بعد سجن الصيدلانية.. القصة الكاملة لوفاة سجدة وإيمان بـ حقنة مضاد حيوي: «ماتوا بهدوم المدرسة»

قررت محكمة جنايات الإسكندرية، اليوم الخميس، الحبس سنتين لصيدلانية ومساعدتها والفصل من نقابة الصيادلة وغلق الصيدلية، في قضية وفاة الطفلتين سجدة وإيمان، على خلفية اتهامهما بالتسبب في وفاة الطفلتين إثر تلقيهما حقنا تسببت في الوفاة، لعدم إجراء اختبار الحساسية لهما.

في هذا التقرير التالي يرصد موقع «قناة صدى البلد الإخباري» القصة الكاملة للواقعة التي أثارت الجدل ووجهت على أثرها النيابة العامة الاتهام لدكتورة صيدلانية ومساعديها وقرتر حجزهما على أثرها لحين صدور تقرير الصفة التشريحية للطفلتين، والذي من المقرر أن يحسم المسئولية الجنائية حول وفاة الطفلتين.

 

الطفلتان الضحايا

بلاغ بوفاة الشقيقتين بعد حصولهما على الحقنة

بدأت الأحداث، بتلقى قسم شرطة مينا البصل بلاغًا من والدة الطفلتين تتهم فيه صاحبةَ صيدلية وإحدى العاملات بها بالتسبب في وفاتهما بعد حقنهما بعقار من الصيدلية.

وبسؤال الأم في محضر التحريات الأولية، أكدت أنها ذهبت إلى صيدلية بجوار محل إقامتها بمنطقة بشائر الخير لصرف روشتة علاج للطفلتين حيث كانتا تعانيان من ارتفاع في درجة الحرارة وبرد، مشيرة إلى أن الصيدلانية وصفت عقارًا بديلًا للمدون بروشتة العلاج، إلا أنها حاولت البحث عن العلاج الأصلي فلم تجده، فاضطرت للعودة إلى الصيدلية لتلقي ابنتها العلاج البديل.

وأضافت الأم أن العاملة داخل الصيدلية حقنت ابنتيها بالعقاقير 'مضاد حيوي' دون إجراء اختبار لهما قبل الحقن، فشعرتا بإعياءٍ شديدٍ نُقلتا على إثره للمستشفى حيث توفيتا على الفور. تحرر المحضر اللازم بالواقعة بقسم شرطة مينا البصل، وألقي القبض على صاحبة الصيدلية وعاملتين بها.

وإزاء المحضر أمرت النيابة العامة التحفظ على الصيدلية وتفتيشها، وندب لجنة مختصة لمراجعة تراخيصها، وفحص ما بها من عقاقير.

أقوال والدي الطفلتين تدين الصيدلانية ومساعدتها

وكان من بين الأدلة التي استندت إليها النيابة العامة ضد المتهمتين شهادة والدي الطفلتين المجني عليهما، واللذان أكدا أن العاملة بالصيدلية هي مَن حقنت ابنتيهما بالعقار دون اختبار حساسيتهما له، وقد أكد تقرير الصفة التشريحية لجثماني المجني عليهما، وشهد رئيس قسم الطب الشرعي بالإسكندرية في التحقيقات، أن وفاة المجني عليهما كانت نتيجة فرط الحساسية للعقار الذي حُقنتا به، والذي أحدث مضاعفات في جسميهما انتهت بوفاتهما، وأن السبب المباشر في الوفاة هو حقنهما به دون إجراء اختبار حساسيتهما له في كل مرة.

 

وعثرت النيابة العامة خلال معاينة الصيدلية على بقايا حُقن أثبت تقرير المعمل الكيماوي احتواءَها على ذات المادة الفعالة للعقار الذي تم حقن الطفلتين به، وقد أكدت المتهمة العاملة بالصيدلية أن هذه البقايا هي التي استخدمتها في الواقعة.

