تحذير أممي من مجاعة عالمية بسبب الحرب الروسية الأوكرانية

حذر مسؤولون أمميون وأمريكيون، الجمعة، من أن الحرب التي طال أمدها في أوكرانيا تهدد بأزمة جوع في البلاد وحول العالم، في وقت نفى الرئيس الروسي أي علاقة بين الحرب وأزمة الغذاء، معتبراً أن هناك محاولات لإلقاء اللوم على روسيا.

واعتبر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أن هناك محاولات لإلقاء اللوم على روسيا في المشكلات المرتبطة بسوق الغذاء العالمية، مشيراً إلى أن قرار الولايات المتحدة الأمريكية بطبع نقود أدى إلى زيادة أسعار الغذاء.

وأضاف في مقابلة بثها التلفزيون الرسمي، أن الوضع غير المرغوب به في سوق الأغذية العالمية، مرتبط بقصر نظر السياسة الأوروبية حول الطاقة، مشيراً إلى أن أوروبا بالغت في أهمية مصادر الطاقة البديلة، مشدداً على أن أزمة الأسمدة لا علاقة لها بالعملية العسكرية الروسية في أوكرانيا.

مجاعة عالمية تهدد العالم مجاعة عالمية تهدد العالم

وبيّن بوتين أنه لا مشكلات في شحن الحبوب من أوكرانيا، مشيراً إلى أنها قادرة على تصدير الحبوب من الموانئ التي تسيطر عليها مثل أوديسا، أو من رومانيا وبولندا، متعهداً بضمان أمن صادرات الحبوب من الموانئ في بحر آزوف.

وتابع أن التوقعات الروسية تشير إلى أن أوكرانيا قادرة على تصدير 5 ملايين طن من القمح، و7 ملايين طن من الذرة، منبهاً إلى أن الوضع سيزداد سوءاً بفعل العقوبات على إنتاجنا من الأسمدة.

وتأتي هذه التصريحات، بعد تأكيد جديد من بوتين خلال لقاء مع الرئيس الحالي للاتحاد الإفريقي، ورئيس السنغال ماكي سال، بضمان أمن صادرات القمح والأسمدة الروسية إلى القارة الإفريقية، التي تشير التصريحات الأممية إلى أنها المتضرر الأكبر من الأزمة، وتواجه خطر حدوث أزمة جوع.

وأجج الصراع في أوكرانيا أزمة غذاء عالمية مع ارتفاع أسعار الحبوب وزيوت الطهي والوقود والأسمدة.

وتورد روسيا وأوكرانيا معاً نحو ثلث إمدادات القمح العالمية، كما أن روسيا مورد رئيسي للأسمدة وأوكرانيا مورد رئيسي للذرة وزيت دوار الشمس.

واستولى الجيش الروسي على جزء كبير من الساحل الجنوبي لأوكرانيا خلال الحرب المستمرة منذ 100 يوم، وتتحكم سفنه الحربية في وصول السفن إلى موانئ البلاد على البحر الأسود. لكن موسكو تواصل لوم أوكرانيا والغرب على توقف صادرات الحبوب الأوكرانية.

الملايين في خطر

ومع مرور 100 يوم على غزو روسيا لجارتها، قال منسق الأمم المتحدة المعني بالأزمة الأوكرانية أمين عوض إن ما لا يقل عن 15.7 مليون شخص في أوكرانيا بحاجة ماسة الآن إلى المساعدة والحماية، مع ارتفاع هذا العدد يوماً بعد يوم.

وقال عوض في تصريحات صحفية، إنه عندما يحل الشتاء سيتعرض الملايين للخطر بسبب تدمير محطات الطاقة ومستودعات الوقود.

وأضاف أن 100 يوم من الحرب و100 يوم من المعاناة والدمار والخراب على نطاق واسع.. حياة الملايين تحطمت.

وأشار إلى أن قرابة 14 مليون شخص، أي ثلث عدد السكان، أجبروا على الفرار من القتال، وظل ما بين 15 مليوناً و16 مليوناً في أوكرانيا لكنهم فقدوا سبل عيشهم.

وأوضح أن الإغاثة الإنسانية ساعدت أكثر من 1.5 مليون شخص حتى الآن، ويمكن أن تصل إلى 8.7 مليون بحلول أغسطس، و25 مليوناً بحلول نهاية العام.

الحل السحري في البحر الأسود

وقال المسؤول الأممي أمين عوض إن هناك حاجة لمزيد من المفاوضات لفتح ممرات التجارة عبر البحر الأسود.

وتابع قائلاً عدم فتح تلك الموانئ سيؤدي إلى مجاعة واضطرابات وهجرة جماعية حول العالم، مشيراً إلى أن نقص القمح والحبوب الأخرى يمكن أن يؤثر على 1.4 مليار شخص، ما قد يتسبب في الجوع وزيادة التضخم.

وتسعى الأمم المتحدة إلى التوسط في اتفاق لفتح الممرات أمام صادرات الحبوب الأوكرانية.

ووصف ماثيو هولينجورث المسؤول ببرنامج الأغذية العالمي موانئ البحر الأسود بأنها الحل السحري عندما يتعلق الأمر بدرء المجاعات والجوع حول العالم.

وناشد المجتمع الدولي إيجاد سبل لإخراج الشحنات الغذائية من أوكرانيا عن طريق البر أو البحر في ظل استمرار الحرب.

وقال على أرض الواقع، نعلم أن هذه الحرب ستستمر للأسف لبعض الوقت، ربما بدون منتصرين أو خاسرين.

من جانب آخر، قالت المنظمة الدولية للهجرة إن هناك حوالي سبعة ملايين نازح داخل أوكرانيا حتى 23 مايو، بانخفاض عن ذروة بلغت حوالي ثمانية ملايين.

أحمد موسى: ارتفاع أسعار السكر عالميًا.. و35 مليون شخص معرضون لمجاعة