تشارلز ناعيا الملكة إليزابيث: خسارتها سيشعر بها مواطني جميع أنحاء البلاد
نعى ولي عهد بريطانيا الأمير تشارلز الملكة اليزابيث الثانية قائلا ان " إن وفاة والدتي الحبيبة ، جلالة الملكة ، لحظة حزن شديد لي ولجميع أفراد عائلتي" ، لافتا الى ان خسارتها سيشعر بها مواطنى جميع أنحاء البلاد ، والكومنولث ، ومن قبل عدد لا يحصى من الناس في جميع أنحاء العالم ، ومؤكدا "نحزن بشدة على وفاة سيدة عزيزة وأم محبوبة للغاية.
من جانبه نعى رئيس وزراء بريطاينا السابق بوريس جونسون الملكة الراحلة قائلا ان وفاة الملكة اليزابيث سيترك فراغا ،وهذا هو اتعس يوم فى بلادنا ، مشيرا إلى أننا أدركنا الان فقط كم كانت تعنى لنا ومقدار ما فعلته لنا وكم احبتنا.
وفى السياق ذاته، نعى رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو الملكة إليزابيث الثانية عبر تويتر قائلا: "علمنا بقلوب مثقلة بالحزن بوفاة الملكة إليزابيث الثانية. لقد كانت دائمة الحضور في حياتنا وخدمتها للكنديين ستبقى للأبد جزءا مهما من تاريخ بلدنا".
ونعى الرئيس الأمريكي، جو بايدن، والسيدة الأولى، جيل بايدن، الملكة إليزابيث الثانية، ببيان صدر عن البيت الأبيض وجاء فيه: "اليوم أفكار وصلوات الشعب الأمريكي مع شعب المملكة المتحدة والكومونولث ونشاركهم حزنهم. نبعث بخالص التعازي للعائلة الملكية، الذين لا يحدون على ملكتهم فحسب، بل على أمهم العزيزة وجدتهم وجدة آبائهم. سيُنسج إرثها بالخط الكبير في صفحات التاريخ البريطاني وفي قصة عالمنا".وقال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش تعقيبا على وفاة الملكة: "أنا حزين بشدة على وفاة الملكة إليزابيث الثانية، والتي كانت محبوبة من قبل العالم أجمع بسبب قيادتها وتفانيها. لقد كانت صديقة مقربة للأمم المتحدة".
وسوف يتولى الأمير تشارلز باعتباره اكبر ابناء الملكة الراحلة منصب ملك بريطانيا بينما سيشغل اكبر ابناءه دوق كامبريدج الامير وليام منصب ولى عهد بريطانيا .
ولد الأمير تشارليز فى 14 نوفمبر 1948 في قصر باكنجهام بالعاصمة البريطانية لندن،ووالده هو الأمير الراحل فيليب دوق إدنبرة ،ودرس في كلية "ترينيتي" بجامعة كامبريدج وتخرج منها عام 1970 ، وتخرج من كلية سلاح الجو الملكي في كرانويل عام 1971 ، وتزوج من الأميرة ديانا سبنسر في 29 يوليو من عام 1981 ، ثم تزوج من من الأميرة كاميلا باركر في 9 إبريل عام 2005 ولا تزال زوجته حتى الآن.
وأنجب من الأميرة ديانا الأميرين وليام الذى ولد في 21 يونيو 1982وهاري الذى ولد فى 15 سبتمبر عام 1984.
ويرى محللون بريطانيون أن وفاة الملكة اليزابيث جاءت عقب سبعة عقود من حكم بريطانيا حفلت بعواصف سياسية واقتصادية واجتماعية عديدة الا انها نجحت فى الحفاظ على تماسك النظام الملكى فى بريطانيا . ونجحت الملكة الراحلة فى حشد الامة البريطانية خلال جائحة فيروس كورونا وشعرت بمدى حب شعبها لها عقب عودتها الى الحياة العامة بعد وفاة زوجها الأمير فيليب . واشتهرت الملكة اليزابيث الثانية باهتمامها الكبير بدول رابطة الكومنويلث حيث احتفظت بعلاقات قوية مع زعماء تلك الدول . وعلى صعيد العائلة المالكة نجحت الملكة اليزابيث فى الحفاظ على تماسك العائلة المالكة رغم سلسلة الفضائح والعواصف التى اجتاحتها ومن بينها انفصال ابنها الثانى دوق يورك عن زوجته سارة ، وطلاق ابنتها آن من زوجها مارك فيليبس، وانفصال الامير تشارلز عن زوجته الراحلة الاميرة ديانا التى لقت مصرعها مع صديقها دودى فى حادث سيارة بباريس ، ووفاة الملكة الام والاميرة مارجريت والتى واكبت الاحتفال باليوبويل الذهبى للملكة اليزابيث فى الحكم ، بالاضافة الى رجيل حفيدها الامير هارى مع زوجته ميجان فوكس الى الولايات المتحدة والاستقرار بها عقب خلافاته مع الاسرة المالكة ، وحادث السير الذي تسبب به زوجها الراحل ،والصداقة التي ربطت نجلها الأمير أندرو برجل الأعمال الأمريكى جيفري ابستين الذي انتحر في سجنه بعد إدانته باغتصاب العديد من القاصرات.
وتمتعت الملكة اليزابيث بصحة جيدة حتى بلوغها منتصف التسعينيات من عمرها حيث قلصت من ظهورها فى المناسبات العامة نتيجة معاناتها من صعوبات فى الحركة واعراض مرضية تطلبت خضوعها للراحة ، كما أنها اصيبت بفيروس كورونا فى فبراير الماضى . كما شوهدت الملكة تتكىء على عصا للمرة الاولى خلال قداس في قلعة ويستمنستر في 12 أكتوبرالماضى.
وكشفت استطلاعات الرأي التى جرت في بريطانيا عامى 2006 و2007 عن دعم قوي للملكة إليزابيث، وفي عام 2012، عام اليوبيل الماسي لها، بلغت نسبة التأييد الشعبى لها فى بريطانيا 90 فى المائة.