بعد إعلان «القسام» تسليم رفاته.. من هو الضابط الإسرائيلي هدار جولدن؟

أعادت كتائب القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، إلى الواجهة أحد أكثر الملفات تعقيدًا منذ حرب عام 2014، بعد إعلانها استخراج جثمان الضابط الإسرائيلي هدار جولدن من أحد الأنفاق في مدينة رفح جنوب قطاع غزة، وتسليمه عبر اللجنة الدولية للصليب الأحمر.

من هو الضابط الإسرائيلي هدار جولدن؟

وفي المقابل، أكد مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، تسلم جثمان أسير إسرائيلي من الصليب الأحمر، موضحًا أن الجثمان يعود إلى الضابط هدار جولدن، الذي قُتل خلال العملية العسكرية الإسرائيلية على غزة قبل أكثر من عقد.

من هو الضابط هدار جولدن؟

يُعد هدار جولدن أحد ضباط «لواء جفعاتي» في جيش الاحتلال الإسرائيلي، وكان يشغل منصب نائب قائد سرية خلال الحرب التي اندلعت في صيف عام 2014.

وفي الأول من أغسطس من العام نفسه، اختفى جولدن أثناء اشتباك مسلح وقع شرق مدينة رفح، بعد أن نفذت وحدة من كتائب القسام كمينًا محكمًا عبر نفق أرضي استهدفت خلاله دورية إسرائيلية متوغلة داخل القطاع.

وأعلن الجيش الإسرائيلي في ذلك الوقت مقتل عدد من جنوده وفقدان الاتصال بجولدن، الذي كان يبلغ من العمر 23 عامًا، فيما اكتفت حماس بالإشارة إلى فقدان الاتصال بمجموعة المقاتلين المنفذين للعملية دون تقديم أي تفاصيل إضافية.

لغز «الجمعة السوداء» وبدء التحقيقات

أثار اختفاء جولدن حالة من الارتباك داخل المؤسسة العسكرية الإسرائيلية، ما دفعها إلى إصدار أوامر عاجلة بتعقب أثره، وتفعيل ما يُعرف بـ«نظام حنيبعل» الذي سمح للجيش باستخدام القوة المفرطة لمنع أسر أي جندي، حتى لو أدى ذلك إلى قتله.

وخلال تلك العملية، شن الاحتلال واحدة من أعنف الهجمات على رفح، تزامنًا مع سريان هدنة إنسانية لمدة 72 ساعة، ما أدى إلى مقتل نحو 100 مدني فلسطيني.

وبعد عام، شكّل جيش الاحتلال لجنة تحقيق خاصة بقيادة العقيد «موشيه» من شعبة الاستخبارات العسكرية «أمان»، للتحقيق في ما سُمي لاحقًا بـ«يوم الجمعة السوداء»، الذي راح ضحيته أكثر من 140 فلسطينيًا وأصيب فيه المئات.

حماس ترفض الكشف عن مصير الأسرى

وعلى مدار السنوات التالية، تمسكت حركة حماس بموقفها الرافض للكشف عن أي معلومات تخص الضابط جولدن أو الجندي الإسرائيلي الآخر آرون شاؤول، الذي أُسر خلال المعارك شرق غزة في الحرب ذاتها.

وطالبت الحركة مرارًا بالإفراج عن 51 أسيرًا من الضفة الغربية والقدس، ممن أعيد اعتقالهم بعد صفقة تبادل الجندي جلعاد شاليط عام 2011، مقابل تقديم أي معلومات عن الأسرى الإسرائيليين المفقودين.

مشاهد جديدة توثق انتشال الرفات

في الأيام الأخيرة، ظهرت مشاهد مصوّرة أظهرت عناصر من كتائب القسام أثناء تسليم جثمان الضابط هدار جولدن إلى فريق من اللجنة الدولية للصليب الأحمر بعد استخراجه من أحد أنفاقها في مدينة رفح.

كما أظهرت اللقطات انتشال جثامين ستة شهداء فلسطينيين من نفس الموقع، في عملية أعادت إلى الأذهان ملف الأسرى والمفقودين بين الجانبين بعد مرور أكثر من 11 عامًا على تلك الحرب.

ملف الأسرى يعود للواجهة من جديد

إعادة تسليم رفات جولدن أعادت إحياء الجدل حول ملفات التبادل بين حماس وإسرائيل، في ظل استمرار المطالب الدولية بتحقيق تقدم في هذا الملف الإنساني الشائك، وسط مؤشرات على إمكانية إحياء المفاوضات غير المباشرة بين الطرفين في المرحلة المقبلة.