حكاية مقتل مهندس الإسكندرية.. زميل الدراسة قرر الانتقام وقصة المرض النفسي

داخل شارع مزدحم بمنطقة كرموز بالإسكندرية، دوّى صوت رصاصٍ مفاجئ أوقف حركة المارة، وسقط شاب في الثلاثينات من عمره غارقًا في دمائه. دقائق معدودة كانت كفيلة بتحويل المشهد من صخب يومي عادي إلى جريمة قتل مأساوية صدمت الجميع.

الضحية لم يكن مجهولًا، بل مهندس شاب حاصل على بكالوريوس هندسة، يعمل مندوب مبيعات في توكيل سيارات، عرف بين زملائه بالهدوء والاجتهاد. ومع انتشار الفيديو على مواقع التواصل الاجتماعي، نسج البعض روايات غامضة عن “اغتيال مهندس نووي”، قبل أن تكشف وزارة الداخلية الحقيقة الكاملة.

تحريات مباحث قسم كرموز أثبتت أن القاتل لم يكن غريبًا، بل صديق الطفولة وزميل الدراسة، حاصل أيضًا على بكالوريوس هندسة، ويعاني من اضطرابات نفسية سبق أن أودع بسببها مصحة للعلاج.

التحقيقات كشفت أن بينهما خلافات قديمة، بدأت حين تعدى الجاني على زوجة المجني عليه بالسب والتشهير عبر مواقع التواصل الاجتماعي، قبل أن يتدخل الأهل وتتم المصالحة في نوفمبر 2024. لكن داخل المتهم كان الغضب يغلي، خصوصًا بعدما علم أن المجني عليه شكا أمره لوالده الذي وبّخه بشدة.

قرر الصديق الانتقام بطريقته القاتلة، فاستل سلاحه وأطلق عدة رصاصات نحو صديقه السابق في وضح النهار، ليسقط المهندس قتيلًا أمام الجميع، ثم لاذ بالفرار بسيارته.

بعد ساعات من التحريات، تمكنت الأجهزة الأمنية من ضبط المتهم والسلاح المستخدم، واعترف بارتكاب الجريمة بدافع الانتقام. وبذلك أسدلت وزارة الداخلية الستار على واحدة من أبشع جرائم الخيانة، حين تحوّلت الصداقة إلى رصاصٍ غادر أنهى حياة مهندسٍ شاب في لحظة غضبٍ قاتلة.