جريمة المرج.. العم المجرم أنهى حياة ابن شقيقه بـ حركة واحدة

كانت عقارب الساعة تشير للواحدة منتصف ليل السبت الماضي. الأجواء بدت طبيعية داخل أروقة قسم شرطة المرج، وصل المقدم كريم البحيري، رئيس مباحث قسم شرطة المرج مكتبه، جلس ينهي بعض الأعمال ويطمئن على الأحوال ليلة البارحة، فضلًا عن الاتصال بالخدمات الأمنية المعينة بدائرة القسم، موجهًا إياهم باليقظة التامة.

خلال بحث الضابط ومتابعة الحالة الأمنية، قطع صوت جهاز اللاسلكي -المستقر على مكتبه- ما كان ينجزه، معلنًا بداية ساخنة ليومه. العثور على شاب ملقى في أحد الشوارع مصابا بطعنات في منطقة بعيدة عن النطاق العمراني بدائرة القسم.

انتقل الضابط الشاب إلى موقع البلاغ على رأس قوة من القسم، وكشفت المعاينة أن الجثة لثلاثيني يرتدي ملابسه كاملة، بحيازته هاتفه المحمول دون بطاقة تحقيق شخصية وبها آثار اعتداء وحولة بركة من الدماء.

المعاينة الأولية للشاب تبين أنه يدعي «مجدى ممدوح»، يبلغ من العمر ٣٢ عامًا، يسكن بمنطقة عزبة النخل بنطاق القسم، ويعمل نجار موبيليا في أحد المصانع بمنطقة العاشر من رمضان ولديه ورشة يقوم بالعمل داخلها عقب عودته من العمل، ثم ذهب ليفحص أرجاء مسرح الجريمة بدقة مدونا ملاحظاته لاسيما طريقة تنفيذ الواقعة، إضافة إلى وضعية الجثة وبركة الدماء حولها ما يشير إلى وقوع الجريمة منذ وقت قصير.

تتبع رجال المباحث أول خيوط الجريمة برصد حركة الدخول والخروج بمكان العثور على الجثة، عن طريق تفريغ الكاميرات المؤدية إليه وإعداد قائمة بآخر المترددين علي هذا المكان، وسماع أقوال أسرة المجني عليه وسكان المنطقة التي يقيم فيها للوقوف علي خلافات بينه مع آخرين تدفعهم لارتكاب الجريمة، إلا أن التحريات أكدت أن الضحية شاب يتمتع بدماثه الخلق ومحبوب من الجميع.

بتطوير المناقشات وتفريغ كاميرات المراقبة بمحيط منزل المجني عليه، توصلت تحريات الرائد أحمد عريان، أن عم المجني عليه، قدم نحو منزل القتيل وقام بالنداء له ثم طالبه بالنزول إلى الشارع لاحتياجه في أمر هام، ثم وقفوا معا في أحد الشوارع الزراعية، وبعد مرور لحظات خرج عم الضحية وملابسه ملطخة بالدماء، وهو يخفى سلاحًا أبيض بين طيات ملابسه ويحاول الهرب.

وعقب تقنين الإجراءات، نجح ضباط مباحث المرج في إعداد كمين محكم وضبط المتهم، الذي أعترف بارتكاب الواقعة.

وقال المتهم إنه استدرج المجني عليه لمكان العثور على الجثة وسدد وباغته بطعنة نافذة في فخذه، ما أدى إلى قطع شريان، وبرر المتهم ارتكاب الجريمة، أن المجني عليه طالبه برد المبلغ المالي الذي حصل المتهم عليه منه، ثم تأخر في السداد وعندما طالبه « مجدي» أكثر من مرة استشاط غضبا وقرر أن ينهي حياته.

بدورهم حرر رجال المباحث محضرا بالواقعة، وبعرض المتهم علي النيابة العامة أصدرت قرارا بحسبه ١٥ يوما علي ذمة التحقيقات.