بيت الصمت.. لغز أطفال عائلة «دقدق» بالعياط مات لهم 3 والأمن يستعين بلغة الإشارة

كان صباح الإثنين الماضي مختلفًا داخل قرية "المتانيا" بمركز العياط جنوب الجيزة.. ثقيلًا.. موحشًا. استيقظت الأسرة على فاجعة لا تُحتمل، ثلاثة أطفال أشقاء، بلا حراك، بلا نفس، وقد سبقهم إلى نفس المصير ثلاثة من أشقائهم قبل سنوات.

بعيون دامعة وأصابع ترتجف، أشار الأب الأصم وزوجته بلغة الإشارة أن أبناءهم الثلاثة "كانوا كويسين بالليل.. أكلوا وناموا.. وماصحيوش تاني". لم يجدوا طريقة للبكاء سوى الصمت، فالبكاء عندهم لا صوت له.

وصلت سيارات الإسعاف، وتجمهر الجيران، وفي الخلفية، عيون الأطفال الآخرين في القرية تترقب المشهد في رعب.

ليست هذه أول مرة تشهد فيها عائلة "دقدق" هذا الوجع، فقبل نحو عامين، رحل ثلاثة أطفال آخرين من نفس الأب والأم، بنفس الطريقة، "أكلوا وناموا.. ومقاموش". في المرة الأولى، قالت الأسرة إنه "قضاء وقدر"، ولم يُعرض الأطفال على الطب الشرعي، لكن الآن، بعد أن تكرر المشهد، لم يعد هناك مجال للسكوت.

بقيادة اللواء هاني شعراوي مدير المباحث الجنائية بالجيزة، والمقدم مصطفى كريم رئيس مباحث العياط، بدأت القوات في جمع خيوط الحكاية.. تم استدعاء خبير متخصص في لغة الإشارة لمناقشة الوالدين، ومحاولة الوصول إلى أي معلومة قد تكشف الغموض.

نُقلت جثامين الأطفال إلى مشرحة المستشفى، والنيابة العامة أمرت بتشريح الجثث لبيان السبب الحقيقي للوفاة.