تفاصيل أزمة قناة بنما بعد تهديدات ترامب

في خطوة أثارت الجدل في أمريكا اللاتينية، سارع زعماء دول المنطقة للدفاع عن بنما بعد تهديدات الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب بإعادة فرض السيطرة على قناة بنما، التي تُعد أحد أهم طرق الشحن العالمية التي تربط المحيطين الأطلسي والهادئ.

تُعتبر قناة بنما ممرًا مائيًا صناعيًا يمتد على طول 82 كيلومترًا، ويعتبر من أكثر الطرق البحرية أهمية في العالم، حيث يوفر للسفن وسيلة شحن سريعة وآمنة، مما يقلص المسافة بشكل كبير بين شرق وغرب الولايات المتحدة. السفن التي تمر عبر القناة تختصر نحو 8 آلاف ميل (ما يعادل 22 يومًا) مقارنة بالرحلة عبر مضيق ماجلان في أقصى جنوب أمريكا اللاتينية.

تاريخ قناة بنما

بناء قناة بنما كان حلمًا قديمًا بدأ المستعمرون الإسبان دراسته منذ القرن السادس عشر، ولم يتحقق المشروع إلا في نهاية القرن التاسع عشر بعد اتفاق بين كولومبيا ومهندسين فرنسيين. إلا أن المشروع فشل بسبب مشكلات مالية وأوبئة قضت على حياة العديد من العمال. في عام 1903، وبعد دعم الولايات المتحدة لاستقلال بنما عن كولومبيا، تم توقيع اتفاقية بين بنما وأمريكا تمنح الأخيرة السيطرة على بناء وإدارة القناة. وظلت القناة تحت السيطرة الأمريكية حتى عام 1999 بعد تنفيذ معاهدة 1977، التي منحت بنما السيطرة الكاملة على القناة.

تهديدات ترامب الأخيرة

في تصريح مفاجئ، هدد الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب بإعادة فرض السيطرة الأمريكية على قناة بنما، مشيرًا إلى ما وصفه بـ«الرسوم المفرطة» المفروضة لاستخدام القناة. كما أبدى قلقه من النفوذ الصيني في المنطقة، لا سيما أن شركة 'سي.كيه هاتشيسون' التابعة لمجموعة هونغ كونغ تدير ميناءين بالقرب من مدخل القناة. ترامب قال: «تم منحها لبنما وشعب بنما، لكنها تحتوي على شروط وأحكام. إذا لم تُتبع المبادئ الأخلاقية والقانونية لهذه المبادرة، سنطالب بإعادة قناة بنما إلينا، بالكامل وبسرعة».

رد بنما على تهديدات ترامب

في رد قاطع على تهديدات ترامب، أكد الرئيس البنمي، خوسيه راؤول مولينو، أن سيادة بنما على القناة غير قابلة للتفاوض. وقال في بيان: «كل متر مربع من قناة بنما والمنطقة المحيطة بها ملك لبنما وسيبقى كذلك. سيادة بلادنا واستقلالها غير قابلين للتفاوض». وأضاف مولينو أن الرسوم التي تفرضها بنما على استخدام القناة تم تحديدها بعد دراسة دقيقة وشفافة، وأن هذه الرسوم ساهمت في تحسين وتوسيع القناة، مما ساعد في زيادة حركة التجارة العالمية.