكات مماثلة، أما أخريات فكن يحملن مسدسات غير مرخصة قانونيا أثناء خروجهن إلى الشارع.

وأوضحت أوزغول أنها غادرت الشبكة حين فطنت إلى ممارساتها غير الأخلاقية، وحين سئلت حول سبب التحاقها بها في 2006، أكدت أنها فعلت ذلك بدافع التفقه 'في أمور الدين'، لكنها وجدت واقعا مغايرا.

وأضافت أنها كانت شاهدة بعينها على بعض الجرائم، وتآمر الشبكة ضد الدولة التركية، وحين أصيبت بالذعر لما رأته قررت أن تنسحب من محيط 'الداعية الراقص'، وفق ما نقلت صحيفة 'حرييت ديلي نيوز'.

كذلك أفادت إحدى النساء في محاكمته، تم تعريفها فقط باسم 'سي سي'، بأن أوكتار اعتدى عليها وعلى نساء أخريات جنسيا بشكل متكرر.

وقالت 'سي سي' للمحكمة إن بعض النساء اللواتي اغتصبهن أجبرن على تناول حبوب منع الحمل.

وحين تم سؤاله عن 69 ألف حبة منع حمل عثرت عليها الشرطة في منزله، قال أوكتار إنها تستخدم لعلاج اضطرابات الجلد واضطرابات الدورة الشهرية.

كيف استقطب النساء؟

في أغسطس 2018، نشرت صحيفة 'ديلي صباح' التركية حوارا لتجربة إحدى أعضاء منظمة أكتار قالت فيه: 'إنهم يدربونك لتقوم بأفعال تعتقد أنك تخدم الله من خلالها.

يجعلونك تتحدث مع الأصدقاء عما تقوم به (في المنظمة)، وإذا لم يقبل أصدقاؤك ما تقوله، فجأة تبدأ تشعر بأن فجوة تتسع بينك وبينهم'.

وأوضحت تسيلان، التي هربت من منظمة أوكتار قبل عامين: 'في البداية، يلاحظ أصدقاؤك من الخارج التغيير، ويسألونك بالطبع لماذا أنت مع هؤلاء الناس غريبي الأطوار؟ ماذا تفعل معهم؟ لماذا تتغير بتلك الطريقة؟ لكن أعضاء المنظمة لا يشككون ولا يسألون أبدا، هم فقط يقدمون لك الدعم'.

وتابعت: 'كنت في الـ13 من عمري عندما سمعت أول مرة اسم عدنان من صديقة لقريبتي كانت في أواخر الثلاثينيات من عمرها ومطلقة وعلى درجة عالية من العلم والجمال، وتتمتع بثراء فاحش، وقد دعت قريبتي لحضور إحدى جلسات عدنان أوكتار في منزله'.

ومضت تقول: 'أعربت قريبتي عن إعجابها بمنزل عدنان جدا. فالعقار كان في الأساس (أشبه بجنة)، كانت هناك عدة أنواع من الحيوانات النادرة والنوافير الذهبية والتماثيل الرخامية والأبواب الفخمة والأثاث الفاخر ورجال ونساء'.

واستطردت: 'كان لأوكتار كرسي يجلس عليه ويأمر كل من حوله وهو في بذته البيضاء الشهيرة. لحسن الحظ، لم يكن لدى قريبتي الوقت الكافي للانضمام إلى منظمته بسبب بعض القضايا العائلية'

وترى تسيلان أن أعضاء منظمة أوكتار ضحايا لعمليات 'غسيل الأدمغة' التي قام بها الداعية الراقص لإقناعهم بالبقاء معه، فضلا عن 'كاريزمته' التي تغري المعجبين به، خاصة النساء منهم.

القطة المدللة لأوكتار تكشفه

كذلك نقلت الصحافة التركية في سبتمبر 2018 عن امرأة وصفتها بـ'القطة المدللة' لأوكتار، بعد تعاونها مع الأمن التركي، تفاصيل تتعلق بالمنظمة التي أسسها، وخبايا حياته الشخصية مع العارضات التي اعتاد أن يحيط نفسه بهن.

وذكرت المرأة: 'مارس أوكتار العنف مع 30 (قطة)، حيث كان يختار فتاة ويضربها دون أن يقتصر الأمر على الصفع فقط، وإنما يتعدى ذلك إلى جرّها من شعرها على الأرض'.

واتهمت أوكتار بالتنكر خلف قناع الدين لتحقيق مآربه الخاصة، مضيفة: 'كان الدين بالنسبة لأوكتار مجرد واجهة. كان مهووسا بجعل الفتيات يحدقن إليه وكأنهن مغرمات به، وفي حال إخفاق إحداهن بذلك كان يقطع البث، ويعاقب الفتاة على ذلك'.

وأكملت قائلة: 'كان يعاقب بعض الفتيات، وفي حال بدأن بالصريخ والبكاء، فإنه يعتقد بأنهن يقمن بذلك لحبهن له..'!

أحمد موسى: تركيا تواجه خطر الجفاف خلال شهرين.. وأردوغان «بيشد في شعره»

آمن وفعال.. تركيا تطلب شراء لقاح كورونا الصيني بشكل عاجل