القمر الأزرق النادر يزين السماء

زين القمر الأزرق العملاق سماء العالم، مساء اليوم الخميس، وهي ظاهرة نادرة يكون فيها القمر في أقرب مستوى له من الأرض، وفي مواجهة الشمس مباشرة، وبسبب هذا التحرك يبدو القمر أكبر بنسبة 14 في المائة تقريباً.

وشهدت سماء السعودية القمر البدر خلال هذا الشهر، في معظم أوقات الليل، حيث ارتفع فوق الأفق عند الغسق تقريبا وغُرب عند الفجر اليوم التالي الخميس.

القمر الأزرق

وقال رئيس الجمعية الفلكية بجدة المهندس ماجد آل زاهرة: إن هذا القمر هو البدر الثاني في أغسطس 2023، مما يجعله يسمى بالقمر الأزرق – وهو مصطلح يستخدم لوصف أي القمر البدر الثاني الذي يحدث خلال شهر شمسي واحد.

كما أضاف 'من الممكن أن يحدث بدران في نفس الشهر التقويمي، نظراً لأن دورة أطوار القمر في المتوسط 12.37 مرة كل عام، ونتيجة لذلك فمرة واحدة كل 2.8 سنة، تحتوي السنة الواحدة على 13 قمر بدر بدلاً من 12 قمرًا المعتاد، وفي ذلك العام يجب أن يحتوي أحد الأشهر على اثنين من الأقمار البدر'.

وبعبارة أخرى فإن أطوار القمر تدور مرة واحدة كل 29.53 يوم، وبالتالي إذا حدث اكتمال القمر في اليوم الأول أو الثاني من الشهر، فمن الممكن أن يحدث البدر التالي خلال نفس الشهر.

وأبان أنه خلال هذا الشهر يصل القمر إلى طور البدر في نفس الوقت تقريباً الذي يقترب فيه مداره الإهليلجي أيضًا من الأرض - وهو ما يسمى علمياً قمر الحضيض وفي الآونة الأخيرة أصبح من المألوف وصف هذه البدور بأنها 'القمر العملاق'.

القمر الأزرق العملاق

وأوضح أبو زاهرة، أن مسافة القمر تختلف عن الأرض لأن مداره ليس دائريا تماما، فهو بيضاوي الشكل قليلاً، فعندما يعبر القمر هذا المسار الإهليلجي حول الأرض كل شهر، فإن المسافة التي يقطعها تختلف بنسبة 14%، بين 356,500 كيلومتر عند الحضيض (أقرب اقتراب من الأرض) و406,700 كيلومتر عند الأوج (الأبعد عن الأرض).

حيث يختلف حجمه الزاوي (الظاهري) أيضًا بنفس العامل، بين 29.4 دقيقة قوسية و33.5 دقيقة قريبة. فعندما يتزامن البدر مع الحضيض فإنه يبدو أكثر سطوعاً قليلاً مما كان عليه في الأوقات الأخرى ولكن الفرق صغير جدًا بحيث لا يمكن ملاحظته بالعين المجردة.

وذكر أنه خلال عام 2023، سيوجد بدران بالقرب بدرجة كافية من الحضيض ليتم تصنيفهما على أنهما 'أقمار عملاقة' وهي في 1 أغسطس و31 أغسطس.

فعلى الرغم من أن الحجم الزاوي للقمر لا يتغير إلا بمقدار ضئيل جدًا إلا عند ظهور القمر فوق الأفق، يبدو أكبر بكثير مما هو عليه بالفعل، وهو ليس أكثر من وهم بصري ستكشف أي صورة أن القمر بنفس الحجم تمام، بغض النظر عما إذا كان يظهر في الأفق أو فوقه مباشرةً، والسبب وراء إدراكنا لهذا الوهم البصري محل نقاش علمي، ومع ذلك قد يفسر ذلك سبب اقتناع بعض الناس بأن القمر يبدو أكبر في بعض الليالي من غيرها، على الرغم من أن التغييرات الفعلية في حجمه الحقيقي تكون صغيرة جدًا.

وذلك خلال الليالي التي تلي 30 أغسطس سيشرق القمر بعد حوالي ساعة كل يوم وفي غضون أيام قليلة سيكون مرئيًا فقط في سماء ما قبل الفجر وفي الصباح الباكر. بحلول الوقت الذي يصل فيه إلى التربيع الأخير بعد أسبوع من اكتماله بدراً سيشرق عند منتصف الليل ويغرب عند الظهر تقريبًا.

يذكر أن مصطلح القمر الأزرق ظهر لأول مرة في عدد مارس 1946 من مجلة سكاي أند تلسكوب.

آخر ظهور للقمر الأزرق

وحسب «وكالة الفضاء الأميركية (ناسا)»، كان آخِر ظهور للقمر الأزرق العملاق، في ديسمبر  2009، ولن يظهر مجدداً قبل مارس 2037.