الفيلم المصري «50 متر» يلقى صدى واسعًا في مهرجان كوبنهاغن السينمائي

حظي الفيلم الوثائقي المصري '50 متر' للمخرجة يمنى خطاب باستقبال حافل خلال عرضه العالمي الأول في مهرجان كوبنهاغن السينمائي الدولي، حيث استحوذ على اهتمام الجمهور بحكايته العميقة التي تستكشف العلاقة بين المخرجة ووالدها.

وخلال العرض الثاني للفيلم، نُظّمت حلقة نقاشية تحت عنوان 'من يملك الحق في سرد ​​القصص؟'، جمعت بين يمنى خطاب والمخرجة مارينا فوروبييفا وخبيرة الأنثروبولوجيا البصرية هاينا لورا نا بلانكهولم، وأدارتها الباحثة جينيفر ماريا ماتوس توندورف.

ركزت الجلسة على مفهوم السرد الشخصي في صناعة الأفلام، حيث طرحت توندورف على يمنى خطاب سؤالًا جوهريًا حول اللحظة التي أدركت فيها أن والدها لم يكن مجرد شخصية في الفيلم، بل محورًا أساسيًا له.

وردّت يمنى موضحةً كيف تغيرت نظرتها أثناء التصوير، مؤكدةً أن علاقتها بوالدها تطورت أمام الكاميرا مع استمرار العمل على الفيلم.

عرض فيلم 50 متر

كما ناقشت الجلسة مدى التخطيط المسبق للحوار بين المخرجة ووالدها. وأوضحت يمنى أنها كانت تخطط لبعض النقاشات، لكنها غالبًا ما فوجئت بتفاعلات والدها غير المتوقعة، مما أضفى على المشاهد عفوية وأبعادًا أكثر عمقًا.

وأشارت إلى أنها لجأت إلى توجيه الأسئلة وابتكار طرق تفاعلية لتعزيز التواصل معه، خاصة في المشاهد التي تطلبت منه الحديث بشكل مباشر.

وأشادت مديرة الجلسة بالديناميكية المميزة التي رصدها الفيلم بين الأب وابنته، مشيرةً إلى أن التفاعل بينهما داخل إطار العمل السينمائي منح القصة طابعًا فريدًا وجذابًا.

في ختام النقاش، عبّرت يمنى خطاب عن أملها في أن يلمس الفيلم المشاهدين عاطفيًا ويعزز لديهم مشاعر التفاهم والتواصل، بينما أكد باقي المشاركين على أهمية تعزيز النقاش حول السرديات الشخصية والجماعية في السينما.

فيلم 50 متر

تدور أحداث الفيلم داخل مسبح بطول خمسين مترًا حيث يتدرب فريق من الرجال فوق سن السبعين على تمارين الأيروبيك المائية. وسط هذا العالم، تخوض يمنى، كمخرجة في تجربتها الأولى، رحلة خاصة لإتمام فيلمها، فتجد نفسها مسلطةً الكاميرا على والدها محاولةً الاقتراب منه، وبين كتابة المشاهد الخيالية والتعليقات الصوتية، تنجح يمنى في كسر حاجز العزلة التي تفصلها عن والدها، مستكشفةً أسئلتها الوجودية ومتقبلةً ضعفها، مما يساعدها على التصالح مع ذاتها والمضي قدمًا في حياتها.