السوبرانو فاطمة سعيد تخطف الأنظار بحفل افتتاح المتحف المصري الكبير

شاركت السوبرانو فاطمة سعيد بحفل افتتاح المتحف المصري الكبير، اليوم السبت 1 نوفمبر 2025، تحت قيادة المايسترو ناير ناجي، ويأتي ذلك نظرًا لمكانتها المرموقة على الساحة العالمية، ومسيرتها الفنية الاستثنائية التي جعلتها واحدة من أبرز الأصوات الأوبرالية في العالم، وأحد الوجوه المشرفة لمصر في المحافل الدولية.

وجاء ذلك بحضور الرئيس عبد الفتاح السيسي، وقرينته السيدة انتصار السيسي، وعددًا من الملوك والرؤساء والوفود الرسمية من 79 دولة أجنبية، في مشهد يليق بعظمة المناسبة التي تمثل واحدة من أعظم اللحظات في التاريخ الثقافي المصري الحديث.

فاطمة سعيد تعود للغناء بالمتحف المصري الكبير بعد عامين

كما أنها منذ عامين، كانت السوبرانو المصرية العالمية فاطمة سعيد من أوائل الأصوات التي صدحت داخل المتحف المصري الكبير قبل افتتاحه الرسمي، حيث أحيت في 19 يناير 2023، أول حفل جماهيري عالمي أقيم على أرض المتحف، بصحبة المايسترو نادر عباسي وأوركسترا الاتحاد الفيلهارموني، ضمن سلسلة من الفعاليات الفنية والثقافية التي سبقت الافتتاح المرتقب.

وتعود فاطمة سعيد، غدًا السبت، لتقف مجددًا على نفس المسرح التاريخي، ولكن في مناسبة مختلفة تمامًا، إذ تُشارك هذه المرة في حفل افتتاح المتحف المصري الكبير رسميًا، بحضور الرئيس عبد الفتاح السيسي وعدد من رؤساء وزعماء دول العالم، لتُسجل لحظة جديدة من الفخر الوطني في مسيرتها الفنية العالمية.

وخلال حفلها الأول بالمتحف قبل عامين، عبّرت فاطمة سعيد عن سعادتها الكبيرة بالغناء في وطنها، وسط الأجواء المهيبة لتماثيل الفراعنة، وقالت وقتها: 'مبسوطة إني موجودة في مصر وبغني برفقة المايسترو نادر عباسي في مكان عظيم زي المتحف المصري الكبير.

بالرغم من إني بغني في دول كثيرة حول العالم من الصين لأمريكا، إلا إن الغناء في مصر له طعم مختلف ومميز، وشرف كبير ليا إني مصرية وبغني على أرض بلدي'.

بداية مبكرة وصوت استثنائي

وُلدت فاطمة سعيد عام 1991 في القاهرة، ونشأت في بيئة تهتم بالثقافة والفنون، حيث درست في مدرسة ألمانية بالقاهرة، قبل أن تبدأ رحلتها مع الغناء في سن الرابعة عشرة على يد السوبرانو نيفين علوبة في مدرسة الأوبرا المصرية، وهي التجربة التي صقلت موهبتها ورسخت عشقها للموسيقى الكلاسيكية.

وبعد ثلاثة أشهر فقط من بدء دراستها، شاركت في حفل عيد الميلاد بدار الأوبرا المصرية، في خطوة مبكرة نحو طريق النجاح العالمي.

وفي عام 2009، سافرت فاطمة إلى ألمانيا لدراسة الغناء في جامعة هانس آيسلر للموسيقى في برلين، حيث حصلت على بكالوريوس الموسيقى عام 2013. وخلال دراستها هناك، برز اسمها بقوة بعد مشاركتها اللافتة في مهرجان بون شومان في ألمانيا، لتتلقى لاحقًا منحة دراسية من دار الأوبرا 'لا سكالا' في ميلانو، وتصبح أول سوبرانو مصرية تنضم إلى هذه المؤسسة العريقة.

تألق عالمي وحضور لافت

منذ انطلاقتها في أوروبا، تألقت فاطمة سعيد على أهم المسارح العالمية، مقدمة أدوارًا أوبرالية مميزة مثل بامينا في “الناي السحري” بمسرح لا سكالا، وزيرلينا في “دون جيوفاني” لموتسارت، كما أدت أعمالًا كلاسيكية لكبار المؤلفين مثل رافيل وموتسارت وفوري، وشاركت في حفلات عالمية مثل بي بي سي برومز في لندن وكونسيرت جيباو في أمستردام ودار الأوبرا الملكية بمسقط وجيواندهاوس في لايبزيغ.

في عام 2019، غنت فاطمة في افتتاح دار أوبرا شانغهاي، كما أحيت حفلات ضخمة بمشاركة أوركسترات عالمية، مؤكدة مكانتها كصوت شرقي يحمل روعة الأوبرا الأوروبية بروح مصرية أصيلة.

فنانة تحمل رسالة

بعيدًا عن المسرح، اشتهرت فاطمة سعيد بدعمها القضايا الإنسانية والثقافية، حيث مثلت مصر في يوم حقوق الإنسان بالأمم المتحدة في جنيف عام 2014، ودافعت عن أهمية التربية الموسيقية للأطفال والشباب، كما تعاونت في مشروعات فنية ذات طابع إنساني وثقافي، منها تعاونها مع الموسيقي أوجينيو بيناتو في مشروع عن “الربيع العربي”.

وتؤمن فاطمة بأن الفن وسيلة للارتقاء بالإنسان، حيث  أكدت في تصريحات سابقة:'بصفتك مؤديًا، عليك أن تحرر نفسك وتشعر باللحظة الحالية وتثق في غرائزك الإبداعية... عندها فقط تترك الجمال في قلب المستمع إلى الأبد'.

جوائز وإنجازات

على مدار مسيرتها، نالت فاطمة سعيد العديد من الجوائز الدولية المرموقة، من بينها:

الجائزة الأولى في مسابقة الموسيقيين الشباب في ألمانيا عامي 2006 و2009.

الجائزة الكبرى في مسابقة جوليو بيروتي الدولية للغناء عام 2011.

الجائزة الثانية في مسابقة روبرت شومان الدولية عام 2012.

جائزة ليلى جينسر الدولية في إسطنبول عام 2012.

جائزة فيرونيكا دن الدولية للغناء في دبلن عام 2016.

وفي عام 2016، حصلت على جائزة الإبداع المصرية كأول مطربة أوبرا مصرية تنال هذا التكريم، كما كرمها المجلس القومي للمرأة تقديرًا لمساهمتها في رفع اسم مصر فنيًا وثقافيًا على الساحة العالمية.

حضور متجدد وارتباط بالوطن

ورغم إقامتها في أوروبا، لم تنقطع فاطمة سعيد عن وطنها، حيث تحرص دائمًا على المشاركة في الفعاليات المصرية الكبرى التي تحتفي بالثقافة والفن.

ومع تردد اسمها للمشاركة في حفل افتتاح المتحف المصري الكبير، ينتظر عشاق الموسيقى رؤية هذا الصوت المصري العالمي وهو يصدح في حدث يمثل ذروة الفخر الوطني، لتجسد فاطمة مرة أخرى المعادلة التي تجمع بين الهوية المصرية والأناقة العالمية.