" الغضب يجتاح أمريكا " .. تظاهرات حاشدة و فرض حظر التجوال فى 25 ولاية أمريكية

سادت حالة من الغضب، الولايات الأمريكية فى الأيام الأخيرة، بعد الفيديو الصادم لضابط أمريكي جثم بركبته على مواطن من أصول إفريقية حتى قطع أنفاسه وفارق الحياة بعد وصوله المستشفى .

وأظهر الفيديو جورج فلويد وهو ملقى على بطنه على الأرض موثق اليدين يحاول التقاط أنفاسه، ويطلب المساعدة مكرراً لا أستطيع التنفس، وتوفي فلويد، الذي قيل إن الشرطة كانت تشتبه في محاولته استخدام أوراق بنكنوت مزيفة بأحد المطاعم، في المستشفى في تلك الليلة، كما تم فصل الضابط وثلاثة آخرين شاركوا في اعتقال فلويد، في حين فتح مكتب التحقيقات الاتحادي يوم الثلاثاء تحقيقاً في الواقعة.

فيديو صادم

أظهر الفيديو الذى تم تداوله عبر مواقع التواصل الإجتماعي، رجل يلفظ أنفاسه الأخيرة بعدما تعرض لمعاملة عنيفة من شرطي في ولاية مينيسوتا الأمريكية.

وأكد جاكوب فراي حاكم  مينيسوتا إن الضباط الأربعة الذين ألقوا القبض على الضحية أوقفوا عن العمل، فيما فتح مكتب الاستخبارات الفدرالية (إف بي آي) تحقيقا في الواقعة التي حدثت الاثنين، بمشاركة محققي الولاية.

واستغاث الضحية خلال الفيديو قائلا: «من فضلك من فضلك، لا أستطيع التنفس، بطني تؤلمني. رقبتي تؤلمني. كل شيء يؤلمني'.

وقال المحامي والناشط في مجال حقوق الإنسان بن كرامب، وفقا لموقع سكاي نيوز إن الضحية اسمه جورج فلويد، ويعتقد أنه في الأربعينيات من عمره.

وقال جون إلدر المتحدث باسم الشرطة المحلية إن الضحية، الذي اشتبهت به القوة، طُلب منه النزول من سيارته، وبعدما ترجل قاوم الضباط.

قتل من الدرجة الثالثة

قال ممثل الادعاء بمقاطعة هينبين، مايك فريمان، ، إن ديريك تشوفين، الضابط الذي شوهد في مقطع فيديو التقطه أحد المارة بهاتفه المحمول وهو يجثم ضاغطاً بركبته على رقبة جورج فلويد، الاثنين، قبل وفاة فلويد (46 عاماً)، اتهم بالقتل من الدرجة الثالثة والقتل غير العمد.

احتجاجات عارمة

ملأ مئات من المحتجين، كثيرون منهم كانوا يغطون وجوههم، الشوارع المحيطة بمركز شرطة الحي الثالث بالمدينة، في منطقة تقع على بعد حوالي نصف ميل من المكان الذي اعتقل فيه فلويد.

وتضخم الحشد وأصبح المحتجون بالآلاف وتحول الاحتجاج إلى مواجهة أمام المركز، حيث شكل أفراد شرطة مكافحة الشغب خطوطا حاجزة بينما استهزأ بهم المحتجون من وراء حواجز وضعوها هم.

واتخذ أفراد من الشرطة مواقع على أسطح المباني واستخدموا الغاز المسيل للدموع والطلقات المطاطية وقابل الصوت لإبقاء الحشود على مسافة، بينما رشق المحتجون الشرطة بالحجارة وعبوات المياه ومقذوفات أخرى، بل أعاد بعضهم قذف عبوات الغاز المسيل للدموع على الشرطة.

https://twitter.com/Bluurr11/status/1266913951583023104

 فوضى في منيابولس الأمريكية

شهدت مدينة منيابوليس في الولايات المتحدة الأمريكية عمليات دمار  وحرب شوارع وانتشار كبير للنيران في كل مكان احتجاجا على مقتل شاب أسود.

ونشر أليكس هنريكس، وهو مغرد، يقول حسابه في 'تويتر إنه مقيم في منيابوليس، مقطع فيديو، صباح الخميس، يظهر متاجر ومبان بعضها مدمر والنيران تلتهمه، فيما كانت النيران أخمدت للتو في أخرى.

ورصد فيديو هنريكس واجهات محال ومتاجر تعرضت للتكسير.

وبدورها، نشرت مجلة 'تايم' الأمريكية على حسابها بموقع 'تويتر' مقطع فيديو يظهر ألسنة اللهب وهي تلتهم مرافق في مدينة منيابوليس، حتى أن البعض علق على الفيديو بوصفه 'جحيما'.

وقالت المدعي العام لولاية مينيسوتا إريكا ماكدونالد في بيان مشترك مع ضابط مكتب التحقيقات الاتحادي 'إف بي آي' راينر درولشاجن ، الخميس إن التحقيق في وفاة فلويد جورج يمثل 'أولوية قصوى'.

