بعد تأييد الإعدام لـ زوجها وشريكه.. قضية المذيعة شيماء جمال من البداية للنهاية
قضت محكمة النقض، اليوم الإثنين الموافق 8 يوليو 2024، برفض الطعن المقدم من المتهمين على حكم إعدامهما بقضية مقتل الإعلامية شيماء جمال وتأييد حكم الإعدام.
وأثار خبر اختفاء المذيعة شيماء جمال الجدل عبر مواقع التواصل الاجتماعي والسوشيال ميديا، حيث فجرت تحريات الأجهزة الأمنية بالجيزة مفاجأة بأن المذيعة قتلها زوجها المستشار بمجلس الدولة، بسبب خلاف بينهما وتهديدها له بإخبار زوجته الأولى بزواجها منه، خاصة أنه تزوجها عرفيا منذ سنوات قليلة.اختفاء المذيعة
بداية الواقعة كانت ببلاغ تقدم به المستشار “أ.ح” إلى قسم شرطة الشيخ زايد باختفاء زوجته المذيعة شيماء جمال، حيث كان برفقتها لشراء بعض احتياجاتها، وطلبت منه الانتظار لتذهب إلى الكوافير لتصفيف شعرها والعودة له، إلا أنه مر وقت طويل دون عودتها وإغلاق هاتفها المحمول أثار قلقه، ما دفعه لتقديم بلاغ بتغيبها واختفائها.اعتراف يكشف التفاصيل
التحريات التي أجرتها الأجهزة الأمنية بإشراف اللواء علاء فاروق، مساعد وزير الداخلية مدير أمن الجيزة، واللواء مدحت فارس، مدير الإدارة العامة للمباحث، فحصت خط سير المذيعة وعلاقتها بزوجها، لتكشف التحريات عدم صدق رواية الزوج، ومع استمرار عملية البحث حضر أحد الأشخاص إلى قسم الشرطة ليبلغ عن علمه تفاصيل حول واقعة اختفاء المذيعة، ويفجر مفاجأة أمام جهات التحقيق أن زوجها قتلها وأنه يعلم مكان جثتها، حيث كان شريكا في الجريمة.جثة داخل مزرعة
قوة أمنية انتقلت رفقة شريك الزوج المتهم إلى مزرعة بمدينة البدرشين، وأرشد عن مكان دفنه للجثة في حديقة المزرعة، وتم استخراجها بحضور الطبيب الشرعي، ليتبين وجود تشوه بملامحها وتهشم بعظام الجمجمة.وأشارت التحريات إلى أن المجني عليها زوجة ثانية للمتهم، وأنها كانت ترغب في إعلان زواجهما العرفي، إلا أنه كان يرفض، فهددته بإخبار زوجته الأولى وأسرته، ما أثار غضبه ونشبت بينهما مشادة كلامية.
خطة للخلاص من الضحية
فكر المستشار المتهم في وسيلة للتخلص من تهديدات زوجته، فاستأجر مزرعة بمنطقة البدرشين وأوهمها أنه اشتراها لها لإرضائها بعد المشاجرة الأخيرة بينهما، وأثناء تواجدهما بداخلها تجددت خلافاتهما مرة أخرى، فأخرج سلاحه 'طبنجة' وسدد لها ضربة على الرأس بمقبض السلاح، ثم سكب على وجهها ماء نار، واستعان بآخر لدفنها في حديقة المزرعة، ولجأ لحيلة البلاغ باختفائها لإبعاد الشبهة عنه.كاميرات المراقبة تكشف التفاصيل
كاميرات المراقبة رصدت دخول المجني عليها برفقة زوجها للمزرعة وخروجه بمفرده، ما أثبت ارتكابه الجريمة، وعقب استخراج الجثة من المزرعة نقلتها سيارة إسعاف إلى مشرحة زينهم تنفيذا لقرار النيابة العامة بتشريحها لتحديد أسباب الوفاة وتوقيتها.النيابة العامة تباشر التحقيق
كانت النيابة العامة تلقت بلاغًا من عضوٍ بإحدى الجهات القضائية بتغيب زوجته المجني عليها شيماء جمال، التي تعمل إعلامية بإحدى القنوات الفضائية، بعد اختفائها من أمام مجمع تجاريٍّ بمنطقة أكتوبر دون اتهامه أحدًا بالتسبب في ذلك، فباشرت النيابة العامة التحقيقات، إذ استمعت لشهادة بعضٍ من ذوي المجني عليها الذين شَهِدوا باختفائها بعدما كانت برفقة زوجها أمام المجمع التجاري المذكور، وقد ظهرت شواهد في التحقيقات تُشكك في صحة بلاغه.ثم بتاريخ 26 يونيو الجاري، مثَلَ أحدُ الأشخاص أمام النيابة العامة وأكَّد صلته الوطيدة بزوج المجني عليها، وأبدى رغبتَه في الإدلاء بأقوالٍ حاصلها تورط الزوج المُبلِغ في قتل زوجته إثر خلافات كانت بينهما، مؤكدًا مشاهدته ملابسات جريمة القتل وعلمه بمكان دفن جثمانها.
