السيمفونية التاسعة لبيتهوفن تختتم الموسم الـ66 لأوركسترا القاهرة السيمفوني بالأوبرا

في ختام موسم موسيقي حافل، تستعد دار الأوبرا المصرية برئاسة الدكتور علاء عبد السلام، لتنظيم أمسية استثنائية تقدمها أوركسترا القاهرة السيمفوني، في إطار فعاليات وزارة الثقافة، وذلك مساء السبت 28 يونيو على المسرح الكبير.
يقود الحفل المايسترو أحمد الصعيدي، المدير الموسيقي والقائد الأساسي للأوركسترا، ويشهد مشاركة أربعة من أبرز الأصوات الغنائية المصرية: السوبرانو ملك شافعي، الألطو جالا الحديدي، التينور عمرو مدحت، والباريتون رضا الوكيل، إلى جانب كورال أكابيلا تحت قيادة وتدريب أدهم عزت.
وتتوج هذه الليلة الموسيقية بالسيمفونية التاسعة للموسيقار الألماني الخالد لودفيج فان بيتهوفن، والتي تُعرف بالسيمفونية الكورالية، نظرًا لاستخدامه فيها الأصوات البشرية في سياق سيمفوني للمرة الأولى في تاريخ الموسيقى الكلاسيكية. هذه السيمفونية، التي استلهمها بيتهوفن من قصيدة “أنشودة الفرح” للشاعر الألماني شيللر، بدأت رحلتها في ذهنه منذ عام 1792، لكنه لم يعلن عن اكتمالها إلا عام 1824، بعد ما يقرب من 32 عامًا من العمل المضني، تخللتها مراحل من الحذف والإضافة.
ويُعد إنجاز هذه السيمفونية أكثر إبهارًا عندما نعلم أن بيتهوفن أنهى تأليفها وهو أصمّ بالكامل.
تم تقديم السيمفونية التاسعة للمرة الأولى في فيينا على مسرح كيرتنر، وحظيت حينها بإعجاب جماهيري ونقدي واسع، ولا تزال حتى اليوم تُصنف ضمن أعظم الإنجازات الفنية في التاريخ الغربي.
من جانبه، يُعد أوركسترا القاهرة السيمفوني أحد أعرق التشكيلات الموسيقية في المنطقة العربية، وقد تأسس عام 1959 على يد المايسترو النمساوي فرانز ليتشاور. ومنذ ذلك الحين، لعب دورًا رائدًا في إثراء الساحة الموسيقية المصرية من خلال استضافة كبار الموسيقيين من أنحاء العالم، إلى جانب دعم وتقديم المواهب المصرية من مؤلفين وعازفين وقادة أوركسترا.
كما حرص الأوركسترا، على مدار مواسمه، على تنويع برنامجه الفني، ليشمل مؤلفات من روائع القرن العشرين، وأعمالًا أوبرالية، وسلاسل مثل “أعظم السيمفونيات” و”الكونشيرتو العظيم”، بالإضافة إلى تقديم أعمال مصرية حديثة بأسلوب كلاسيكي رفيع المستوى، وتنظيم ورش عمل تدريبية بالتعاون مع خبراء دوليين، فضلًا عن جولات فنية خارجية ناجحة نقلت صورة مشرّفة للموسيقى المصرية.
هكذا، يطوي أوركسترا القاهرة السيمفوني موسمه الـ66، مؤكّدًا مرة أخرى مكانته كمؤسسة موسيقية كبرى، تُجيد المزج بين التراث الكلاسيكي العالمي والمواهب المحلية المعاصرة، في مشهد ثقافي يجمع بين العراقة والتجديد.