حفل تتويج الملك تشارلز.. تكلف 100 مليون جنيه إسترليني لإحياء طقوس عمرها 1000 عام
شهدت كنيسة دير وستمنستر، مراسم حفل تتويج الملك تشارلز الثالث ملكًا للملكة المتحدة، حيث أدى الملك للقسم وارتدى التاج الملكي وسط إجراءات أمنية مشددة في لندن.
حفل تتويج الملك تشارلز
وعاد الملك تشارلز والملكة كاميلا إلى قصر باكنجهام مستقلين عربة ملكية تجرها الخيول، وسط حضور أعضاء العائلة المالكة البريطانية وشخصيات بارزة محليا ودوليا لمراسم التتويج.وظهر الملك تشارلز الثالث مرتديًا تاجه الملكي وبجانبه الملكة كاميلا وأعضاء آخرون من العائلة المالكة على شرفة قصر باكنجهام لتحية الحشود المتجمعة.
وشاهد الملك و الملكة عروضا للطيران العسكري ، شارك فيه خمس تشكيلات من طائرات الهليكوبتر مع طائرات تابعه لسلاح الجو الملكي.
و اضطرت القوات الجوية إلى تخفيض عدد الطائرات المشاركة في العرض المقدم بسبب الأحوال الجوية.
ولم يظهر الأمير هاري فى الشرفة الملكية إلى جانب عائلته خلال حفل تنصيب الملك تشارلز، فقد كان هناك تساؤلات قبل حفل التتويج عما إذا كان الأمير هاري سيظهر من خلال الشرفة الملكية بجانب أعضاء الأسرة المالكة.
لكن الأمير لم يكن حاضرا عندما كان أعضاء العائلة المالكة يلوحون للحشود الكبيرة الموجودة أمام قصر باكنجهام، ولم تسافر زوجة دوق ساسكس وطفلاهما إلى بريطانيا لحضور مراسم التتويج.
حفل تنصيب الملك تشارلز
يدور الحديث كثيرا في الإعلام عن تكلفة الحدث الملكي الفخم وحفل التتويج، وهل دافع الضرائب في المملكة المتحدة هو من يموله؟دعا تشارلز شخصيات كبيرة من جميع أنحاء العالم، بما في ذلك ابنه الأمير هاري، للمشاركة في هذا الحدث التاريخي، وسيستضيف حفل تتويج الذي يعتقد أنه باهظ التكاليف، حفلا موسيقيا كبيرا.
تكلفة حفل تنصيب الملك تشارلز
لم يتم بعد تقييم التكاليف رسميا، لكن قدرت بـ100 مليون جنيه إسترليني. وكشفت اللجنة المشرفة على تخطيط برنامج الحدث أنه على الرغم من محاولات تقليص التكاليف، فإنها قد تكون باهظة.وبحسب محطة إي بي سي الإخبارية فإن برنامج حفل التتويج قد يكون باهظا وقد يصل إلى 125 مليون دولار. لكن هناك اعتقاد أن هذا الحدث لايتكرر كثيرا بالنسبة للعائلة المالكة والبلد ككل.
كلف تتويج الملكة إليزابيث الثانية في عام 1953 1.5 مليون جنيه إسترليني أي ما يعادل حوالي 50 مليون جنيه إسترليني اليوم.
ستدفع الحكومة البريطانية تكاليف تتويج الملك تشارلز الثالث، وبالتالي هي تكلفة يتحملها دافع الضرائب البريطاني في الأساس. ويدرك الملك والحكومة أن وقع هذا سيكون صعبا على البريطانيين الذين يعانون أصلا من ضائقة مالية. لكن تأمل الحكومة أن يدرك الشعب أهمية الحدث وماقد يجلبه للاقتصاد.
فمن المتوقع أن يجلب تتويج الملك حوالي 1 مليار جنيه إسترليني للاقتصاد البريطاني. فعوائد الاحتفال بما فيها حقوق البث التلفزيوني في جميع أنحاء العالم وحركة السياحة وحجز الفنادق لحضور التتويج في عطلة نهاية الأسبوع قد تقلص التكلفة قليلا.
ثروة ملك بريطانيا الجديد
تصل ثروة الملك تشارلز إلى مابين 400 و 480 مليون جنيه إسترليني، وتصل الأصول التي يملكها بحسب بعض التقدريرات إلى 2 مليار جنيه إسترليني.ويُقال إن غالبية أمواله موروثة من الملكة الراحلة، إذ كان هو المستفيد الوحيد منها بما في ذلك ثروتها ومجموعاتها الفنية والمجوهرات والمنازل الملكية الخاصة.
وعادة العائلة المالكة لاتول الحدث الوطني لكنها تمول مناسبتها الخاصة مثل الزواج.
المراسم الدينية والطقوس الملكية
وبعد انتهاء المراسم الدينية والطقوس الملكية في دير كنيسة ويستمنستر يعود الملك تشارلز وزوجته الملكة إلى قصر باكنغهام.يستخدم تشارلز وكاميلا في طريق العودة أقدم عربة ملكية، وهي العربة الملكية المذهبة التي تعود إلى 260 عاماً.
واستخدمت في كل مراسم التنصيب منذ عهد الملك وليام الرابع في عام 1831 واستخدمها للمرة الأولى جورج الثالث للذهاب لحضور الافتتاح الرسمي للبرلمان في عام 1762.
يبلغ طول العربة 7 أمتار وارتفاعها 3.6 أمتار ووزنها 4 أطنان وتجرها ثمانية خيول.
وبحسب الخبراء فإن حجم العربة لا يسمح بسرعتها فمسيرها يماثل مسير الأفراد مما يعطيها المزيد من الأبهة والفخامة.
لكن الملكة الراحلة إليزابيث لم تكن مستريحة في تلك العربة فقد وصفت رحلتها من القصر إلى كنيسة دير وستمنستر في أحد الأفلام الوثائقية بأنّها كانت 'مرعبة وغير مريحة'
نظرة مقربة على التاج الملكي
أصبح تشارلز الثالث أكبر ملك بريطاني عمرا يضع على رأسه تاج القديس إدوارد، والذي يستخدم خلال مراسم تتويج ملوك وملكات بريطانيا.الملك تشارلز الثالث: تتويج الملكة بمراسم دينية وملكية ووضع تاج الملكة ماري على رأسها
بحسب مصادر قصر باكنغهام استخدمت قرينة الملك كاميلا، تاج الملكة ماري الذي وضعته أثناء تتويج الملك تشارلز الثالث.وبحسب تقارير إعلامية تم الاستغناء عن ماسة كوهينور المثيرة للجدل من التاج بعد تحذير الحزب الحاكم في الهند من مغبة إحياء 'ذكريات مؤلمة من الماضي الاستعماري'.
وعدل التاج الذي استخدم اليوم للمرة الأولى منذ ثلاثة قرون لقرينة الملك، واستخدام تاج موجود لتتويج ملكة قرينة بدلاً من صنع تاج جديد هو خطوة فريدة، حيث اتخذت الملكة كاميلا القرار باستخدام تاج الملكة ماري من أجل الاستمرارية.
وادخلت تعديلات على التاج بإضافة أحجار ألماس من بروش كولينان الثالث والرابع والخامس تكريماً للملكة إليزابيث الثانية، التي كانت تحتفظ بها في مجموعة مجوهراتها الشخصية.