الدعاء وصية بيننا.. تفاصيل الرحلة الأخيرة لـ حفظة القرآن والنهاية في أحضان المصاحف بترعة السلام
مع غروب شمس أمس الأربعاء، انتهت رحلة 30 طفلا من حفظة القرآن الكريم، برأس البر، وقف الأطفال على الرمال يلمع في عيونهم وداع البحر، قبل أن يغادروا الشاطئ سريعا بعد رمقة أخيرة على مياهه الكاحلة.. فيما كان ينتظرهم مصير مروع، ليكتب لـ4 منهم الرحلة الأخيرة في حادث ترعة السلام. بعدما اختلت عجلة القيادة في يد سائق الأتوبيس، ما أدى إلى انقلابه وسقوطه في ترعة السلام بين محافظتي دمياط والدقهلية.
وفقا للإخطار الذي ورد للأجهزة الأمنية بمحافظة الدقهلية في حادث ترعة السلام، سقط أتوبيس 'ميني باص' محمل بالأطفال من حفظة القرآن الكريم، أثناء عودتهم من رحلة إلى مدينة رأس البر، نتيجة اختلال عجلة القيادة في يد سائق الأتوبيس، ما أدى إلى انقلابه وسقوطه في ترعة السلام بين محافظتي دمياط والدقهلية.
كان مكتب تحفيظ القرآن نظم لرواده، رحلة إلى مصيف رأس البر وأثناء عودة 2 ميني باص، كل منهما محمل بحوالي 30 طفلاً، إلا أنّ أحد السائقين كان يسوق بسرعة جنونية، واختلت عجلة القيادة بيده، فانقلب الميني باص في ترعة السلام، وغرق الأطفال بينما يحتضنون مصاحفهم.
على ضفاف ترعة السلام بين محافظتي دمياط والدقهلية، قلب أم يتقطع، وعقل أب لا يتوقف عن التفكير، ودموع أبناء تتساقط لتمتزج بمياه الترعة، ينتظرون المجهول بشأن أطفالهم، بعدما سقطت بهم سيارة 'ميني باص' في رحلة نظمها لهم مكتب تحفيظ القرآن الكريم إلى مصيف رأس البر بدمياط، خلال عودتهم إلى مسقط رأسهم بقرية ليسا الجمالية التابعة لمحافظة الدقهلية.
ما إن شاهد أهالي المنطقة سقوط الباص في ترعة السلام اصطف العشرات منهم يتقدمهم عدد منهم ممن يجيدوا العوم، الذين قدموا يد العون إلى فرق الإنقاذ من جهة والشرطة من أخرى بينما وقف رجال الإسعاف؛ انتظارا لاستخراج المصابين لإسعافهم، ونقل جثامين الضحايا معهم.
ظهور رجال الضفادع البشرية بعث الأمل داخل الأهالي، فيما تقدم أحد اللوادر، الذي قام بسحب الأتوبيس من المياة وسط مساعدة من الأهالي، لانتشاله من المياة والبحث عن ضحايا آخرين في المياة.
جنازة مهيبة لـ حفظة القرآن
شيع المئات من أهالي قرية ليسا التابعة لمركز الجمالية بمحافظة الدقهلية، جثامين 4 أطفال، بعد صلاة الظهر وسط تعالي صراخ بعض النساء الحاضرين وانهيار وبكاء أسر الضحايا وزملاءهم الذين شاركوا في تشييعهم إلى مثواهم الأخير.وفور مرور جثمان الضحايا وخروجهم من المسجد انهار الجميع بالبكاء، وردد المشاركون في الجنازة هتافات:”لا إله إلا الله.. في الجنة ياشهداء”.
كان ورد إلى الأجهزة الامنية بلاغا، بوقوع حادث، على الفور انتقل، ضباط شرطة الجمالية وقوات الإنقاذ النهري وتم الدفع بأكثر من 7 سيارات إسعاف من محافظتي دمياط والدقهلية لموقع الحادث، كما تحركت قوات الإنقاذ النهري لإنقاذ المواطنين وانتشال جثث الركاب والمصابين.
ووفقا للتحريات الأولية وشهادات شهود العيان، فإن ضحايا اتوبيس ترعة السلام غرقوا وهم يحتضنون المصاحف الخاصة بهم، وجميعهم يقيمون في 'عزبة ليسا'، التابعة لمركز الجمالية بمحافظة الدقهلية.
وأسفر الحادث عن وفاة كل من «حنين حافظ رفاعي»، 14 سنة، وجرى نقل جثتها إلى مشرحة مستشفى الجمالية المركزي، بالإضافة إلى كل من «محمد إبراهيم جمال»، 4 سنوات، و«شيماء عبدالناصر الجمال»، و«تسنيم محمود رفاعي»، 13 سنة، والذين انتشل أهاليهم جثامينهم واصطحبوهم إلى منازلهم، وجميعهم يقيمون بعزبة «الرفاعي»، التابعة لقرية «ليسا الجمالية» بدائرة مركز الجمالية بمحافظة الدقهلية.
