الغيرة القاتلة.. قصة زوجة الأب وفصل مثير في قضية وفاة أسرة دير مواس بخبز مسموم

شهد مركز دير مواس بمحافظة المنيا واحدة من أبشع الجرائم الأسرية التي شغلت الرأى العام خلال الفترة الماضية، بعدما توفي 6 أطفال ووالدهم في ظروف غامضة، قبل أن تكشف وزارة الداخلية النقاب عن مفاجأة صادمة: الزوجة الثانية للأب هي من دبرت ونفذت الجريمة المروعة بوضع السم في الطعام.

بداية مأساة أطفال دير مواس.. أعراض غريبة ووفاة متتالية

القصة بدأت بهدوء قاتل حين ظهرت على الأطفال الستة أعراض صحية متشابهة وخطيرة، تمثلت في قيء حاد، ارتفاع مفاجئ في الحرارة، تشنجات، واضطراب في الوعي.

هرعت الأسرة بهم إلى المستشفى، في محاولة لإنقاذهم، لكن سرعان ما توفيوا تباعا، وسط ذهول الأطباء وحيرة الجميع، الذين لم يتمكنوا من تفسير هذه الوفيات المفاجئة.

بينما لم تفق العائلة من صدمة فقدان الأطفال، سقط الأب هو الآخر ضحية لنفس الأعراض الغامضة، ولحق بأبنائه إلى مثواهم الأخير، سبع وفيات متتالية خلال أيام قليلة، كانت كفيلة بأن تدق ناقوس الخطر، وتدفع النيابة العامة إلى التحرك الفوري.

الطب الشرعي يكشف مفاجأة في وفاة أطفال دير مواس

أمرت النيابة بتشريح الجثامين وسحب عينات لتحليلها في المعامل المركزية التابعة لوزارة الصحة، كما أجرت معاينات دقيقة لموقع إقامة الأسرة واستجوبت أقارب الضحايا والجيران.

وبعد تحليل العينات، جاءت المفاجأة: المادة السامة التي تسببت في الوفاة هي مبيد حشري قاتل، ما أثبت أن الوفيات لم تكن طبيعية، بل جريمة مكتملة الأركان.

الداخلية تحسم الجدل.. واعتراف صادم من زوجة الأب

وفي بيان رسمي، كشفت وزارة الداخلية ملابسات الواقعة، مؤكدة أن المتهمة هي زوجة الأب الثانية، التي اعترفت خلال التحقيقات بأنها وضعت المادة السامة داخل الخبز المقدم لأبناء زوجها ووالدتهم "الزوجة الأولى"، مدفوعة بدوافع الغيرة والانتقام، بعد أن أعاد الزوج زوجته الأولى لعصمته مؤخرا، واعتقادها بأنه يخطط لهجرها.

الجانية حاولت إنهاء وجود الأسرة بالكامل، فاستهدفت الأطفال الستة ووالدتهم، لكن القدر شاء أن ينجو بعضهم، وتكشف الجريمة في الوقت المناسب.

تم ضبط المتهمة، وعثر بحوزتها على بقايا المبيد السام المستخدم في الجريمة، وتم اتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة، تمهيدا لعرضها على النيابة العامة.

أثارت الواقعة المؤلمة غضبا واسعا، على مواقع التواصل الاجتماعي خاصة بعد تداول تفاصيل الجريمة البشعة، واعتبر كثيرون أن ما حدث يمثل قمة الغدر وانعدام الرحمة والإنسانية تجاه الأطفال الأبرياء، مطالبين بتوقيع أقصى العقوبات بحق المتهمة.

من جانبها، أكدت وزارة الداخلية أنها لن تتهاون مع أي جرائم تهدد أمن المواطنين، وأنها تواصل جهودها لكشف كل من تسول له نفسه ارتكاب مثل هذه الجرائم البشعة.