النيابة العامة عن واقعة فتاة العياط: «الوقاية من الخطر خير من علاج نتائجه بعد وقوعه»

 

أمر النائب العام بألا وجه لإقامة الدعوي الجنائية قبل أميرة أحمد عبدالله، «فتاة العياط»  لوجودها في حالة دفاع شرعي عن عرضها.

وذكر بيان للنائب العام أن تحقيقات النيابة العامة كشفت عن تفصيلات الواقعة التي جرت يوم الثاني عشر من يوليو عام ۲۰۱۹، عندما انتهى لقاء المجني عليها بصديق لها وآخر بحديقة الحيوان واستقلوا حافلة إلى منطقة المنيب، حيث غادرها مرافقاها ليستقلا حافلة أخرى يعرفان سائقها الأمير فهد زهران عبد الستار؛ ذلك السائق الذي استغل لحظات ترجل صديقها من الحافلة بموضع بالطريق تارگا هاتفه المحمول؛ ليجيب على اتصال من المجني عليها – واقفا منه على رقم هاتفها – أخبرها خلاله بعثوره على الهاتف وبتواجده بمركز العياط وأن بإمكانها استلامه منه هناك، فعاودت الاتصال بصديقها مرات دون رد منه ولذلك استقلت حافلة إلى مركز العياط لاستلامه، و في طريقها هاتفها السائق من هاتف نجل عمه ووصف لسائق حافلتها الطريق إلى محطة وقود بالعياط للقائها فيها.

وتابع البيان «وما أن وصلت إليها والتقته حتى زعم بأن صاحب الهاتف قد تسلمه قبيل وصولها مباشرة، فصدقت زعمه وطلبت منه إيصالها إلى أقرب مكان تستقل منه حافلة إلى مسكنها بالفيوم لنفاد مالها، فوجد في طلبها فرصة سانحة للوصول لمبتغاه؛ فعرض عليها أن يقلها إلى مسكنها بالفيوم؛ فما فطنت لسوء نواياه واستقلت الحافلة معه حتى توقف بها بمنطقة نائية وراودها عن نفسها؛ فلما رفضت ضرب وجهها وأشهر سکینا وهددها به؛ فأوهمته بالقبول وطلبت منه إبعاد السكين لثمگه من نفسها، فتر که وترجل متوجها إليها، وقبل وصوله استلت السكين وعاجلته بطعنة برقبته؛ فخلع قميصه ليحبس به نزف دمائه واستكمل محاولاته للنيل منها؛ فانهالت على جسده بطعنات أصابت صدره ومواضع أخرى بجسده، حتى أيقنت خلاصها منه، وانطلقت تبحث عن الطريق حتى أبصرت مزارعين أعاناها على الوصول إلى عامل مسجد مكنها من الاتصال بوالدها؛ لتبلغ الشرطة».

وكانت النيابة العامة قد عاينت مكان الواقعة وتبين أنها بمنطقة صحراوية نائية بجبل طهما؛ وسألت المزارعين وعامل المسجد ومن تواجدوا بمحطة الوقود وقت لقاء المجني عليها بالمتوفى ومن بينهم نجل عم الأخير وسائق الحافلة التي أقلتها إلى تلك المحطة، إذ أدلوا بتفصيلات عن الواقعة لم تخالف ما كشفت عنه مشاهدة النيابة العامة لتسجيلات آلات المراقبة الخاصة بالمحطة من استقلال المجني عليها سيارة المتوفي رفقته.

كما أمرت بإجراء الصفة التشريحية لجثمان المتوفي والتي أثبتت أن وفاته حدثت من الإصابات الطعنية بالعنق والصدر، وأن الواقعة تحدث وفق التصوير الذي كشفت عنه التحقيقات، وطلبت النيابة العامة تحريات المباحث والتي أجراها رئيس مباحث مركز العياط وتأكد من خلالها من صحة رواية المجني عليها بشأن قتلها من توفي دفاعا عن نفسها، واستعلمت النيابة العامة عن السجلات الخاصة بالخطوط الهاتفية التي جرت عبرها المحادثات المتعلقة بالواقعة والتي جاءت متفقة وما أدلى به شهودها وقررته المجني عليها. واستجوبت النيابة العامة صديق المجني عليها ومن رافقه، فقرر صديقها بترجله من الحافلة قيادة من توفي وترکه هاتفه المحمول بها، وحال عودته إليها أبصره يتحدث عبر هاتفه مع المجني عليها غير أنه لم يكترث لذلك، وأن انشغاله بمرض والدته منعه من الرد على اتصالاتها التالية.

