بعد تكريم «دولة التلاوة» لأسطورة التلاوة.. محطات في حياة محمود علي البنا

بعد الاحتفاء الكبير الذي حظي به من قبل برنامج «دولة التلاوة»، عاد اسم الشيخ محمود علي البنا ليتصدر الاهتمام باعتباره أحد أعمدة مدرسة التلاوة المصرية، وصوتًا ارتبط بوجدان المستمعين في مصر والعالم الإسلامي، لما امتلكه من أداء روحاني مميز جعله من أشهر قرّاء القرآن الكريم عبر التاريخ.

نشأة قرآنية مبكرة

وُلد الشيخ محمود علي البنا عام 1926 بقرية شبرا باص التابعة لمركز شبين الكوم بمحافظة المنوفية، وبدأ رحلته مع القرآن في سن مبكرة، حيث التحق بكتاب القرية وهو في الخامسة من عمره، وأتم حفظ المصحف كاملًا في سن الحادية عشرة على يد الشيخ موسى المنطاش، ليظهر نبوغه القرآني منذ الصغر.

رحلة العلم والتجويد

نظرًا لصغر سنه، لم يتمكن من الالتحاق بالمعهد الديني بشبين الكوم، فالتحق بمعهد المنشاوي، واضطر للإقامة بعيدًا عن أسرته.

ومع تركيزه على علوم التلاوة والمتون، انتقل إلى الجامع الأحمدي بطنطا لدراسة القراءات السبع وأحكام التجويد، حيث تتلمذ على يد الإمام إبراهيم بن سلام المالكي، لتتبلور شخصيته القرآنية بشكل واضح.

مسيرة إذاعية ومساجد كبرى

ترك الشيخ محمود علي البنا إرثًا ضخمًا في الإذاعة المصرية، شمل المصحف المرتل الذي سجله عام 1967، إلى جانب المصحف المجود وعدد كبير من التسجيلات التي أُذيعت داخل مصر وخارجها.

كما تولى قراءة القرآن في مساجد بارزة، من بينها مسجد الملك بحي حدائق القبة، ومسجد الرفاعي، ومسجد الإمام الحسين، إضافة إلى انتدابه للمسجد الأحمدي بطنطا لنحو 20 عامًا قبل عودته لمسجد الحسين حتى وفاته.

تكريمات وإنجازات بارزة

حصل الشيخ البنا على عدة تكريمات تقديرًا لمسيرته، من أبرزها ميدالية تذكارية من القوات الجوية عام 1982 بمناسبة العيد الخمسين، ودرع الإذاعة المصرية عام 1984 خلال احتفالها بعيدها الذهبي، تكريمًا لعطائه القرآني والإذاعي الممتد لعقود.

مدرسة تلاوة متفردة

تناولت الكاتبة آمال البنا، ابنة الشيخ، سيرته في كتاب حمل عنوان «صوت تحبه الملائكة»، وهو الوصف الذي تبناه أيضًا مركز الأزهر للفتوى الإلكترونية، مؤكدًا أن الشيخ محمود علي البنا أسس مدرسة خاصة في التلاوة، تميزت بالأداء الخاشع والالتزام الدقيق بأحكام التجويد.