بـ البلح والشوكولاتة.. سائق مصري يرسم البسمة على وجه «كاربي» السائحة الكورية

في لحظة عابرة تحولت رحلة عادية من فندق بالقاهرة إلى المطار إلى تجربة إنسانية مؤثرة، بطلها رجل مصري بسيط يُدعى عبد المنعم أحمد شعبان، موظف بالمعاش يعمل على سيارته الخاصة، لم يكن يدري أن تصرفه العفوي سيوثّقه العالم وتحتفي به وزارة السياحة.
يقول عم عبد المنعم، ذو الستين عامًا، إن كل ما فعله كان بدافع الواجب الإنساني، حين طلب منه أحد أصدقائه في مجال السياحة أن يُقل سائحة كورية تُدعى كاربي ساندي إلى مطار القاهرة في رحلة صباحية مبكرة. لم يتردد لحظة، وحرص على الوصول قبل الموعد بساعة احترامًا للوقت وضيوف مصر.
على الطريق، لم يجد عبد المنعم في الصمت رفقةً جيدة، فبدأ يُشارك الراكبة الأجنبية قصصًا بسيطة عن المعالم التي يمرّان بها، من سور مجرى العيون إلى منطقة القلعة، مستعيدًا ذكريات نشأته في أحياء مصر القديمة، بلغة إنجليزية بسيطة وروح دافئة، ما جعل الرحلة تنبض بالحياة في عيون السائحة.
ورغم توقيت الرحلة المبكر، لم يتردد عبد المنعم في التوقف لشراء بلح وشوكولاتة بناءً على رغبة الراكبة، قائلًا: كانت مسؤوليتي، وكنت حريصًا أن تصل مطمئنة وسعيدة، كأنها ابنتي أو ضيفة في بيتي.
لم تمر القصة مرور الكرام، فقد تلقت وزارة السياحة مقطع الفيديو الذي نشرته السائحة على حسابها، وقررت التواصل مع عبد المنعم لشكره رسميًا، تقديرًا لما قدمه من صورة مشرّفة عن كرم المصريين.
السائح مش جاي بس يشوف آثار، جاي يشوف ناس كمان.. بهذه العبارة ختم عم عبد المنعم حديثه، داعيًا كل مصري لأن يبتسم في وجه الزائر ويمنحه شعورًا بالأمان والانتماء، لأن حسن الاستقبال أبلغ من أي دعاية.