وإزاء ذلك، ولعضوية زوج المجني عليها بإحدى الجهات القضائية، استصدرت النيابة العامة من تلك الجهة إذنًا باتخاذ إجراءات التحقيق ضدَّه بشأن الواقعة المتهم فيها، وبموجبه أمرت النيابة العامة بضبطه وإحضاره، وتتبعت خطَّ سيره في اليوم الذي قرَّر الشخص الذي مثَلَ أمام النيابة العامة أنه يوم ارتكاب الزوج المتهم واقعة القتل، وضبطت أدلة تُرجّح صدق روايته، وانتقلت برفقته إلى حيث المكان الذي أرشد عن دفن جثمان المجني عليها فيه، فعثرت عليها به، وكان في صحبة النيابة العامة الطبيب الشرعي، حيث اعترف هذا الشخص الذي أرشد عن المكان باشتراكه في ارتكاب الجريمة، وعلى هذا أمرت النيابة العامة بحبسه أربعة أيام احتياطيًّا على ذمة التحقيقات، وجارٍ استكمالها.
تهديد بتصوير العلاقة
وكشفت تحقيقات القضية رقم ١٠٢٢٩ لسنة 2022 جنايات مركز البدرشين، المتهم فيها أيمن عبدالفتاح محمد حجاج، وحسين محمد إبراهيم الغرابلي (محبوسان احتياطيا)، بقتل الإعلامية شيماء جمال عمدا مع سبق الإصرار، والتي من المقرر نظرها أمام محكمة جنايات الجيزة اليوم الأربعاء.وقالت أوراق القضية إن المتهم أقر في تحقيقات النيابة العامة بارتكاب الواقعـة، مشيرا أن زوجته المحني عليها كانت دائمة إثارة المشاكل وكثرة طلباتها المالية الفترة الأخيرة وتهديدها له في حالة عدم قدرته على سد احتياجاتها ونفاقتهـا المبالغ فيها بإعلان وإشهار زواجهما نظراً لإخفاء زواجهما عـن ذويه مما وضعه تحت ضغط بصفة دائمة وأنها سبق وهددته في بدء زواجهما بتصوير مقطع فيديو لعلاقتهما الزوجية بالفراش.
وأوضحت التحقيقات أن المتهم تدرج في الوظائف وأصبح ذو منصب رفيع واتسعت دائرة زملائه في العمل على ذات القدر مما يجعله عرضه لغض تلك المكانة، ويهدد كيانه الوظيفي والأسري، فقـرر وعقد العزم ونوى مـع المتهم الثاني والتي تربطهما علاقة صداقة وتعاملات تجارية على إزهاق روحها لإنهاء تلك المأساة التي يعيشها مستغلا حاجة شريكه إلى المال ولهثه ورائه دائماً.
