العلاج ليس للجميع.. آخر ما وصل إليه مأساوية المشهد فى إيطاليا بسبب فيروس كورونا
يعالجون بعض المرضى ويتركون آخرين لمواجهة مصيرهم، هذا آخر ما وصل إليه مآساوية المشهد فى إيطاليا، بؤرة فيروس كورونا فى أوروبا.
أكثر من ٢١٠٠ حالة وفاة حتى الآن، من أصل أكثر من ٢٧ ألف حالة إصابة، والأعداد فى تزايد يوميًا.
الأطباء يضطرون إلى الاختيار بين من يتلقى العلاج أولًا لإنقاذ حياته، ومن يحرم منه بسبب ارتفاع أعداد المصابين.
كريستيان سالارولي رئيس وحدة الرعاية المركزة في مستشفى في بيرجامو قالت إن "إذا كان عمر الشخص بين 80 و 95 عاما ويعاني من ضيق تنفسي شديد، فمن غير المحتمل أن يحصل على العلاج، إنها كلمات بالغة الصعوبة، لكنها للأسف حقيقة، لسنا في وضع يسمح لنا بتجربة ما يسمى معجزات".
إيطاليا التى كانت تعج بالحياة أصبحت عبارة عن مدن مهجورة، لم تعد كل الطرق تؤدي إلى روما بعد أن أغلقت إيطاليا أبوابها فى وجه كل العابرين.
الحكومة الإيطالية فرضت حالة الطوارئ على جميع البلاد، لا خروج من المنزل إلا للضرورة القصوى، إغلاق كافة المدراس والمطاعم والسينمات والمسارح، الحياة توقفت تمامًا، المرض استشرى فى جميع مدن إيطاليا وخاصة فى الشمال.
البلد يحتل المرتبة الثانية فى العالم من حيث عدد كبار السن بعد اليابان، ما يعني أنهم معرضون بشكل خاص لخطر الإصابة بأعراض الفيروس الحادة، والتى تستدعي توفير مكان فى قسم الرعاية المركزة بالمستشفيات.
إيطاليا بأكملها تمتلك نحو ٥٢٠٠ سرير فى الرعاية المركزة، يُستخدم العديد منها بالفعل من قبل مرضى يعانون من مشاكل صحية أخرى.
الوضع بسبب فيروس كورونا يزداد سوءًا كل يوم، أطباء يؤكدون الوصول إلى الحدود الاستيعابية القصوى لأسرّة الرعاية المركزة والأقسام العادية لعلاج مرضى فيروس كورونا.
دانييل ماكيني طبيب متخصص في الرعاية المركزة في بيرجامو قال إن "تتضاعف الحالات لدينا، ١٥ إلى ٢٠ حالة دخول للمستشفى في اليوم، جميعها تشكو من نفس السبب، نتائج عينات المسح الطبية تشير واحدة تلو الأخرى إيجابية.. إيجابية.. إيجابية، وفجأة تنهار غرفة الطوارئ"
وزير الخارجية الإيطالي لويجي دي مايو بدا متفائلًا بالإجراءات الطارئة التى اتخذتها إيطاليا.
فهل تنجح إيطاليا فى استيعاب هذه الكارثة؟