حكايات المنشد الراحل عامر التوني.. «كان بيتسحر في بيوت المسيحيين وورث الصوت الجميل من والدته»

رحل عامر التوني، مؤسس فرقة المولوية المصرية، لكنه ترك وراءه إرثًا فنيًا وإنسانيًا خالدًا، لم يكن مجرد منشد صوفي، بل كان جسرًا بين الثقافات والأديان، استطاع بفنه أن يمزج بين الروحانية والموسيقى، وبين الإنشاد الإسلامي والترانيم المسيحية، ليخلق حالة فريدة من التسامح والمحبة، هكذا وصفه محبيه عند سماع خبر وفاته.

الموسيقى تجمع ولا تفرق

آمن عامر التوني بأن الفن رسالة توحد، وليس أداة تفرقة، فكان دائم التعاون مع المسيحيين في تقديم الأناشيد والترانيم، وقال في لقاءه ببرنامج سبوت لايت مع الإعلامية شيرين سليمان المذاع على قناة صدى البلد: 'ثلث جمهورنا مسيحي، وعندما صنعنا أول ألبوم لنا وزعناه مجانًا عرفانًا بدورهم معنا، وبعدها وجدنا أن كثيرًا منهم يشكرنا لأننا جعلنا الموزعين مسيحيين، رغم أنه لم يكن مقصودًا'.

عامر التوني

وأضاف المنشد الراحل عامر التوني: 'كنا نتسحر في بيوت مسيحيين وكانوا يستضيفوننا على الإفطار، فنحن أصدقاء'.

صوت والدته شكل وجدانه الفني

لم يكن التوني مجرد فنان تعلم الإنشاد، بل ولد به، فصوت والدته كان أول معلم له، حيث قال: 'نحن كنا محظوظين لأننا نشأنا في الريف، وورثت الصوت الحلو من والدتي، فقد كانت حافظة لتراث سيد درويش بالكامل، وكنت أحب أن أسمع صوتها لأنه كان سليمًا'.

البداية من ناي صنعه بيديه

لم يكن الوصول إلى الفن أمرًا سهلًا، خاصة في قرية بسيطة بمحافظة المنيا، حيث لم تكن تتوفر الآلات الموسيقية، لكن شغفه بالموسيقى دفعه لاختراع آلته الأولى بيديه، وقال: 'في المدرسة كنت أقدم الأوبريتات والمسرحيات، وكان لدي هاجس أن أتعلم العزف على آلة موسيقية، لكن قريتي لم تكن بها آلات، فصنعت نايًا خاصًا بي وكنت طفلًا وقتها'.

عامر التوني

واستكمل كلامه، قائلًا: 'كنت أعزف الناي في طابور الصباح بالثانوية العامة، وكان يسمح لنا بذلك مدير المدرسة، رغم أنه كان شيخًا أزهريًا لكنه كان لديه تفتح وفكر'.