"خبط العربية ونزل يعاتبه".. نهاية مأساوية لـ طالب صيدلة على يد مهندس بالعبور| القصة الكاملة 

جريمة بشعة حدثت في مدينة العبور، شاب يتيم 24 عاما يدرس بكلية الصيدلة، كان جالسا يذاكر لامتحاناته في أمان الله، هاتفه صديقه وأخبره بأنه وجد دواء السكر لجدته المريضة، نزل ليحصل على الدواء وتحرك عائدا إلى العبور، وعند وصوله للحي الخامس حدث ما لم يخطر بباله، أحد السائقين ضايقه بسيارته، حتى كسر له المراية واصطدم بجانب السيارة الأيسر.

يوسف شريف

عاتبه الدكتور «يوسف شريف» وهو متعجب «أنت بتعمل إيه يا عم إيه اللى بتعمله ده»، فتفاجىء بوابل من الشتائم والسباب بل والتمادي فى خبط السيارة، وقال له من نافذة السيارة «لو عاوز حقك تعالى ورايا».

اتّبعه «يوسف» وهو منفعل، وأبلغ صاحبه برقم السيارة ولونها ونوعها، وكأن قلبه يشعر بأن ثمة غدر سيحدث، ولم يلاحظ الصيدلي الشاب أنه تم استدراجه لمنطقة شبه منعزلة نزل «يوسف» وعلى لسانه جملة واحدة، «يعنى أنت تبوظ لى العربية وتشتم أبويا كمان».

لكنه لم يجد نقاشا من الطرف الآخر، نزل صاحب السيارة الأخرى ومعه سكين، وباغته بضربة فى يده اليسرى، قطعت له أعصاب اليد والأوتار والشرايين، «يوسف» لم يستوعب ما يحدث معه، وفجأة ضربه الجاني ضربة فى البطن بعرض 15 سم، الدم ظل يسيل والنزيف لم يتوقف، وهنا تأكد «يوسف» أنه أمام مجرمًا حقيقيا، مسك جرح يده اليسرى بيمينه، وأعطى ظهره له وركض نحو سيارته.

لكن الشاب لم يتركه بل لاحقه من ظهره، جرى خلفه 20 مترا حتى لحق به، وضربه طعنتين نافذتين مخترقا القفص الصدري والرئة، حتى وصل للطحال وأصاب الشرايين الرئيسية، هنا سقط «يوسف» بجوار سيارته، لكن لم تنته قسوة المتهم عند هذا الحد، ضربه مجددا على رأسه وأصيب بجرح 12 سم ثم هرب.

يوسف شريف

بالصدفة مر عامل توصيل ورأى ما حدث، ترجّاه «يوسف» أن ينجده بأي شكل، «أنا بموت انقلنى على أى مستشفى»، الديليفري كان شهما ونقله سريعا للمستشفى، وفي الطريق كان «يوسف» يقول له: «بلغ أمى وإخواتى إنى بحبهم أوى»، وردد «يوسف»، الشهادة «أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمد رسول الله»، هنا وصل الأهل والأصدقاء ورجال الأمن.

تلك التفاصيل السابقة حكاها صديق يوسف عبر «فيسبوك»، والإصابات المذكورة جاءت وفقا للتقرير الطبي للحادث، وبعدها دخل «يوسف» العمليات، ونسبة النجاة لا تتخطى 1%، ثم دخل العمليات مجددا وعاود الكرة مرة ثالثة، حتى أذن الله له بالرحيل ومفارقة الحياة، بعد أن لقن صاحبه وصيته «أمى وإخواتى يا عبد الرحمن»، لقى ربه وهو يشهد له بالوحدانية رافعا السبابة، فارق الدنيا وهو مظلوما ومجني عليه، وترك خلفه أسرة تتقطع قلوبهم حزنا عليه.

بلاغ بإصابة الطالب يوسف شريف بالعبور

تلقى اللواء نبيل سليم مدير أمن القليوبية، إخطارا من شرطة النجدة يفيد باستقبال المستشفي الطالب 'يوسف شريف' طالب بكلية الصيدلة مصاب بعدة طعنات بالجسد.

عايز حقك تعالي ورايا

على الفور انتقلت الأجهزة الأمنية لمكان الحادث، وتبين إصابته بـ8 طعنات متفرقة، وتبين نشوب مشادة كلامية بين المجنى عليه ومهندس 36 سنة اثر اصطدام سيارة المتهم بالمجنى عليه، وخلال معاتبته له ردد قائلا للمجنى عليه 'عايز حقك تعالي ورايا'.

فقام المتهم بالسير خلفه ثم استدرجه إلى إحدى الشوارع الخالية من المارة وطعنة بسكين وجرى نقله للمستشفى لتقديم الاسعافات والفحوصات الطبية اللازمة، وتم وفاته بعد أسبوع.

القبض على المتهم بإنهاء حياة طالب بالعبور

التحريات الأولية كشفت عن هوية الجاني ويدعى «أحمد. م» مهندس كهرباء، وتم القبض عليه، وبمواجهته أقر بارتكاب الواقعة، نتيجة مشادة كلامية حدثت بينه وبين المجنى عليه.

حبس المتهم بإنهاء حياة طالب بالعبور

أمرت نيابة قسم العبور بمحافظة القليوبية، بحبس مهندس 4 أيام على ذمة التحقيقات، لقتله طالب بكلية الصيدلة بدائرة القسم، إثر مشاجرة بينهما بسبب اصطدام سيارته بسيارة الطالب به فقام باستدراجه بعباره 'عايز حقك تعالي ورايا'، وعندما ذهب الضحية قام بطعنه عدة طعنات وجرى نقله للمستشفي وتوفي بعد أسبوع، وحرر محضر بالواقعة.

التصريح بالدفن

وأمرت نيابة العبور بالتصريح بالدفن عقب ورود تقرير الصفة التشريحية بمعرفة الطب الشرعي وتحريات المباحث الجنائية حول الواقعة وملابستها وسؤال أهلية المتوفى.