حكاية «عبدالرحمن».. والده طلب منه المساعدة ​فقُتل دفاعا عن الـ"توك توك"

لم يرضى 'عبدالرحمن' بالجلوس في صفوف العاطلين في بلدته بعدما حصل على الشهادة الإعدادية، وصمم أن يبحث عن لقمة العيش بأي ثمن وفي أي مكان خاصة أن والده أصبح مريضا، وهو العائل الوحيد للعائلة، ونصحه بالعمل على توكتوك، لمساعدته 'انت كبرت دلوقتي وتقدر تساعدني أبوك مبقاش زي الأول يا عبدالرحمن'.

خرج الطفل النحيل من بيته باحثا في كل مكان ولم يجد عملا مناسبا له خاصة أن الصحة على قد الحال والأسعار تزداد يوما بعد يوم. ففكر في عرض والده بالعمل على توكتوك، وبالفعل تسلم وردية للعمل على توك توك.

مرت عدة أيام على العمل للصغير، وطلب من صاحب التوك توك أن يطيل ميعاد الوردية. وفي اليوم المشئوم، أشارت عقارب الساعة إلى الحادية عشر ليلا عندما استوقف 'عبدالرحمن' شابان من أبناء قريته بمركز منوف في محافظة المنوفية، وطلبا منه توصيلهما، وما أن وصلوا إلى البحر الفرعوني، طلبا منه التوقف، لكنه شعر بالغدر في أعينهم فرفض، ليفاجئ بقيام أحد الأشقياء بضربه على رأسه، وأوقفوا التوك توك.

طلبا الأشقياء، نزول عبد الرحمن من التوكتوك، لكنه رفض وأصر على عدم تركه وسط توسلات منه بأن يتركوه لحال سبيله خاصة أن التوك توك ليس ملكه ويعمل عليه عدة ساعات من أجل أن يوفر لقمة عيش لمساعدة والده والإنفاق على أسرته.

لم يهتم المتهمان بكلام وتوسلات 'عبدالرحمن'، وأصرا على سرقة التوك توك، فقاومهم بشدة ورفض تركه لهم، سحلوه على الأرض ولكنه لم يفلت يده، فبادر أحدهم بالضرب على رأسه عدة ضربات حتى خارت قواه، فحملاه وألقياه في البحر الفرعوني، واستقليا التوكتوك، وفرا هاربين.

خرجت الأسرة ونشرت صور نجلها علي مواقع التواصل الاجتماعي الفيس بوك من أجل إيجاد خيط للعثور عليه حيث تم تحرير محضر بقسم الشرطة بتغيب طفلهم.

وقال عمه، أن عبد الرحمن يخرج يوميا من الثامنة صباحا للعمل علي التوك التوك وفي أحد الأيام لم يعد الي المنزل وبحثنا عنه في كل مكان ولكن دون جدوى حتي فاجئنا أحد الأشخاص بأنه شاهده مع شخصين ذو سمعة سيئة طلبا منهم توصيلهم الي أحد الأماكن.

وأضاف أنه بالبحث عن الشابين وجدوا أسرتهم يبحثون عنه أنهم مختفيين حتي شاهدهم أحد الشباب وتم ضبطهم وتسليمهم الي الشرطة واعترفا بارتكابهم الواقعة وقتل عبد الرحمن لسرقة التوك توك وبيعه من أجل الحصول علي الأموال.

وأوضح أن المتهمين اعترفا بارتكابهما الواقعة وسرقة التوك التوك وبيعه حيث ارشدا عن مكان الأموال.

وتابع أن الأهالي عثرت على جثة نجله في البحر الفرعوني حيث تم انتشاله وتم إبلاغه من قسم شرطة منوف بالعثور علي طفله مقتولا وملقي في البحر الفرعوني.

وطالبت الأسرة بسرعة القصاص من قتله نجلهم وإعدام المتهمين، حيث أنهم معروفين عنهم سوء السمعة بين أبناء القرية.

وشيع العشرات من أهالي سمادون جثمان عبد الرحمن وسط حالة من الحزن بين أبناء القرية الي مثواه الأخير بمقابر الأسرة في القرية وسط مطالبات بالقصاص وإعدام المتهمين.

العثور علي جثة طفل مجهول الهويه طافيه أعلي مياه بحر أبو الأخضر بالشرقية

انتشال جثة طفل لقى مصرعه غرقا بمياه الرياح التوفيقى بكفر شكر