وتم نقل المصابين فى حادث ترعة السلام إلى مستشفيات الجمالية والمنزلة ودمياط المركزى لتلقى العلاج، فيما تمكنت قوات الإنقاذ النهرى بالتعاون مع أهالى المنطقة برفع السيارة، واستخراجها من المياه.
الرسالة الأخيرة
'إن نمت وغابت النون فالدعاء وصية بيننا'.. كان آخر ما دونته الطالبة تسنيم محمود الرفاعي، على موقع التواصل الاجتماعي 'فيس بوك'، إحدى ضحايا حادث أتوبيس السلام الذي سقط بـ30 طفلا من حفظة القرآن الكريم في ترعة السلام بالطريق الواصل بين محافظتي دمياط والدقهلية، لتكون آخر ما تطلبه الدعاء لها.ما إن سمع الأهالي والأصدقاء بالخبر، علق الجميع على المنشور وسط حالة من الحزن، 'ربنا يرحمك ويغفرلك ويسامحك.. كأنك كنتي حاسة'، بحسب تعليقات الجميع، على ما دونته.
شيخ الأزهر
تقدم فضيلة الإمام الأكبر أ.د أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، بخالص التعازي وصادق المواساة إلى أسر ضحايا حافلة ترعة السلام، والتي غرقت مساء أمس الأربعاء، ما أسفر عن وقوع وفَيَات ومصابين من حفظة كتاب الله -عز وجل-، داعيا المولى -سبحانه- أن يرحم شهداء القرآن، وأن يربط على قلوب أهليهم وأحبائهم، وأن يسكنهم الفردوس الأعلى، وأن يمُنَّ على المصابين بالشفاء العاجل.وقد وجَّه فضيلةُ الإمام الأكبر قياداتَ الأزهر الشريف باتخاذ الإجراءات اللازمة لصرف مبالغ مالية عاجلة لأسر المتوفين والمصابين، مع توفير إعانات مالية شهرية للمحتاجين منهم، وتوفير الدعم الصحي اللازم للمصابين من عمليات جراحية ومستلزمات طبية في مستشفيات جامعة الأزهر، كما كلَّف فضيلته وفدًا أزهريًّا رفيع المستوى بتقديم واجب العزاء لأسر الأطفال الضحايا والاطمئنان على المصابين.
تضامن الدقهلية
قال الدكتور وائل عبدالعزيز، وكيل الوزارة، مدير مديرية التضامن الاجتماعي بالدقهلية، إن لجنة الإغاثة بمديرية التضامن الاجتماعي تحركت لتقديم كافة أوجه الدعم وصرف المساعدات المالية لأسر المتوفين والمصابين في حادث انقلاب أتوبيس في ترعة السلام وبه أطفال مكتب لتحفيظ القرآن من مدينة الجمالية.وأضاف في بيان صحفي، اليوم الأربعاء، أنه يتم حاليًا حصر أعداد المتوفين والمصابين بالحادث، وتقرر صرف مساعدة بمبلغ 8000 جنيه لكل حالة وفاة ومبلغ 2000 جنيه لكل حالة إصابة، ويتم تسجيل الأسر المضارة على برنامج تكافل وكرامة وتقديم كافة المساعدات اللازمة لهم، بالإضافة إلى متابعة حالات المصابين بالمستشفى لتقديم كافة أوجه الرعاية لهم والمساعدات الممكنة لهم ولأسرهم.
وأشار رعاية الحالات الإنسانية بالتعاون والتنسيق المستمر مع المجتمع المدني والجمعيات الأهلية بهدف تقديم الرعاية لهم، تنفيذًا لتوجيهات القيادة السياسية التي تضع هذه الفئات في مقدمة الأولويات.
وارتفع عدد ضحايا سقوط ميني باص بترعة السلام في الطريق الواصل بين محافظتي دمياط والدقهلية بالقرب من قرية الإسكندرية الجديدة مركز الجمالية اليوم إلي وفاة 4 أطفال بالإضافة إلى 3 إصابات بالمستشفيات، وعدد آخر ذهب بهم الأهالي إلى منازلهم، خلال عودة ميني باص من رحلة مكتب تحفيظ قرآن كريم من مصيف رأس البر بمحافظة دمياط وسقط بهم في مياه الترعة.
مفتي الجمهورية ينعى ضحايا حافلة ترعة السلام حفظة القرآن الكريم
الدقهلية حزينة.. تشييع جنازة حفظة القرآن الكريم ضحايا حادث ترعة السلام