المستشار هشام بركات رمز الصمود أمام الإرهاب.. 7 أعوام على رحيل الشهيد الصائم
في 29 يونيو من عام 2015، الموافق 12 رمضان 1436، أي قبل 7 سنوات، ارتقى المستشار هشام بركات، النائب العام الأسبق، على بُعد خطوات من منزله في منطقة النزهة، شهيدًا صائماً، في مشهد يدمي القلوب؛ لإفساد فرحة المصريين بثورتهم العظيمة التي أزاحت طيور الظلام من الحكم في 30 يونيو.
كعادته كل صباح، ودع زوجته قبل أن يرتدي المستشار هشام بركات بذلته الأنيقة، ولم يكن يعلم أنه الوداع الأخير. بصحبة موكبه المكون من أكثر من 5 سيارات إلى محل عمله في وسط القاهرة، بدار القضاء العالي، سار نحو سيارته المصفحة بخطى ثابته، وانطلق، وما إن ابتعد عن بيته بمسافة تقرب من 300 متر، حتى تحولت الألوان إلى سواد واكتست الأرض بالدماء، بسبب شدة الانفجار الذي حطم 3 سيارات من موكبه، و7 سيارات خاصة.
لم تفلح السيارة المصفحة في صد الموجة الانفجارية الشديدة، التي قتلت المستشار هشام بركات، الذي لم يعلم أن خروجه إلى عمله، صباحا، سيكون الأخير في حياته، وأنه سيستشهد في النصف الأول من شهر رمضان.
وتحل اليوم الأربعاء الذكرى السابعة لاستشهاد المستشار هشام بركات النائب العام السابق، الذي اغتالته أيادي الإرهاب، تاركا خلفه تاريخا مشرفا، ولن ينسى أحد أنه رمز من رموز الصمود في وجه جماعة الإخوان الإرهابية التي سعت لإحراق الوطن من أجل اعتلاء السلطة.
وجاء استشهاد النائب العام بعد ما يقرب من عامين على تعيينه في منصبه، حيث تولى منصبه في 10 يوليو 2013، عقب أيام من نجاح ثورة المصريين، وبعد تحقيقات استمرت أكثر من عامين، قضت المحكمة بحكمها العادل بالقصاص، الذي تم تنفيذه في 20 فبراير 2019 بالإعدام شنقاً بحق 9 مدانين.
الحكم على المتهمين
واقتص القضاء المصري، لدماء الشهيد المستشار هشام بركات، في نوفمبر عام 2018، بتنفيذ سجن الاستئناف حكم الإعدام في حق 9 متهمين صادر بحقهم حكم نهائي بعد إقرار محكمة النقض حكم إعدامهم.
حيثيات الحكم
وجاء في الحيثيات، أن المتهمين اشتركوا مع آخرين مجهولين في قتل المستشار هشام محمد زكي بركات النائب العام السابق، عمدًا مع سبق الإصرار والترصد، بأن بيتوا النية وعقدوا العزم المصمم على قتله فاستباحوا دَمَهُ بدعوى الانتقام منه لأمره بفض تجمهريْ جماعتهم بميداني رابعة العدوية والنهضة، وتنفيذًا لمخطط وضعه المتهمون من الرابع حتى السادس حددوا فيه دور كل منهم.وأضافت الحيثيات أن المتهمين أعدوا لهذا الغرض عبوةً مفرقعةً، جهزها المتهم الخامس عشر، حوت ما يزيد على الخمسين كيلو جراماتٍ من مادة نترات الأمونيوم المختلطةِ بمادة بيروكسيد الأسيتون متصلتيْن بمادة أزيد الرصاص المُفرقِعَات ودائرة تفجير كهربائية بجهاز تحكمٍ عن بُعد.
وأشارت الحيثيات إلى أن المتهم الحادي عشر وضعها بسيارةٍ أحضرها الأخير وقادها حتى سلمها لآخرٍ تركها بالمكان الذي أيقنوا سلفـًا مرور ركب المجني عليه منه، ثم انتظر المتهمان الحادي عشر والخامس عشر على مقربةٍ من السيارة لتفجيرها حال مرور الركبِ، ولتغيير خط سيره كلفهما المتهم الخامس بإرجاء تنفيذها يومـًا.
وأكدت أنه في الموعد المحدد استقلا وثالثٌ سيارةً قادها المتهم الثامن والأربعون حتى وصلوا لمحيط السيارة المجهزة بالمفرقعات، فترجلوا منها عدا قائدها وتوجه ثالثهم صوب مسكن المجني عليه لترقبه وإبلاغهم بخط سير ركبه ووقت تحركه، بينما توجه المتهم الخامس عشر للسيارة المفخخة وأوصل دائرة تفجير عبوتها، ثم كمن والمتهم الحادي عشر ببقعةٍ مواجهةٍ للسيارة وانتظرا حتى علما بتحرك الركب صوبهما.
وأكدت الحيثيات أنه بمجرد أن استقل المجني عليه السيارة المفخخة فجرها المتهم الخامس عشر بجهاز تحكمٍ عن بعد، وصور المتهم الحادي عشر الانفجار حال حدوثه، ولاذوا بالفرار مستقلين سيارة المتهم الثامن والأربعين، بعدما أحدثوا الانفجار قاصدين إزهاق روح المجني عليه فأحدثوا به الإصابات الموصوفة بتقرير الطـب الشرعي والتي أودت بحياته، وقد ارتكبت الجريمة تنفيذًا لغرض إرهابي على النحو المبين بالتحقيقات.
الرئيس السيسي يكرم أسرة المستشار الراحل هشام بركات