بين التحديات والسياسات الجديدة.. ترامب يبدأ تشكيل حكومته بتعينات مثيرة
يواصل الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب، يوم الجمعة، اختيار أعضاء إدارته المقبلة التي ستتولى السلطة رسميًا في 20 يناير 2025.
وأكد ترامب في تصريحات له أن هدفه هو بناء جيش قوي للولايات المتحدة وإنهاء الحروب في الشرق الأوسط وأوكرانيا، ومن جهتها، أكدت وزارتا الدفاع والخارجية الأميركيتان أن انتقال السلطة بين الديمقراطيين والجمهوريين سيكون سلسًا.
في تطور جديد، أعلن ترامب يوم الخميس عن عزمه تعيين روبرت إف كينيدي جونيور، المعروف بموقفه المشكك في اللقاحات، في منصب وزير الصحة، كما أشار إلى نيته تعيين ثلاثة من محاميه الشخصيين في مناصب بارزة داخل الجهاز القضائي الفيدرالي.
وخلال خطاب له في منتجع مارالاجو في بالم بيتش بولاية فلوريدا، أشاد ترامب بتعييناته في وزارات الصحة والعدل والدفاع، بالإضافة إلى تشكيل لجنة "الكفاءة الحكومية" التي سيتولاها إيلون ماسك.
وأضاف ترامب أنه يرغب في أن تبدأ ولايته الثانية في 5 نوفمبر نظراً للارتفاع الكبير في الأسواق المالية منذ فوزه، مما ساهم في زيادة الحماسة الاقتصادية.
وفيما يتعلق بوزارة الصحة، قال ترامب إن كينيدي سيلعب دورًا كبيرًا في حماية الشعب الأميركي من المواد السامة والمبيدات الحشرية، بالإضافة إلى المنتجات الدوائية والمواد المضافة للأطعمة التي تسببت في الأزمة الصحية في البلاد.
وكان ترامب قد ذكر في حملته الانتخابية أنه يخطط لتعيين كينيدي، الذي كان قد تخلى عن ترشحه للرئاسة كمرشح مستقل في أغسطس وأعلن دعمه للمرشح الجمهوري.
يُذكر أن كينيدي كان يعمل سابقًا محاميًا في مجال القضايا البيئية وكان أحد الأسماء المرشحة لتولي رئاسة وكالة حماية البيئة في عهد الرئيس السابق باراك أوباما، ومع دعمه لترامب، أثار تعيينه قلق بعض الخبراء، خاصة فيما يتعلق بمواقفه المثيرة للجدل بشأن اللقاحات والصحة العامة.
ترامب، الذي سيؤدي اليمين الدستورية في يناير المقبل، أكد أنه لن يعيد تكرار "أكبر خطأ" ارتكبه في ولايته الأولى (2017-2021)، والذي كان يتمثل في اختيار "أشخاص غير مخلصين". في هذا السياق، أعلن ترامب عن عزمه تكليف تولسي غابرد، الجندية السابقة والمشرعة المنشقّة عن الحزب الديمقراطي والمعروفة بمواقفها المؤيدة لروسيا، برئاسة الإدارة الوطنية للاستخبارات الأميركية.
أما بالنسبة لوزير العدل المعين، مات جيتس، فقد أثار الجدل بسبب اتهامات تتعلق بعلاقات مع قاصر، وقد قاد في خريف 2022 الإطاحة بالرئيس الجمهوري لمجلس النواب مما خلق حالة من الفوضى السياسية.
ويعتزم ترامب دعم غيتس بثلاثة من محاميه الشخصيين، وهم تود بلانش، إميل بوف، وجون سوير، الذين سيتولون منصب نواب الوزير ويمثلون الوزارة في المحكمة العليا.
يذكر أن بلانش وبوف قد دافعوا عن ترامب في قضية المدفوعات لممثلة إباحية سابقة، وهي القضية التي أدت إلى إدانته في نيويورك في مايو الماضي.
على صعيد آخر، اختار ترامب سيناتور فلوريدا ماركو روبيو، الذي كانت تربطه به خلافات شديدة في عام 2016، ليكون وزيرًا للخارجية، ولقيادة وزارة الدفاع (البنتاجون)، اختار ترامب الملياردير و مقدم البرامج في قناة "فوكس نيوز"، بيت هيحسيث، الذي خدم سابقًا كضابط في الجيش، في حال تأكد تعيين هيغسيث من قبل مجلس الشيوخ، سيشرف على 3.4 مليون جندي ومدني ويدير وزارة بميزانية سنوية تتجاوز 850 مليار دولار.
وسيكون من المقرر أن يصادق مجلس الشيوخ الأميركي على هذه التعيينات خلال الفترة المقبلة.