ترامب يعيد استراتيجية الضغط الأقصى ضد إيران بعد عودته للبيت الأبيض
كشفت صحيفة "فاينانشال تايمز" نقلاً عن مصادر مطلعة أن إدارة الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب تعتزم إعادة العمل بسياسة "الضغط الأقصى" تجاه إيران، بهدف تقليص قدرتها على تمويل جماعاتها الإقليمية وتعطيل برامجها النووية.
وأوضحت الصحيفة أن فريق السياسة الخارجية لترامب يخطط لتشديد العقوبات على طهران، خاصة فيما يتعلق بصادرات النفط التي تمثل مصدرًا حيويًا للاقتصاد الإيراني، ومن المتوقع أن تبدأ هذه الإجراءات بمجرد عودة الرئيس المنتخب إلى البيت الأبيض في يناير المقبل.
وأكد خبير في الأمن القومي، على دراية بعملية الانتقال، أن ترامب "مصمم على إعادة تنفيذ استراتيجية الضغط الأقصى لإفقار إيران في أسرع وقت ممكن".
كما أشارت الصحيفة إلى أن هذه الخطة تمثل تحولًا في السياسة الخارجية الأمريكية في وقت حساس، حيث تشهد منطقة الشرق الأوسط العديد من الاضطرابات، خاصة بعد الهجوم الذي شنته حماس في 7 أكتوبر 2023، والذي أسفر عن تصاعد الأعمال العدائية في المنطقة.
وخلال حملته الانتخابية، أشار ترامب إلى رغبته في التوصل إلى اتفاق مع إيران، قائلاً: "يتعين علينا التوصل إلى اتفاق لأن العواقب ستكون كارثية".
ومع ذلك، أوضح مصادر مقربة من ترامب أن سياسة الضغط الأقصى ستُستخدم في محاولة لإجبار إيران على الجلوس إلى طاولة المفاوضات مع الولايات المتحدة، رغم أن الخبراء يشككون في إمكانية تحقيق ذلك.
كان ترامب قد تبنى سياسة "الضغط الأقصى" خلال ولايته الأولى بعد انسحابه من الاتفاق النووي لعام 2015 الذي وقعته إيران مع القوى الكبرى، حيث فرض عقوبات قاسية على طهران، وفي رد فعل على ذلك، كثفت إيران أنشطتها النووية، بما في ذلك تخصيب اليورانيوم بمعدلات مرتفعة.
ورغم أن العقوبات استمرت في عهد الرئيس جو بايدن، إلا أن مراقبين أشاروا إلى أنها لم تُنفذ بنفس الصرامة، بينما سعت الإدارة الأمريكية إلى إحياء الاتفاق النووي مع إيران في محاولة لتخفيف التوترات.
وتابعت الصحيفة أن فريق ترامب الانتقالي يعمل حاليًا على إعداد أوامر تنفيذية يمكن إصدارها في أول يوم له في المكتب البيضاوي، والتي تستهدف تشديد العقوبات على إيران، بما في ذلك فرض قيود إضافية على صادرات النفط الإيرانية.