بـ 5 رصاصات.. "الثأر" يغتال أحلام شاب على محطة قطار جرجا بسوهاج

في مشهد مأساوي أعاد إلى الأذهان مآسي الخصومات الثأرية التي تعصف بصعيد مصر، لقي شاب في مقتبل العمر مصرعه بوابل من الرصاص، صباح اليوم، على سلم محطة سكك حديد جرجا جنوب محافظة سوهاج، ليسقط غارقاً في دمائه أمام أعين المسافرين المذعورين.
بداية المأساة
بدأت تفاصيل الواقعة بتلقي اللواء محمد عبد المنعم شرباش، مدير أمن سوهاج، إخطارًا من مأمور قسم شرطة جرجا، يفيد بورود بلاغ من القوة الأمنية المكلفة بتأمين محطة القطار، بقيام شخصين مجهولين بإطلاق النار على شاب ولاذا بالفرار.
على الفور، هرعت القيادات الأمنية وفريق من البحث الجنائي إلى موقع الحادث، حيث تبين أن الضحية هو أبو النجا سعد، البالغ من العمر 20 عامًا، ومقيم بقرية "القرعان" التابعة لدائرة المركز، وقد فارق الحياة متأثرًا بإصابته بعدة طلقات نارية غادرة أثناء انتظاره القطار المتجه إلى القاهرة.
خلفيات ثأر عمره 6 سنوات
وكشفت التحريات الأولية التي أجراها فريق البحث الجنائي أن دافع الجريمة هو الأخذ بالثأر. وأوضحت التحريات أن هناك خصومة ثأرية قديمة تعود إلى 6 سنوات بين عائلة المجني عليه وعائلة أخرى بالقرية ذاتها.
وأشارت المعلومات إلى أن هذه الخصومة كان قد صدر فيها حكم قضائي بالسجن المشدد لمدة 10 سنوات على والد وشقيق الجانيين المشتبه بهما في ارتكاب الجريمة الجديدة، كما أن لجان المصالحات بالمحافظة كانت قد بذلت جهودًا في وقت سابق لعقد جلسة صلح بين العائلتين، لكنها لم تنجح في إنهاء الخلاف.
لحظات الرعب الأخيرة
بحسب شهود عيان، كان الشاب الضحية يصعد سلم المحطة حاملاً معه أحلامه وآماله في رحلته إلى العاصمة، قبل أن يباغته الجناة، ويطلقوا عليه الرصاص من سلاح ناري كان بحوزتهم، ليسقط جثة هامدة في الحال وسط حالة من الفزع، بينما استغل الجناة الفوضى للهروب في ظروف غامضة.
استنفار أمني وغضب شعبي
من جانبها، تكثف أجهزة الأمن بمديرية أمن سوهاج جهودها لسرعة تحديد هوية المتهمين وضبطهما والسلاح المستخدم في الجريمة، وتقديمهما للعدالة.
وقد أثارت الجريمة، التي وقعت في مكان عام وحيوي، حالة من الحزن والغضب في الشارع السوهاجي، حيث تُبرز مرة أخرى مدى خطورة عادة الثأر التي لا تزال تنهش في جسد المجتمع، وتقضي على أرواح الشباب، وتحوّل لحظات الأمل والترقب إلى نهايات دامية ومؤلمة.