بصمة في تحقيق النصر.. مصر تودع أحمد إدريس صاحب الشفرة النوبية في حرب أكتوبر

يوم حزين عاشه المصريون، فقدت فيه أم الدنيا اثنين من أبطالها المشاركين في حرب أكتوبر والذين تنحدر أصولهما من النوبة في جنوب مصر، حيث فوجع المواطنين صباح اليوم بخبر وفاة المشير محمد حسين طنطاوي وزير الدفاع الأسبق، أعقبه إعلان أسرة الصول أحمد إدريس، صاحب الشفرة النوبية في حرب أكتوبر 1973، وفاته عن عمر ناهز 84 عامًا، بمحل إقامة أسرته بمنطقة الكينج مريوط غرب الإسكندرية.

الصول أحمد محمد أحمد إدريس، ربما لا يعرفه الكثيرون ولكنه كان صاحب بصمة واضحة في تحقيق نصر أكتوبر المجيد، كرمه بسببها الرئيس السيسي خلال الاحتفال بذكرى حرب أكتوبر خلال الفترة الماضية، فقد قدم الراحل أثناء خدمته في الجيش عام 1971، اقتراحا باستخدام اللغة النوبية كشفرة في حرب أكتوبر، لأنه لا يعرفها سوى النوبيين والتي تم اعتبارها من الأسرار العسكرية حينها.

تنحدر أصول إدريس إلى أقصى جنوب مصر وتحديدًا من النوبة، حيث تشرفت قرية توماس وعافية في أربعينيات القرن الماضي بولادة صاحب الشفرة النوبية في حرب أكتوبر.

التحق إدريس بالتعليم الأزهري وحصل على الشهادة الابتدائية عام 1952، عاش مع أخيه الأكبر، الذي كان مقيماً في منطقة 'حدائق القبة' بالقاهرة، وتطوع الصول إدريس عريف وتطوع في الجيش عام 1954 كجندي في قوات حرس الحدود، وحضر حرب العدوان الثلاثى، وظل فى صحراء سيناء منذ عام 57 حتى حرب اليمن وبعدها دخل حرب أكتوبر 1967.

وفاة المشير طنطاوي

كان الرئيس عبد الفتاح السيسي، قد نعى المشير محمد حسين طنطاوي، وزير الدفاع الأسبق، الذي توفي فجر اليوم الثلاثاء، عن عمر يناهز 85 عامًا.

وكتب الرئيس السيسي، عبر صفحته الرسمية على  موقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك»: «فقدتُ اليوم أبًا ومعلمًا وإنسانًا غيورًا على وطنه، كثيرًا ما تعلمت منه القدوة والتفاني في خدمة الوطن».

وأضاف أن المشير محمد حسين طنطاوي تصدى لأخطر ما واجهته مصر من صعاب في تاريخها المعاصر. عرفت المشير طنطاوي محبًا ومخلصًا لمصر وشعبها، وإذ أتقدم لشعب مصر العظيم بخالص العزاء، فإنني أدعو الله أن يلهم أسرة المشير طنطاوي الصبر والسلوان».

واختتم «بسم الله الرحمن الرحيم.. 'مِّنَ ٱلْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُواْ مَا عَٰهَدُواْ ٱللَّهَ عَلَيْهِ فمِنْهُم مَّن قَضَىٰ نَحْبَهُ وَمِنْهُم مَّن يَنتَظِرُ ومَا بَدَّلُواْ تبديلًا'.. صدق الله العظيم».

ونعى الرئيس عبد الفتاح السيسي، المشير محمد حسين طنطاوي القائد العام للقوات المسلحة ووزير الدفاع والإنتاج الحربي الأسبق

وصرح السفير بسام راضي، المتحدث باسم رئاسة الجمهورية، «فقدت مصر رجل من اخلص ابناءها وأحد رموزها العسكرية الذي وهب حياته لخدمة وطنه لأكثر من نصف قرن .. المغفور له المشير محمد حسين طنطاوي القائد العام للقوات المسلحة و وزير الدفاع والإنتاج الحربي الأسبق».

وتابع « المشير محمد حسين طنطاوي بطل من ابطال حرب اكتوبر المجيدة ساهم خلالها في صناعة اعظم الامجاد والبطولات التي سُجلت بحروف من نور في التاريخ المصري وقائد ورجل دولة تولى مسؤولية إدارة دفة البلاد في فترة غاية في الصعوبة تصدي خلالها بحكمة واقتدار للمخاطر المحدقة التي احاطت بمصر».

وأضاف «الرئيس عبد الفتاح السيسى، إذ ينعي للأمة رجلاً كانت له صفات الابطال، فأنه يعرب باسمه وباسم شعب مصر وحكومتها عن خالص عزائه ومواساته لأسرة الراحل المشير محمد حسين طنطاوى، ويدعو المولى عز وجل أن يتغمده برحمته ويسكنه فسيح جناته جزاء صالح اعماله للوطن.

البطل أحمد إدريس يكشف طلب السادات منه

وقال الراحل أحمد إدريس إن الرئيس السادات استدعاني للاطلاع على فكرتي حول استخدام اللهجة النوبية في حرب أكتوبر، مضيفا السادات أوصاني بعدم الإفصاح عن هذا السر حتى لأقرب الأقربين ومن بينهم زوجتي.

وأضاف أحمد إدريس خلال لقاء سابق مع الإعلامي مصطفى بكري ببرنامج حقائق وأسرار المذاع على قناة صدى البلد، أن زوجته كانت تحب سماع حكاياته عن أيام العسكرية، ولهذا السبب شدد السادات على ضرورة التكتم وعدم الإفصاح، لافتا إلى أن الرئيس السادات ضحك ضحكة هستيرية عندما سأله لماذا الارسال نوبي والاستقبال نوبي؟ وبعدها أشعل «البايب» وقال: «هنمشي كلامك».

وتابع الراحل أحمد إدريس، حينما أنهيت حديثي مع الرئيس السادات حول استخدام اللهجة النوبية في حرب أكتوبر، عدت مرة أخرى إلى وحدتي وعندما سألني النقيب لماذا يريدك الرئيس؟ قلت لما لم تخبروني أولا بأن الرئيس السادات هو من كان يطلبني، كي تهدأ أعصابي، قالوا لم يكن متاحا لدينا اخبارك، فرددت عليهم أن الرئيس السادات كان يسألني، عندما تم تهجير أهلي من النوبة سنة 1964 ماذا فعلت الحكومة معهم؟

وأردف عندما عدت إلى قائد اللواء الذي كنت أنتمي إليه عاتبته قائلا: «بقي أقول لكم عن سر تلبسوني الكلابشات» فرد ضاحكا: كان ضروريا أن تذهب إلى قصر الرئاسة بالكلابشات وعندما يسأل أحد عن أمرك يقولون يبدو أنه ارتكب جريمة فظيعة وجاء لأخذ العقاب، حفاظا على السرية».

واستطرد أنه كان يذهب إلى سيناء دون أن يخبر أسرته، وأصبح موضوع اللهجة النوبية سرا لا يعلمه أحد، لمدة 40 عاما، مضيفا أنه تلقى تدريبات مكثفة على التعامل مع الأسلحة خلال سنوات التحاقه بالقوات المسلحة.

مصطفى بكرى: سيأتي وقت يدرك الجميع كيف تحمل المشير طنطاوي عبء كبير .. فيديو

مفتي الجمهورية ينعى المشير طنطاوي