برلماني: اعتماد إعلان نيويورك تتويج للإرادة الدولية ويعيد إحياء مسار حل الدولتين

أكد الدكتور جمال أبو الفتوح، عضو مجلس الشيوخ، أن اعتماد الجمعية العامة للأمم المتحدة الجمعة لإعلان نيويورك بأغلبية 142 دولة مقابل 10 أصوات معارضة فقط من بينها إسرائيل والولايات المتحدة، يعكس الإرادة الدولية الواضحة لإنهاء واحدة من أطول النزاعات وأكثرها تعقيدًا في التاريخ المعاصر، ويؤكد أن المجتمع الدولي بات أكثر إصرارًا على التوصل إلى حل عادل وشامل للقضية الفلسطينية، مضيفاً بأن إعلان نيويورك لم يأت من فراغ، بل كان ثمرة مؤتمر دولي انعقد في يوليو الماضي بمقر الأمم المتحدة، وناقش بشكل معمق تداعيات الصراع على المنطقة بأسرها، وما سببه من تدمير ممنهج للبنية التحتية، ونزيف اقتصادي وبشري، وتحويل الشرق الأوسط إلى ساحة مفتوحة للصراع وعدم الاستقرار.

وأضاف أن مخرجات المؤتمر عكست قناعة الدول المشاركة بضرورة التحرك العاجل لتفادي استمرار دوامة العنف التي استنزفت شعوب المنطقة لعقود، لافتاً إلى أن ما يميز هذا الإعلان الأممي أنه ينص على خطوات ملموسة، محددة زمنياً، ولا رجعة فيها نحو تحقيق حل الدولتين، وهو ما يضع المجتمع الدولي أمام التزام سياسي وأخلاقي بتنفيذ هذه الخطوات على أرض الواقع، وليس الاكتفاء بقرارات شكلية، مشيرًا إلى أن التأكيد الواضح في الإعلان على أن السلطة الفلسطينية هي الجهة الشرعية الوحيدة المخوّلة بإدارة الحكم والأمن وإنفاذ القانون في الأراضي الفلسطينية كافة بما في ذلك الضفة الغربية وقطاع غزة، مما يعزز من فرص استعادة الوحدة الفلسطينية ويقطع الطريق على محاولات تكريس الانقسام.

وأشار عضو مجلس الشيوخ، إلى أن المواقف الداعمة التي عبرت عنها عدة دول، وفي مقدمتها التجديد الفرنسي لالتزامها بالاعتراف بالدولة الفلسطينية، يعكس حالة من التغيير في المواقف الدولية لصالح القضية الفلسطينية، ويشكل ضغطًا حقيقيًا على الاحتلال الإسرائيلي للتخلي عن سياساته العدوانية والتوسع الاستيطاني، منوهاً بأن اعتماد هذا القرار الأممي يمثل دعمًا قويًا لمسار إنهاء الحرب في غزة، وإعادة إعمار ما دمره العدوان.

وأوضح أن إعلان نيويورك يفتح الباب أمام بناء مستقبل أفضل قائم على السلام والحرية والعدالة، كما أنه يعكس إدراكًا دوليًا متناميًا بأن استمرار هذا الصراع لا يهدد الفلسطينيين وحدهم، بل يهدد الأمن والاستقرار الإقليمي والدولي بأسره، مشدداً بأن مصر كانت ولا تزال في قلب الجهود الرامية إلى تحقيق تسوية عادلة وشاملة، من خلال دعمها الثابت لحل الدولتين، ورعايتها المتواصلة لجهود المصالحة الفلسطينية، ومساعيها الحثيثة لتثبيت وقف إطلاق النار وفتح مسارات إنسانية عاجلة لأهالي قطاع غزة.