النائب العام يأمر بحجز صيدلانية وحبس عاملين لديها

وعلى صعيد ردود الفعل الرسمية على الواقعة، أمر المستشار حمادة الصاوي النائب العام، بحجز صيدلانية وحبس عامليْن لديها أربعة أيام احتياطيًّا على ذمة التحقيقات؛ لاتهام الأخيرين بمزاولة مهنة الصيدلة بغير ترخيص، واتهام الأولى بالسماح لهما بذلك، فضلًا عن اتهام العاملة بإعطاء الطفلتين المجني عليهما عقارًا تسبب في وفاتهما.

حيث كان قد ورد بلاغ إلى النيابة العامة اليوم من والدة الطفلتين المجني عليهما مفاده وفاة ابنتيها على إثر تلقيهما عقارًا بالصيدلية، متهمةً صاحبةَ الصيدلية والعاملةَ بها بالتسبب في وفاتهما، فباشرت النيابة العامة التحقيقات، وبسؤال المبلِّغة شهدتْ أنَّ الصيدلانية المتهمة وصفت عقارًا بديلا للمدون بروشتة علاج إحدى الطفلتين، فحاولت البحث عن العلاج الأصيل فلم تجده، فاضطرت للعودة إلى الصيدلية لتلقي ابنتها العلاج البديل، وهناك وجدت عاملة حقنت ابنتيها بالعقاقير دون إجراء اختبار لهما قبل الحقن، فشعرتا بإعياءٍ شديدٍ نُقلتا على إثره للمستشفى حيث توفيتا.

وعلى هذا استجوبت النيابة العامة المتهمين، واتخذت حزمةً من الإجراءات لاستجلاء الحقيقة، منها التحفظ على الصيدلية وتفتيشها، وندب لجنة مختصة لمراجعة تراخيصها، وفحص ما بها من عقاقير، وجارٍ استكمال التحقيقات.

اعترافات الصيدلانية ومساعدتها

واستندت النيابة العامة كذلك إلى إقرارات المتهمتين في التحقيقات، والتي كان حاصلها أن المتهمة الصيدلانية كلفت الأخرى بحقن الطفلتين بالعقار المشار إليه دون إجراء اختبار حساسيتهما له، وتأكدت النيابة العامة من صحة تلك الإقرارات مما ثبت لها خلال مشاهدتها تسجيلات آلات المراقبة بالصيدلية التي رصدت تجهيز المتهمة العاملة للحقنتين، وحقنها الطفلتين بهما، وظهور علامات وأعراض التحسس عليهما عقب ذلك، وقد تم مواجهة المتهمتين بالتسجيلات وأقرتا بصحتها.

وكانت النيابة العامة قد سألت ثلاث مفتشات صيادلة بهيئة الدواء المصرية أعضاء اللجنة المشكلة من النيابة العامة لمعاينة وجرد محتويات الصيدلية محل الواقعة، واللاتي أكدن بشهادتهن في التحقيقات أن الصيادلة غير مصرَّح لهم بحقن المرضى، باعتبار هذا العمل عملًا أصيلًا من أعمال الأطباء وحدهم، كما أنه غير مصرح لمن لا يملك شهادة مزاولة مهنة الصيادلة التواجد بالصيدليات من الأساس، وأكدن كذلك من خلال معاينتِهم الصيدلية وجودَ عدة مخالفات بها.

وأخيرًا فقد أسندت النيابة العامة إلى المتهمة العاملة بالصيدلية مزاولتها مهنة الطب البشري دون قيدها بالسجلات الخاصة بالأطباء، وعلى وجهٍ يخالف أحكام القانون، فضلًا عن مزاولتها مهنة الصيدلة بدون ترخيص، كما أسندت النيابة العامة إلى الصيدلانية السماح للأخرى بمزاولة هذه المهنة باسمها داخل الصيدلية، وأمرت النيابة العامة بنسخ صورة من الأوراق تُخصص عن باقي الوقائع التي تكشَّفتْ خلال التحقيقات؛ للتصرف فيها استقلالًا.