وأهاب النائب العام بفتاة العياط الالتزام السلوك القويم، وعدم إيراد نفسها موارد المخاطر والشبهات، كما أهاب بكل أب وأم أو ولي أمر أن پراعوا أبناءهم، وأن يضعوا أمنهم وحمايتهم نصب أعينهم، وأن يعظموا في أنفس فتياتهم وفتيانهم البعد عن مواطن المخاطر، بأن يفطنوا لخداع شرار الناس، وبأن يجعلوا الكياسة لتصرفاتهم أساس؛ فإن الوقاية من الخطر خير من علاج نتائجه بعد وقوعه.

وقالت أميرة أحمد المعروفة إعلاميًا بفتاة العياط أن الشاب الذي قتلته الشاب سرق هاتفها من حديقة الحيوان، وعندما اتصلت على هاتفها رد شاب أخبرها أن اسمه مهند وطلب منها الحضور إلى مدينة برمشت لكي تأخذ تليفونها.

وأضافت خلال مداخلة مع الإعلامي أحمد موسى في برنامج «على مسئوليتي» المذاع على قناة «صدى البلد» أنها اخبرت مهند أنها لا تعرفت مدينة برمشت ولكنها طلب منها أن تسأل في موقف السيارات.

وتابعت أنها توجهت مع إحدى السيارات، وهنا اتصل بها مهند وطلب التحدث إلى السائق وأخبر مهند السائق أن يوصلها إلى موقف برمشت.

وأضافت أنه أثناء سير السيارة توقفت في محطة وقود، سمع السائق صوت شخصًا ينادي على مهند فقال له السائق “أنت مهند اللي ليك معايا بنت” فأخبره الشاب أنه ينتظرها.

واستكملت كلامها أن السائق طلب منها النزول لأن هذا الشاب هو من وجد الهاتف وطلب منها الشاب أن تركب معه السيارة ثم أخبرها أن الهاتف أخذه صاحبه وبدأ يتحدث لها بكلام خارج ويطلب منها أفعال خارجة، ثم قال لها إنه سيدلها على الشباب الذين أخذوا هاتفها وبعد فترة قأخبرها بأن الشابين غير موجودين وبعد ذلك سيوصلها إلى سيارات الفيوم.

بعد ذلك أدركت خطورة الموقف بعدما تكرر كلامه الخارج وحركاته الغريبة ثم حاولت القفز من السيارة وشرعت في الصراغ ثم هددها بسكين ، وأمسكها من رقبتها، وعندما أبدت موافقتها حتى تثنيه عن فعلته وخبأ السكين أسفل كرسي السيارة، ثم نزل ليفتح له الباب من الناحية الأخرى.

واستطرت أميرة في سرد قصتها قائلة ، تمكنت من الحصول على السكينة من السيارة وطعنته بها عندما كان يحاول سحبها من ملابسها، وعنددما سال دمه هجم عليها مرة أخرى فكررت الطعنات عدة مرات.

وهمت بالفرار لمدة ربع ساعة في الجبل ثم أغمى عليها حتى استيقظت و تفاجئت بأنها في منطقة جبلية وتوجد “سكينة” وتهديدات، ولكنها اختارت المقاومة والموت لها على حساب الحياة وسوء السمعة.

وأكدت أميرة أن هناك شخصان حملوها على “موتوسيكل” من المنطقة الجبلية التي كانت توجد فيها، وحدثت فيها جريمة قتل الشاب الذي حاول الاعتداء عليها، وانتقلوا بها إلى مسجد لغسل وجهها، وخرج رجل من المسجد يدعى حكيم وسألها عن رقم هاتف والدها واتصل به،وجاء على الفور برفقة والدتها.

وأضافت أن والديها سألوها عما حصل ولكنها لم تستطع إخبارهم لكونها كانت متعبة. وأوضحت أن والدها عندما علم بوجود قصة قتل قام بتيلغ قسم شرطة العياط، وانتقلت معهم قوة أمنية إلى الجبل حيث توجد جثة القتيل.

وأشارت إلى أنه تم التحقيق معها وحصلت على حبس 4 أيام ثم التجديد 15 يوما في 15 يومًا أخري