ما هو دور المقاول؟
وكشفت تحقيقات النيابة العامة في القضية رقم ١٠٢٢٩ لسنة 2022 جنايات مركز البدرشين، المتهم فيها أيمن عبدالفتاح محمد حجاج وحسين محمد إبراهيم الغرابلي (محبوسان احتياطيا)، بقتل الإعلامية شيماء جمال عمدا مع سبق الإصرار، والتي من المقرر نظرها أمام محكمة جنايات الجيزة غدا، دور كل من المتهمين في ارتكاب الجريمة.وقالت أوراق القضية، إن المتهم أقر في تحقيقات النيابة العامة بارتكاب الواقعـة، مشيرا أن المتهم الثاني حسين محمد إبراهيم الغرابلي، هو من تخلص مـن أدوات الحفر وهو من قام بسكب المياه الحارقة على جثمان المجني عليها.
وتابع المتهم في تحقيقات النيابة العامة أنه تعدى على المجني عليها بعـدة ضربات على رأسها باستخدام سلاحه الناري وخنقها باستخدام قطعة القماش التي تزين بها عنقها ويديه حتى فارقت الحياة.
وباستجواب المتهم الثاني بتحقيقات النيابة العامة أقر بأنه صديق للمتهم الأول الذي اتفق معه على قتل المجني عليها ودفنها للتخلص من جثتهـا لقيامهـا بتهديده الـدائم بإفشـاء أمر زيجتهما ومطالبتها إياه بسداد مبلغ ثلاثة ملايين جنيـه حـتى لا تنفذ تهديدها، وبناء على ذلك الاتفـاق قام باستئجار مزرعـة بمنطقـة أبـو صر بمركز البدرشين وتقاضى منـه مبلغ سبعين ألف جنيه بموجـب شيكين أصدرهما باسـم نجله محمد حسين محمد إبراهيم الغرابلي.
وأشار المتهم الثاني أن الزوج استدرج المجني عليها لهذه المزرعة بـزعم أنـه سيشتريها ويحرر العقد باسمها وكان في انتظارهمـا وحال وصولهما ودلوفهما إلى غرفة الاستراحة داخل المزرعة وبعـد مـضي خمس دقائق تناهى إلى سمعه صوت المجني عليها مرددة عبـارة يا ابن الكلب وأصوات تجاذب فاستطلع الأمر فأبصر المتهم الأول يجذب المجني عليها مـن شـال قماشي كانت ترتديه حول جيدهـا.
وما أن استدارت المجني عليهـا حتى أشهرالمتهم الأول سلاحه النـاري وضربها به ضربتين أو ثلاث ضربات على رأسها فسقطت أرضاً فاعتلاها وضغط بركبتـه ويـده على وجهها مكمماً فاهـا وكاتماً أنفاسها لمدة دقيقـة وما أن أبصره حتى طلب منه الإمساك بساقي المجني عليها فأجابـه لذلك حتى سكنت حركتها تماماً ثم أوثقا قدميها ولفا وجهها وكبل جسدها وجردهـا المتهم الأول من مـصوغاتها الذهبيـة ثم جذباها وحملاها إلى سيارة الأول الذي قادها إلى نهاية قطعـة الأرض الخاصة بالمزرعة وحفرا لحداً وضـعا به جثمان المجني عليهـا.
وأضاف بسكب المتهم الأول مياها حارقـة علـى جسد المجني عليها لطمس معالم وجهها ثم قاما بردم ذلك اللحد، مشيرا إلى أن المتهم الأول أخبره بأنه ابتدر المجني عليها بالتعدي بأن غافلهـا بضربتين بمقبض سلاحه الناري على رأسها في بادئ الأمر ولما تنبهت حاولت الفـرار فقـام يجـذبها الشـال القماشي واستمر في التعدي عليها على نحو ما أخبر به وأبصره في بداية أقواله.
وقالت تحريات الأجهزة الأمنية إن المتهمين ارتكبا الواقعة فيمـا لا يخرج في مضمونه عما ورد بإقرار المتهم الأول، مشيرة إلى أن المتهم الثاني قد تقاضى مبلغ 300 ألف جنيه نظير اشتراكه في الواقعة.