والدة حكيم زياش كلمة السر في تحوله من مُدمن مريض إلى بطل استثنائي
لا يخفى على أحد أن حكيم زياش لاعب منتخب المغرب، هو أحد أبرز نجوم أسود الأطلس على الإطلاق، والذي يُمكن الاستغناء عنه في التشكيل الأساسي، حيث يُقدم مستويات مميزة للغاية في كأس العالم 2022 بقطر.
وشارك حكيم زياش، في المسيرة المميزة لمنتخب المغرب بمونديال قطر 2022، التي وصل فيها أسود الأطلس إلى نصف النهائي، بعد تخطي عقبة إسبانيا، في دور الـ16 بركلات الترجيح، ثم هزيمة البرتغال، بهدف نظيف، في ربع النهائي.
وعاد حكيم زياش من اعتزال اللعب دوليًا، حيث كان اتخذ القرار في وقتٍ سابق، صدم الرأي العام وقتها، بسبب خلافه مع البوسني وحيد خليلوزيتش، حيث كادت المغرب، أن تفقد جوهرة حقيقية، لولا رحيل خليلوزيتش، وتولي وليد الراكراكي، تدريب أسود الأطلس، ليقنع زياش بالتراجع عن قراره.
حكيم زياش نجم تشيلسي الإنجليزي، عاش قصة استثنائية للغاية، إذ تحول من شاب دخل عالم الإدمان والانحراف عندما كان طفلًا في سن العاشرة، بالتحديد بعد وفاة والده، إلا أن والدته لم تتركه للاستسلام إلى الطريق الخطر الذي وقع فيه، وكانت نقطة تحول في مسيرته.
كان حكيم زياش، قصة ورواية، يتداولها المغاربة في هولندا، بوصفهم له كفتى صاعد سيطرت عليه عصبية المزاج وردود الفعل اللحظية، لكنه تمتع بموهبة كبيرة في كرة القدم بملعب نادي أياكس أمستردام الهولندي.
بدأت قصة حكيم زياش، عام 1993، حيث ولد في مدينة دورنتن الهولندية، وسط 8 شقيقات وأشقاء، بينما في عام 2008، انتقل إلى نادي هيرينفين الهولندي،رغم الظروف الصعبة من الناحية الاجتماعية التي شكلت عقبات في حياته، إلا أنه تغلب عليها بفضل دعم والدته.
حكيم زياش تحول من مدمن يُعاني من الفقر واليُتم بعد رحيل والده، إلى أفضل لاعبي كأس العالم 2022، ليصبح قصة بطل حقيقي، ومثال يُحتذى به، خاصة وأنه كاد أن يعتزل مرتين قبل أن يصل إلى ما هو عليه الآن.
بدأ حكيم زياش، وترتيبه الأخير بين أشقائه الثمانية، اكتشاف موهبته مع كرة القدم، في الخامسة من عمره، قبل أن يتوفى والده في سن العاشرة، ليجد أسطورة المنتخب المغربي وإخوته وأمه أنفسهم يُعانون من أزمة مالية، خاصة وأن رب الأسرة قد رحل.
الأزمة المالية كاد أن تدفع زياش لترك دراسته وهجر كرة القدم تمامًا، خاصة وأنه لا يجد ما يُنفق عليه في تعليمه وموهبته، إلا أن نادي هيرنفين كان طوق النجاه، وأعاده لممارسة كرة القدم من جديد عند وصوله لسن 14 عامًا.
عادت فكرة الاعتزال تراود حكيم زياش مرة أخرى، بسبب فقدان صديقه المقرب عبد الحق نوري، لاعب أياكس أمستردام، الذي تعرض للسقوط الشهير على أرض الملعب، عام 2017، في مباراة أمام فيرد بريمن، ودخل غيبوبة لسنوات طويلة، قبل أن يُصاب بتلف دماغي دائم.
معاناة حكيم زياش الأسرية، لم تتوقف عند وفاة الوالد فحسب، لكنه عانى فقدان شقيقه الأكبر الذي تعرض للحبس في قضية احتيال، ليترك اللاعب المراهق أسرته ويسافر بعيدًا عن مدينة هيرنفين، بينما في سن 16 عامًا كان على شفا حفرة من الضياع لمرافقته أصدقاء السوء.
حكيم زياش بدأ بمساعدة أصدقاء السوء، شرب الكحوليات وتعاطي المخدرات، قبل أن ينتشله ابن وطنه الأم، المغربي السابق عزيز ذو الفقار، وهو أول محترف من المغرب في الدوري الهولندي، والذي قام بدور الأب والمدرب في حياة زياش.
ونجح عزيز ذو الفقار، من إعادة زياش من الطريق المظلم إلى النور، والتركيز على موهبته التي يتمتع بها.
وعند عام 2016، دفع نادي أياكس أمستردام 10 ملايين جنيه إسترليني، للتعاقد مع خط الوسط المهاجم، حيث سجل 10 أهداف في أول موسم له مع الفريق، بينما فاز بجائزة «الحذاء الذهبي» من جريدة «دي تليجراف» الهولندي، كأفضل لاعب في الدوري الهولندي.
واختار حكيم زياش أن ترافقه والدته إلى الحفل، حيث قال فور صعوده منصة التتويج: «هذه أمي، هي البطل الحقيقي، ولست أنا، هي كل شيء بالنسبة لي، ولولاها لما وقفت اليوم أمامكم، إذن حيوها أرجوكم، لأنها من قادتني إلى هنا لأقف أمامكم».
فالجهود الجبارة لوالدته، والمساعدة التي لم تتوقف من اللاعب المغربي والمساعد الاجتماعي عزيز دوفيقار، أول لاعب مغربي محترف في الدوري الهولندي، مكنتا حكيم زياش من مغادرة عالم الانحراف إلى اتساع المستطيل الأخضر للعبة كرة القدم.
واستجاب حكيم زياش، لنداء قلبه، حيث اختار تمثيل منتخب المغرب، معتذرًا عن التواجد في صفوف منتخب هولندا، الذي لعب بقميصه في المراحل السنية المختلفة، وولد على أراضيه، لكنه قال عند سؤاله عن سر تفضيله اللعب لأسود الأطلس، «طالما شعرت أنني مغربي ولدت لأبوين من المغرب».
حكيم زياش أفضل لاعب في مباراة المغرب وبلجيكا
مونديال 2022.. حكيم زياش يقود هجوم منتخب المغرب أمام كرواتيا