الأهالي يشيعون جنازة الطلفلتين وسط هتافات «الأطفال أحباب الله»

ووسط أجواء من الغضب، شيّع أهالي مساكن بشائر الخير3 التابعة لدائرة قسم شرطة مينا البصل بالإسكندرية جنازة الطفلتين 'إيمان وسجدة' واللتين لقيتا مصرعهما إثر إعطاءهن حقنة داخل  إحدى صيدليات المنطقة.

وشهدت الجنازة صراخ وعويل من أسرة الطفلتين وانهيار والديهما، وسط هتافات ' لا إله إلا الله محمد رسول الله'، و'لا إله إلا الله الأطفال أحباب الله' خلال تشيعهما في نعش واحد إلى مثواهما الأخير بمقابر أبيس.

فيديو تشييح الجنازة :-

مدير حماية مركز حماية الحق في الدواء : الواقعة ملتبسة

وفي إطار ردود الفعل غير الرسمية، وتعليقاً على الواقعة، قال محمود فؤاد، المدير التنفيذى للمركز المصرى لحمايه الحق فى الدواء إن «قصه وفاه البنتين بسبب حقنه برد ملتبسه جدا»، لافتاً إلى أن بغض شهود أكدوا أن الام كان معها روشتتين تتضمنان نوعي حقن مختلف عن الاخر، ووجدت في الصيدليه محل الواقعة حقنة ولم تجد الثانيه، وبعد رحلة بحث عن الحفنة الثانية دون جدوي عادت للصيدليه محل الواقعة ووافقت على منحهم حقنة بديلة.

وأضاف فؤاد، عبر منشور عل صفحته بموقع التواصل الاجتماعي :فيس بوك' إنه لما حصل تورم ورعشة واحمرار لدى الطفلتين، حاول العاملين بالصيدلية طرد الأم بالعنف خارج الصيدلية .

وتابع : «الأم ذهبت عقب ذلك لمستشفي القباري بالاسكندريه، مستغرقة حوالي ٤٠ دقيقة وهناك حاولوا إسعاف الطفلتين ولكن اراده الله نفذت» .

وأشار فؤاد إلى أن الطب الشرعي هو الذي سيحسمأسباب وفاة الطفلتين، منواقع ماسبق رصده لقضايا سابقة مشابهة، موضحاً إنه في حالة إثبات رواية العاملين في الصيدلية بشأن أن الوفاه تمت خارج الصيدليه بعد ٦ ساعات من الحقن، فإن ذلك سيغير مسار القضية ويطرح تساؤلات حول التاريخ المرضي للطفلتين، وهل الدواء كتبه (الطبيب ) مناسب من عدمه،  وهل أوصي ببديل؟ وهل البديل الذي صرفته الصيدلانيه مناسب لحالة الطفلتين وتاريخهم المرضي؟

واقعة مقتل الطفلتين تصل مجلس النواب

وعلى صعيد ردود الفعل الرسمية أيضاَ تقدم النائب محمود قاسم، عضو مجلس النواب، بطلب إحاطة عاجل إلى المستشار حنفي جبالي، رئيس مجلس النواب موجه إلى الدكتور حسام عبد الغفار، وزير الصحة، بشأن واقعة وفاة الطفلتين.

وطالب النائب بضرورة الوقف الفوري لصرف الدواء أو الحقن بالصيدليات دون وصفة طبية معتمدة من طبيب معتمد، وتشكيل لجان فورية للمرور على الصيدليات للتأكد من أن القائم بالعمل في الصيدليات هم أطباء مرخصين للعمل، ويعتمدون في صرفهم للدواء على وصفات طبية معتمدة.

النائب العام يأمر بإحالة صيدلانية وعاملة للجنايات في واقعة وفاة الطفلتين «سجدة وإيمان»

قبل بدء محاكمتها.. كيف تورطت «صيدلانية الإسكندرية» في وفاة الطفلتين إيمان وسجدة؟

أولى جلسات محاكمة صيدلانية وعاملة لتسببهما في وفاة الطفلتين «سجدة وإيمان» بالإسكندرية

حبس صيدلانية سنتين وفصلها من النقابة بقضية وفاة «سجدة وإيمان» بالإسكندرية