بعد بطولة عامل المزلقان.. ناظر محطة طما ينقذ طفلًا من الموت تحت عجلات القطار بسوهاج

وسط ضجيج القطارات وصخب المسافرين بمحطة سكة حديد طما في محافظة سوهاج، تحولت لحظة عابرة إلى مشهد إنساني بطولي سيبقى محفورا في أذهان الحاضرين، بعدما امتدت يد الرحمة والشجاعة لتنقذ روحًا صغيرة كانت على بعد لحظة من الموت.

 

 

الصباح كان عاديا، قطار رقم 706 بدأ في مغادرة رصيف المحطة، فيما كان طفل صغير يبلغ من العمر نحو 11 عامًا يركض خلف القطار محاولًا اللحاق به، ربما بحثًا عن فرصة، أو بدافع مغامرة طفولية لا يدرك خطرها لكنه لم يدرك أن تلك اللحظة العابثة كادت أن تكون الأخيرة في حياته.

 

 

انزلقت قدم الصغير بين الرصيف والقطار، وظل متشبثًا بأحد أبواب العربات، وجسده يتأرجح بين الحياة والموت في ثوان معدودة، وعشرات الأعين تتابع المشهد في ذهول دون قدرة على التدخل.

لكن 'أحمد السيد'، ناظر محطة طما، لم يقف مكتوف الأيدي تحرك بقلب الأب قبل أن يتحرك كموظف في السكك الحديدية، وركض بكل ما يملك من سرعة نحو الطفل، وتمكن في اللحظة الفارقة من سحبه بعيدًا عن عجلات القطار المنطلق، لينتزع جسدًا صغيرًا من براثن الهلاك.

 

شهِدوا الركاب اللحظة وكأنها مشهد من فيلم، لكن الفرق أن البطل هنا كان حقيقيًا، وأن الطفل خرج من تحت عجلات القطار ليحمل قصة جديدة لا تنسى.

لم تتأخر ردود الأفعال، إذ عبر الأهالي والمارة عن امتنانهم العميق وإعجابهم الكبير بتصرف ناظر المحطة، الذي جسد في لحظة واحدة كل معاني الشجاعة والمروءة والإنسانية، مؤكدين أن المرافق الحيوية تحتاج إلى رجال بهذا القلب وبهذا الحس النبيل.