وجاء في البيان أن 'التحقيق الاتحادي سيحدد ما إذا كانت الأفعال التي ارتكبها ضباط شرطة مينيابوليس السابقون انتهكت القانون الاتحادي'.

فرض حظر التجوال

قرر جاكوب فراي، عمدة مينيابوليس الأمريكية، فرض حظر تجول ابتداء من الساعة 8 مساء الجمعة ويمتد حتى نهاية الأسبوع بعد تصاعد الاحتجاجات على وفاة رجل أمريكي من أصل أفريقي يدعي جورج فلويد، على يد شرطي.

ونشر الحرس الوطني الأمريكي، 500 من عناصره، فى مدينة مينيابوليس، لإعادة الهدوء للمنطقة، بعد ليلة ثالثة من الإضطرابات، كما تم فرض حظر التجوال فى 25 ولاية للحد من الفوضى المنتشرة.

وطالبت عائلة جورج فلويد البالغ من العمر 46 عاما، الذي توفي بعد توقيفه بعنف، الأربعاء بتوجيه اتهام بالقتل لرجال الشرطة المتورطين بقتله، وتم تسريح الشرطيين المتورطين في توقيف فلويد الثلاثاء، لكن لم يتم توقيفهما بينما فتح تحقيق في الحادث.

وكتب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في تغريدة على تويتر أنه طلب من مكتب التحقيقات الفدرالي (اف بي آي) ووزارة العدل كشف ملابسات هذا الموت 'الحزين والمفجع'. وقال واعدا 'أفكاري مع عائلة جورج وأصدقائه. سيتم إحقاق العدل'.

العفو الدولية تطالب بالعفو عن المتظاهرين

طالبت منظمة العفو الدولية السلطات الأمريكية بالكف عن استخدام العنف المفرط ضد المتظاهرين السلميين في الاحتجاجات التي تعم الولايات الامريكية معتبرة ان شرطة البلاد فشلت فى تنفيذ التزاماتها .

وقالت مديرة الأبحاث للمنظمة في الولايات المتحدة، رايتشيل وورد، في بيان أصدرته اليوم الأحد .. 'في مدينة تلوى الأخرى نشاهد تصرفات يمكن اعتبارها عنفا غير ضروري ومفرطا. تجهيز الضباط بطريقة أكثر ملاءمة لساحة المعركة، قد يضعهم في حالة ذهنية وكأن المواجهة والصراع أمر لا مفر منه '.

وأضافت طبقا لروسيا اليوم  : 'تفشل الشرطة الأمريكية في كل أنحاء البلاد في تنفيذ التزاماتها في إطار القانون الدولي الخاصة باحترام وتسهيل الحق في التظاهر سلميا، وتزيد من توتر الأوضاع وتعرض حياة المتظاهرين للخطر'.

وشددت مسؤولة 'منظمة العفو الدولية' على 'ضرورة أن تعمل الشرطة على خفض التصعيد قبل أن يتم تدهور الأوضاع'.

وتعليقا على مقتل المواطن الأمريكي من أصول أفريقية، جورج فلويد، الذي أشعل مقتله الاحتجاجات، اعتبرت وورد أن '  العنصرية وهيمنة البيض بالإضافة إلى رد الشرطة على الاحتجاجات، تغذي مثل أعمال القتل هذه ' .

وتابعت أن على الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، 'إنهاء خطابته وسياساته المليئة بالعنف والتمييز'، مشددة على أنه 'يجب على الحكومة الأمريكية، وعلى جميع المستويات، أن تضمن حق التظاهر وفقا للقانون الدولي'، داعية الشرطة إلى نزع السلاح وخوض الحوار مع المتظاهرين.

وفي تغريدة عبر حسابها في موقع 'تويتر'، حثت المنظمة 'الحكومة الفدرالية وسلطات المدن والولايات على التصرف بشكل سريع ومدروس للتعامل مع الأسباب الجذرية لهذه الاحتجاجات واتخاذ إجراءات فورية لوقف أعمال القتل غير القانونية من قبل الشرطة بحق ذوي البشرة السوداء والآخرين'.

زوجة الشرطي تطلب الإنفصال

ذكرت قناة 'أي بي سي' الإخبارية، إن كيلي تشوفين، زوجة ديريك تشوفين، ضابط شرطة مينيابوليس المتهم بقتل الأميركي من أصل أفريقي جورج فلويد، تقدمت بطلب الطلاق، خلال الساعات الماضية.

وأوضحت القناة الإخبارية، إن مكتب سيكولا للمحاماة في مينيابوليس، أعلن إن كيلي تشوفين شعرت بصدمة كبيرة جراء وفاة جورج فلويد، وهي تعرب عن تعاطفها مع عائلته وأولئك الذين صدموا بفاجعة موته المأساوية.