حكاية بطل في حادث حريق كنيسة أبو سيفين.. محمد أنقذ «مينا وجورج و5 أطفال» وكسرت قدمه

لم يتردد «محمد يحيى» أحد أهالي منطقة إمبابة، لحظة عندما سمع صوت استغاثات تخرج من كنيسة «الشهيد العظيم فيلوباتير مرقوريوس أبو سيفين» بإمبابة، هرول الشاب الثلاثيني مقتحما النيران، لعله ينقذ ما يمكن إنقاذه من جيرانه، من وسط جحيم النيران التي التهمت المبنى بالكامل.

ما إن شاهد الشاب الثلاثيني الأدخنة تتصاعد من مشارف الكنيسة، وصوت الصراخ يخرج منها، أسرع نحو بابها، وبصحبته عدد من الجيران، واتخذ مكان القائد، وأشار بأصابعه لكل شخص ماذا يفعل حتى يخرجوا جميعا من وسط النيران سالمين.

بشكل لا إرادي، هرع محمد ودخل الكنيسة، وصعد إلى الطابق الثالث، وحاول الدخول إلا أنه تعثر، بسبب امتداد ألسنة النيران سريعا وحاصرته ومنعته من اتمام المهمة، كما أن الأدخنة منعته من الرؤية والتحرك داخل المكان، وكادت أن تمنعه من التواجد في المكان بسبب الاختناق، بهمة عالية خلع الشاب ملابسه، ووضعها على فمه.

نظر الشاب الثلاثيني هنا وهناك محاولا الوصول إلى أحد لنجدته، وخلال رحلة بحثة، وجد رجلا يستغيث به «إلحقني هموت». حمل محمد، الرجل العجوز على كتفه، وهرول به مسرعا على السلم وخروجه إلى الشارع، ووضعه مع المقدمين يد المساعدة، لمحاولة إسعافه، وعاد مرة أخرى لنجدة الآخرين.

بهمة عالية، صعد محمد مرة أخرى داخل الكنيسة، وصعد تلك المرة إلى الطابق الرابع ليفاجأ بتفحم حضانة الأطفال. حاول الشاب إخراج الأطفال واحد تلو الآخر وتسليمهم لسيارات الإسعاف حتى بلغ عدد الأطفال 5.

من بعيد شاهد «محمد» عم جورج، ملقى على الأرض يستغيث به وهو وسط النيران، هرول الشاب نحوه وحمله، وخلال النزول به على السلم تعثرت قدميه فسطا سويا، وكسرت قدمه، استغاث الشاب بأحد رجال الحماية المدنية المتواجدة في المكان، هرول نحوه أحدهم وحاول حمله إلا أنه طالبه بإنقاذ «عم جورج» أولا: «شيل عم جورج الأول مش قادر يتنفس»، وبعدها عاد رجل الأمن وأخرج الشاب وتحويله إلى المستشفى وهو الآن مصاب بكسر في القدم.

أوضح بيان صادر من النيابة العامة أن النائب العام وجَّه بسرعة إنهاء إجراءات الصفة التشريحيَّة لكافة الجثامين في حادث كنيسة «الشهيد العظيم فيلوباتير مرقوريوس أبو سيفين» بإمبابة، وتسليمها فورًا لذويهِم لدفنِها، مؤكدا بأن حتَّى هذه الساعة توفي من جرَّاء الحادث (41) شخصًا، وأصيب (16)، من بينهم ضابطان وفردا شرطة.

وانتهت النيابة العامة من مناظرة كافة الجثامين في حادث كنيسة « الشهيد العظيم فيلوباتير مرقوريوس أبو سيفين » بإمبابة ولم تلحظْ فيها إصاباتٍ ظاهرةً دالة على أمور أخرى خلاف الاختناق، مشيرا إلى أن فريق التحقيق انتقل برفقة الطبيب الشرعي، وأجرى توقيع الكشف الطبي الظاهري على الجثامين؛ وقوفًا على سبب الوفاة.

وقالت النيابة العامة في بيان لها إن النائب العام انتقل لمعاينة موقع حادث كنيسة «الشهيد العظيم فيلوباتير مرقوريوس أبو سيفين» بإمبابة.

وأشار بيان النائب العام، إلى أن النيابة انتهت من سؤال (14) مصابًا سمحت حالتهم الصحية بسؤالهم، مؤكدا بأن الشهود بموقع الحادث أشاروا إلى أن سبب الحريق ماسٌّ كهرُبائي بجهاز لتوليد الكهرُباء، والنيابة العامة ندبت الإدارة العامة لتحقيق الأدلة الجنائية لرفع الآثار لبيان سبب الحادث وكيفية وقوعِهِ.

محافظ بني سويف ينعي ضحايا حريق كنيسة أبوسيفين

حريق كنيسة أبوسيفين.. رئيس محكمة النقض يعزي البابا تواضروس الثاني